إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / تنامي الدور الإيراني، وتأثيره على الأمن القومي العربي





مواقع إيران النووية الأساسية
نظام ولاية الفقيه الملالي
الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة
التقسيم الإداري لإيران
التقسيم العرقي والطائفي




الفصل الأول

الفصل الأول

توجهات السياسة الخارجية الإيرانية

على مدى التاريخ كانت إيران دولة فاعلة في منطقتها، وربما كانت أهم المتغيرات التي صنعتها إيران في التاريخ المعاصر وأثرت على المنطقة هي الثورة الإسلامية الإيرانية التي قامت على منهج ديني وتعمل على إدماج العقيدة في السياسة دون فاصل بينهما، وبسببها تحولت إيران من وجهة النظر الغربية، من شرطي المنطقة الذي تعتمد عليه الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إحدى دول الشر في العالم من وجهة النظر الأمريكية، إلى دولة تنظر إليها الدول العربية بحذر لأن العقيدة التي تتأسس عليها الثورة الإيرانية ذات أهداف محددة، في مقدمتها قيام دولة إسلامية شيعية في المنطقة، وإذا كانت تلك العقيدة قد انحسرت بفعل الحرب العراقية ـ الإيرانية في حقبة الثمانينيات، ثم وفاة الإمام الخميني، إلا إنها لازالت تمثل أحد أهداف الثورة الإيرانية والتي يحاول الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" إحياء أهدافها، منذ توليه السلطة في أغسطس 2005.

بنجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، تزايدت المطامح وحالة التفاؤل لدي كل الأطراف الإقليمية بوجه عام، والعربية بوجه خاص، في أن يؤسس ذلك لبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين إيران ودول محيطها الإقليمي، على أسس من التعاون والتراجع عن سياسة الهيمنة والأطماع التوسعية التي انتهجها نظام الشاه السابق، إلا أن تتابع الأحداث فيما بعد ومواقف إيران تجاهها أوجدت القناعة بأن حدود التغيير في السياسة الإيرانية اقتصر على الجوانب الشكلية مع ثبات الأهداف والمطامح كما كانت عليه خلال فترة حكم الشاه السابق.

فبعد فترة وجيزة من قيام الثورة برزت أبعاد سياسات القيادة الإيرانية الجديدة تجاه المنطقة والتي عكست حقيقة رئيسة وهي أن الأهداف القومية الإيرانية (الفارسية) ثابتة بغض النظر عن تغيير طبيعة النظام السياسي، وهو ما انعكس بدوره وسريعاً على التفاعلات الإيرانية مع دول الجوار خاصة العربية نتيجة لإعلان إيران تمسكها بتبعية الجزر الإماراتية (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) لها، ثم اندلاع الحرب الإيرانية العراقية عام 1980 في نموذج جديد للصراع العرقي (العرب ـ الفرس) والمذهبي (الشيعة، السنة) بالمنطقة ذلك الصراع الذي ما زال مستعراً حتى الآن.

حملت العلاقات الإيرانية/ العربية في طياتها بعد الثورة العديد من التناقضات، حيث جمعت بين الجوانب السلبية والايجابية معاً في آن واحد، كالصراع الذي كان السمة الغالبة عليها والتعاون في بعض المجالات خاصة الاقتصادية، بحكم عامل الجوار الإقليمي، والأمنية والعسكرية مع بعض الدول، بحكم الظروف المتشابهة (سورية ـ لبنان)، وهو ما يعد في مجمله نتيجة لعدم وجود إستراتيجية عربية واحدة.

إن التهديد الإيراني ضد مملكة البحرين، في فبراير 2009، الذي وصل إلى حد الزعم بأن مملكة البحرين هي جزء من إيران، وهي المحافظة الرابعة عشرة لإيران، يُعد نموذجاً لسياسة الهيمنة الإيرانية ومحاولاتها المتكررة للسيطرة وفرض نفوذها على منطقة الخليج العربي.

لا شك أن إيران أصبحت مشكلة كبيرة لدول الخليج العربي والدول العربية من خلال أهدافها التوسعية في المنطقة، فلم يكفها احتلال الجزر الإماراتية الثلاثة، بل نجحت في تعميق الانقسام الطائفي بين الشيعة والسنة في لبنان والعراق والبحرين، وبذلك تعطي دليلاً على تورطها في تمزيق العرب لتحقيق أهدافها الاستعمارية وإكمال مشروعها النووي، ومن خلال خلق النزاعات تستطيع إيران أن تنفذ سياستها وإستراتيجيتها الكبرى.