إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / تنامي الدور الإيراني، وتأثيره على الأمن القومي العربي





مواقع إيران النووية الأساسية
نظام ولاية الفقيه الملالي
الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة
التقسيم الإداري لإيران
التقسيم العرقي والطائفي




المبحث الثاني

الفصل الثاني

أهداف إيران ومصالحها ودورها في المنطقة العربية

تعد المنطقة العربية من المناطق الأكثر أهمية فى السياسة الدولية والأهمية الاستراتيجية والجيواستراتيجية، ولا أدل على ذلك من أن البعض يرى أنه "لا يمكن لأية سياسة خارجية رشيدة أن تتجاهل المنطقة العربية، وآثارها على بقية مناطق العالم"، وهذه الأهمية ليست اكتشافاً جديداً، ولكنها منذ قديم الزمان.

تشكل إيران دولة رئيسة فى معادلة توازن القوى بمنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، ومنطقة الخليج العربى بصفة خاصة، عبر مختلف العصور ارتباطاً بما تتمتع به من إمكانات القوى الشاملة للدولة.

وقد ظلت إيران تعمل على تأكيد دورها المحورى بالمنطقة، مع السعي للهيمنة على منطقة الخليج العربي، التى لم يطرأ عليها متغيرات جوهرية، ما بين عصر الثورة الإسلامية وما قبلها فى ظل حكم الشاه، وإن إختلفت الأسبقيات والأدوات والتحالفات وأساليب تحقيقها، وهو ما يعكس السعي الدائم للبحث فى دور الدولة ومشاركتها فى إدارة شؤون الأقاليم والعالم، وإن اعتمد قبل الثورة فى التحالف مع القوى الكبرى، الولايات المتحدة الأمريكية، أو حليفتها إسرائيل، فى حين ارتبط بعد الثورة بالقوة المناوئة لتلك القوى وحليفتها.

على الرغم من مرور أكثر من ثلاثين عاماً على قيام الثورة الخمينية فى إيران، لاتزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثل لكثيرين معضلة مستعصية على الفهم، حيث توجد فجوة بين الأقوال والأفعال، وبين الشعور بالضعف والسلوك الحماسى، وبين المصالح الإيديولوجية والمصالح القومية، وبين آمال الشعب ومطامح زعامته، ربما يرجع ذلك فى كثير من الأحيان إلى الصورة التى قدمتها الثورة الخمينية عن نفسها، أو ربما يكون نتاجاً طبيعياً للصورة التى رسمها الآخرون لها.

تمثل إيران قوة إقليمية لها ثقلها وتأثيرها بالمنطقة، فى ضوء ما تمتلكه من قوى شاملة أبعادها كافة (الكتلة الحيوية - القدرة الاقتصادية - القدرة العسكرية - القدرة السياسية - القدرة الإعلامية)، وسعيها لتعظيم القوى الشاملة للدولة باستثمار موقعها الإستراتيجى ومكانتها التاريخية والحضارية، والإمكانات الإقتصادية المتاحة (تُعد ثالث إحتياطى للنفط فى العالم بعد المملكة العربية السعودية وكندا، وثانى إحتياطى عالمى من الغاز الطبيعى بعد روسيا الإتحادية)، وتوظيف كل هذه القوى لدعم القدرات الأخرى خاصة السياسية والعسكرية.

إن المطامح والمصالح والأهداف الإيرانية، ممتده عبر التاريخ ولا ترتبط بالثورة الخمينية أو بفترة حكم الشاه، وإنما هى مصالح وأهداف ثابتة، وإن اختلفت الأدوات والأساليب لتحقيقها وفقاً لطبيعة النظام، ومتطلبات المرحلة التى يمر بها العالم والتطورات الإقليمية والدولية فى كل مرحلة.

تعتمد إيران المزج والتنوع فى استخدام العديد من الآليات السياسية، والإقتصادية، والإستخبارية، والعسكرية، والعقدية، لتحقيق مصالح أمنها القومى وأهدافه، مع ارتباط ذلك بأسبقيات هذه المصالح والأهداف وأهميتها وطبيعة البيئة الدولية والإقليمية المحيطة بها.

من هذا المنطلق تبرز أهمية دراسة المطامح الإيرانية والمصالح والأهداف، وآليات تحقيقها بوصف ذلك مدخلاً أساسياً للتوصل لتنامي الدور الإيراني فى ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الجارية.