إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / غزو العراق عام 2003




مواقع عسكرية قًصفت بالذخائر الذكية
موقع سد الحديثة
مجموعة صور لصدام حسين
محمد سعيد الصحاف
مجلس الحكم العراقي
آية الله علي سيستاني
أركان النظام الصدامي
المظاهرات تعم مدن العالم
بليكس والبرادعي
تحطيم تمثال صدام حسين
صدام حسين لحظة القبض عليه
كولين باول
عناصر القيادة السياسية العسكرية في الحرب
قادة المعارضة العراقية

أهم المدن العراقية
مناطق الاحتلال (سبتمبر 2003)
مناطق القاعدة (ديسمبر 2006)
مناطق القاعدة ديسمبر 2007
أوضاع فرق الحرس الجمهوري
محاولة اغتيال صدام
محاور التقدم الرئيسية والمساعدة
مخبأ صدام حسين
مستويات هجمات قوى التمرد
الأهداف الإستراتيجية في وسط بغداد
الليلة الأولى لقصف بغداد
الهجوم على مطار صدام الدولي
التمرد والعصيان
انتشار قوات التحالف
الحلقة الدفاعية حول بغداد
اقتحام الفرقة الثالثة لبغداد
توزيع قوات الحرس الجمهوري ومواقع قوات التحالف
حصاد ثلاثة أسابيع من المعارك
سيناريو الحرب البرية المتوقع
غزو العراق
قوات التحالف في الحرب
قاعدة العديد الجوية بقطر

معركة الاستيلاء على جزيرة الفاو
أقسام العراق الطائفية والعرقية (بالمحافظات)
المحافظات العراقية
التوزيع السكاني للأكراد بين دول المنطقة
التوزيع السكاني في المحافظات
تحرك القوات الأرضية والقوات الخاصة
خرائط الجمهورية العراقية



ملحق

ملحق

الأسلحة والذخائر الذكية التي استخدمت في حرب العراق

أولاً: دور التكنولوجيا المتقدمة في الحرب

لعبت التكنولوجيا المتقدمة دوراً رئيساً في حرب العراق الأخيرة، أسهم بقدر كبير في تحقيق القوات الأمريكية لأهدافها ومهامها الإستراتيجية في زمن قياسي، وبخسائر محدودة للغاية. فبينما قامت القوات الأمريكية في حرب الخليج الثانية عام 1991، بتطبيق مبدأ ضرب مركز الجاذبية، وهي بغداد، ومواقع فرق الحرس الجمهوري في جنوب العراق، وحتى داخل الكويت (حيث تقوم هذه النظرية على ضرب خمس حلقات داخل البلد المعادي، تمثل مركز الثقل والجاذبية)، فقد لجأت خطة العمليات في حرب الخليج الثالثة، مارس 2003، إلى أسلوب معدل قائم على الاستخدام الموسع للتكنولوجيا المتقدمة والمتفوقة، وأعداد أقل من القوة البشرية عن الحروب الماضية (ثلاث فرق أمريكية، ولواء مدرع بريطاني، في مواجهة 29 فرقة عراقية)، مع استخدام مكثف للقوة الجوية المصاحبة لقوات خاصة من طائرات قتال وطائرات عمودية إنزال، مع اعتماد كبير على الطائرات الموجهة من دون طيار، مسلحة وغير مسلحة، هذا بالتوازي مع حرب أنظمة المعلومات المساندة من قِبل أنظمة الحرب الإلكترونية الفعالة، وأساليب مكثفة للحرب النفسية.

وبعد انتهاء حرب تحرير الكويت، عام 1991، وخلال الاثني عشر عاماً الماضية، حدثت ثورة حقيقية في التكنولوجيا العسكرية نتيجة التقدم العلمي الهائل الذي حدث خلال هذه الحقبة، والذي يعاد مئات السنين من عمليات الأبحاث والتطوير، التي كانت تجري في الماضي، برزت نتائجها أولاً في الحرب التي دارت في أفغانستان، عام 2000، ثم في الحرب العراقية الأخيرة.

أبرز إنجازات التكنولوجيا العسكرية في الحرب الأخيرة

يمكن تلخيص أبرز ما أنجزته التكنولوجيا العسكرية في سنوات ما قبل حرب العراق عام 2003، والتي أثرت إيجابياً على الحملة العسكرية في الآتي:

1. ثورة معلوماتية ذات تأثير في التطبيقات العسكرية

أ. تطوير شبكة الاتصالات، واستخدام الألياف الزجاجية بدلاً من الكابلات.

ب. تطوير شبكات الكمبيوتر، وتأثير ذلك على تقدم استخدام شبكة الإنترنت بواسطة التشكيلات المقاتلة على المستوى التكتيكي.

2. استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار، سواء بدون ذخائر في مهام الاستطلاع والقيادة والسيطرة وإدارة النيران، أو في مهام الإخماد النيراني بتسليحها بصواريخ موجهة (هيل فاير) مضادة للدبابات.

3. تطوير أنواع من الذخائر الذكية الموجهة ذات استخدامات متعددة طبقاً لنوعية الأهداف ودرجة تحصينها والدفاع عنها، مع استخدام التوجيه عبر الأقمار الصناعية GPS في رؤوس القنابل والصواريخ، ونظام التحديد الجغرافي للمنطقة GIS الذي يحدد أماكن الأهداف في المسرح العملياتي، مع إجراء تحسن كبير في الصواريخ الطوافة (كروز)، أدى إلى زيادة المدى ودقة الإصابة نتيجة تزويدها بأنظمة مزدوجة للملاحة.

4. تطوير أنظمة التحكم بالأسلحة والطائرات عن بُعد، والاتجاه نحو (أوتوماتية) القتال عن بُعد، وذلك بتحسين أساليب التوجيه بالأقمار الصناعية.

5. تحسن أنظمة وسائل القتال الليلي، والطيران في الأجواء السيئة، وتزويد الأفراد بمعدات تمكنهم من ذلك.

6. استخدام نظام شبكة القتال المركزي، وهو نظام مكون من توليفة لعدة أنظمة، تسيطر عليه شبكة رقمية لإعطاء القوات الصديقة ميزة القتال بمنطقة جغرافية كبيرة، مقارنة بمناطق القتال الحالية، وذلك عبر ربط عدة مجسات (رادارات، أقمار صناعية، طائرات تجسس، طائرات موجهة من دون طيار، طائرات مراقبة وإنذار مبكر) بمركز عمليات واحد متفوق ومتناغم للسيطرة وتحليل المعلومات بصفة دائمة وغير متقطعة، وبما يساعد على اختصار الوقت على أرض المعركة، وتحسين القدرات التكتيكية لعدة أنظمة قتالية.

7. استخدام نظام مهاجمة الأهداف الحقيقية وقت اكتشافها، وهو نظام حديث للغاية، كان لا يزال تحت التجارب، إلا أن ظروف الحرب في أفغانستان عام 2000، استدعت استعجال إتمامه، وهو تطوير لمنظومة القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات C3I، حيث تم نقل مركز العمليات الرئيسي الذي يقع عادة تحت الأرض إلى طائرة كبيرة من نوع RC130، تُصب فيها المعلومات كافة المحمولة من نظام شبكة القتال المركزي، ليعاد بثها في الحال إلى كل الطائرات المقاتلة والقاذفة الموجودة في الجو، عن أي أهداف جوية أو أرضية موجودة في مسرح العمليات، بحيث يجري تعريف الهدف ومتابعته وتدميره في فترة زمنية تراوح بين 3 - 5 دقيقة.

8. تطوير نظام جديد للتعارف بين القوات الصديقة لتجنب الإصابة بنيرانها، وذلك بتزويد كل مركبة قتال في وحدات التحالف (دبابات، عربات قتال مدرعة، شاحنات، مواقع دفاع جوي... إلخ)، برقاقة إلكترونية Chip صغيرة، على اتصال بمركز القيادة، والتي بدورها متصلة إلكترونياً بطائرات القتال العاملة في المسرح، وهي منظومة متكاملة يُطلق عليها IFF، وتعمل وفق نظام فني صارم، يتقيد بتعليمات دورية تحدد مواعيد تغيير موجات الشفرة، ولذلك فإن أي أخطاء في تنفيذ هذه التعليمات سيظهر الهدف عند مسدد الطيران باعتباره هدف معادي، أو دخل منطقة مفتوحة النيران، فيجري قصفه (وهذا ما حدث بالفعل يوم 21 مارس، عندما تعاملت بطارية صواريخ أرض/ جو أمريكية من نوع باتريوت، مع مقاتلة بريطانية من نوع تورنادو).

ثانياً: نوعيات الأسلحة والذخائر ذاتية التوجيه التي استخدمت في الحرب

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية في حملتها العسكرية ضد العراق، والتي عُرفت بالصدمة والرعب، نوعيات جديدة من الذخائر الذكية لم تشهدها الحروب السابقة، سواء في حرب الخليج الثانية عام 1991، أو في حرب كوسوفا عام 1999، وكذلك في حرب أفغانستان عام 2000.

وإذا كانت نسبة الذخائر الذكية في حرب تحرير الكويت كانت حوالي 20% من إجمالي الذخائر التي استُخدمت، فإنها بلغت في الحرب الأخيرة حوالي 90% من الذخائر المستخدمة. وقد استهدفت عمليات التطوير التي أُجريت خلال الأعوام الماضية على هذه الذخائر أن تخدم الهدف الإستراتيجي للحرب في أن تكون قصيرة وسريعة وحاسمة، وبأقل قدر من الخسائر الممكنة في الأفراد والمعدات، وكذلك بين المدنيين.

ولذلك جهزت القيادة الأمريكية قواتها ـ خاصة الجوية ـ بذخائر ذات دقة عالية في الإصابة، وقوة تفجير ضخمة ذات تأثيرات متنوعة على التحصينات والمعدات والأفراد، وذلك في إطار منظومة من التكنولوجيا فائقة الدقة، تسعى إلى إحداث تغيير حاد في بعض أنواع موجات الليزر والموجات الكهروبصرية والموجات الصوتية، لإنتاج موجات عالية الطاقة في شكل حزم كثيفة، وتوجيهها عن بُعد بدرجة دقة متناهية، بحيث تُحدث تأثيرها المطلوب في الأهداف العسكرية، بما يشل الأجهزة البصرية والسمعية والعصبية في الأفراد، بسبب ترددات معينة عالية تنتج رنين في المخ.

وتُعد هذه التطويرات في نطاق التجارب التي يجريها البنتاجون على ما يُعرف ببرنامج High Freequency Active Auroral Research Program (HARP)، الذي دخل الخدمة في مطلع عام 2003، والمقصود به تصنيع ما يُسمى بالسلاح الجيوفيزائي القادر على إحداث تغييرات في الطبقات الغازية المحيطة بكوكب الأرض، خاصة الأيونوسفير، والمغنطيرسفير.

ويعتقد الخبراء الروس أن تجارب HARP أثبتت أن تأثير هذا السلاح لا تقتصر فقط على تعطيل الاتصالات اللاسلكية والفضائية، وتخريب خطوط نقل الكهرباء، وأنابيب النفط والغاز، بل يشمل أيضاً التأثير على الأحوال الصحية والنفسية للسكان. وأبرز نوعياته قنبلة البلازما، التي تحوي مواد كيميائية تحترق بدرجة حرارة مرتفعة جداً، وتشكل هذه المادة حالما تخرج من القنبلة ذات القوة التدميرية الهائلة، مادة حارقة شديدة التأثير، حيث تطلق البلازما قوة من الغاز يصل قطرها إلى ثلاثة كم فوق المواقع المستهدفة، ونتيجة تفاعل الغاز مع الأكسجين، بفعل ما يقذفه ليزر خاص من أشعة ضوئية، يحدث انفجاراً هائلاً تهلك في موقعه كل الكائنات الحية.

1. القنبلة MOAB

يُطلق الجيش الأمريكي على هذه القنبلة، تهكماً، أم القنابل Mother of all bombs، ولكن اسمها الحقيقي Massive ordnance air blast، وتترجم على أنها "قنبلة هوائية للتدمير الشامل".

تتكون هذه القنبلة من ثلاث مكونات هي نترات الأمونيوم وبودرة الألومنيوم والبوليسترين اللزج، حيث تؤمن نترات الأمونيوم العنصر الإنفجاري الأول في الهواء على مساحة واسعة، وتحترق البودرة وهي من مركب يحتاج إلى الكثير من الأكسجين، فتولد كتلة نارية قوية يساعدها البوليسترين السائل. ومع الاحتراق السريع للأكسجين ينقص وجوده في الهواء بسرعة شديدة، مما يؤدي إلى تفريغ سريع في دائرة قطرها كيلومتر، ويندفع الهواء لملء الفراغ، ويضغط بكل قوته على كل شيء يقع في تلك الدائرة.

وعملياً فإن قوة الهواء تساوي تقريباً قوة الضغط الجوي لكنها أقل، لأن تفريغ الهواء جزئي فقط. وتساعد في الضغط موجة تأتي من انفجار 8150 كجم من المتفرجات غير التقليدية أقوى بكثير من مادة TNT، حيث يصل الضغط إلى 73 كجم على كل سم2 في دائرة قطرها كم واحد، أي أن أي جسم بشري موجود في تلك الدائرة سينسحق تحت ضغط ألاف الكيلوجرامات.

ويبلغ إجمالي وزن القنبلة 9500 كجم، ويتم توجيهها بواسطة نظام GPS عبر الأقمار الصناعية، وتُلقى من طائرة نقل C-130 أو C-17، من ارتفاعات عالية، وتحملها مظلة إلى هدفها بفضل توجيه مستمر من الأقمار الصناعية.

2. صاروخ كروز المطور (توماهوك BGM-109) بلوك - 4

لعب هذا الصاروخ دوراً فعالاً في حرب الخليج عام 1991، وحرب كوسوفا عام 1999، والحرب الأفغانية عام 2001، حيث نجح في تدمير عدد كبير من المنشآت العسكرية خاصة مراكز القيادة والمطارات والمصانع الحربية، وغيرها من البُنى التحتية، وهو يُطلق من القاذفات B-52، وB-2، والغواصات والمدمرات، وأيضاً من منصات برية، وهو من صنع شركة جنرال دينامكس، ثم تم تطويره بالتعاون مع شركة مادونال دوجلاس.

وهو مجهز برأس نووية أو تقليدية، ويبلغ طوله 6.25 م، ويسير بسرعة تصل إلى 0.7 ماخ (880 كم/ ساعة) على ارتفاع يراوح بين 15 – 100 م عن الأرض، متجنباً وسائل الدفاع الجوي المعادية والهيئات الأرضية والأهداف التي يتعين عليه تجنبها. ويراوح مداه ما بين 640 – 2500 كم، ويمكنه أن يصيب هدفه بدقة 80 م، إلا أن هذا الصاروخ أخطأ في إصابة بعض الأهداف في الحرب الأفغانية، مثل قواعد تنظيم القاعدة في خوست، وسقط في باكستان.

لذلك أجرت البحرية الأمريكية تعديلات على هذا الصاروخ، استهدفت تقلي دائرة الخطأ CEP التي يمكن أن ينفجر في محيطها الصاروخ عند اصطدامه بالهدف، وكانت تجربة ذلك في أغسطس 2002، حيث نجحت في إصابة قلب الهدف، وقُدرت نسبة الخطأ بـ10 م فقط، وذلك بعد أن جرى تزويده بصورة إلكترونية عن الهدف، وأُدخلت تعديلات على نظام التوجيه Guidance System المعروف باسم Initial & Tercom بربطه بالقمر الصناعي، من خلال نظام تحديد المحل العالمي GPS، حيث يرسل الجهاز الإلكتروني المثبت في رأس الصاروخ رسالة إلى القمر الصناعي، فيبث الأخير رسالة إلى المحطة الأرضية بصورة الهدف الجديد والتعديلات التي تم إدخالها على موقع الهدف.

ويظل توماهوك في تحليقه لحين توجيهه مجددا لينفجر في الهدف ذاته أو في مكان آخر، وبذلك تتم برمجة كمبيوتر الصاروخ على أكثر من هدف، ويوجه على هدف منها، ويمكن تحويله إلى هدف آخر من الأهداف المبرمجة، وبذلك يمكن تجنب الأهداف المدنية مع تحقيق دقة عالية في قصف الأهداف العسكرية.

وكانت القوات البحرية البريطانية والأمريكية قد وقعتا عقداً مشتركاً لتمويل عملية تطوير الصاروخ توماهوك مع شركة رايثون، قيمته 27 مليون دولار، لإطلاق هذا الصاروخ من أنابيب طوربيد، ويصل ثمن الصاروخ توماهوك إلى 1.1 مليون دولار.

3. أسلحة التفجير الحجمي Volume Detonating Weapons (VDW)

يُطلق عليها أحياناً (قنبلة الوقود الغازي)، حيث تعمل قذائف الأبخرة الحارقة على الاستفادة من التأثيرات التي يحدثها انفجار الوقود المتبخر في الهواء، حيث يحدث الانفجار بإشعال خليط من الوقود والهواء، ما يحدث كرة نارية ويولد موجة ضغط شديدة ينتج عنها انفجار سريع الاتساع، يفوق قوة الانفجارات التي تحدثها المتفجرات التقليدية عدة مرات، وتشبه إلى حد ما انفجار القنابل النووية الصغيرة ولكن دون إشعاع. وقد استخدم الأمريكيون هذه الأسلحة في حرب الخليج، كما استخدمها الروس في أفغانستان والشيشان من أجل تنظيف مواقع هبوط الطائرات، وتطهير الحقول من الألغام، وتدمير الدبابات المعادية والملاجئ والتحصينات.

ويُستخدم في تصنيع هذه الأسلحة غازات مثل أكسيد الإيثلين، وأكسيد البروبيلين، وكلاهما يحدث موجة ضغط قد تصل إلى 30 – 40 ضغط جوي، وكتلة حرارية تصل إلى 1000 درجة مئوية، ويعتبر زيادة الضغط إلى 3.2 كجم/ سم2 كافٍ لتدمير حقول الألغام المضادة للدبابات وحظائر الطائرات ومواقع الدفاع الجوي ومراكز القيادة والسيطرة تحت الأرض.

وقد طورت الولايات المتحدة الأمريكية الجيل الثالث من القنبلة زنة 500 رطل LU-95، ليكون قطر دائرة التدمير 35 م، ومساحة منطقة التدمير 550 × 600 م.      

4. تطوير قنبلة الملاجئ الحصينة (بلو – 28) إلى (بلو – 31)

جرى تحديث القنابل الذكية المخصصة لتدمير الهدف والتحصينات تحت الأرض (بلو – 28)، حيث أصبحت تُعرف بـ (بلو – 31)، وهي مزودة الآن بجهاز جديد يُدعى (فيوز الهدف الصلد الذكي)، والذي يسمح للقنبلة بأن تعد الطبقات الأرضية اللازم اختراقها قبل أن تنفجر عند الهدف وحتى عمق 20 م. ويتم التوجيه بالليزر من قاعدة أرضية أو من الطائرة، وبرأس القنبلة مجس ليزري وكمبيوتر التوجيه، كما أن غلاف القذائف مصنوع من طبقة مدعمة من الرصاص المستخدم في القنابل.

ويوجد على الجسم مجسات شديدة الحساسية تتسبب في انفجار قوي يدفع القنبلة للأمام قبل الاختراق. ويصل طول القنبلة إلى 19.2 قدم، وعرضها 14.6 بوصة، ووزنها 4.7 طن. أما الشحنة التفجيرية فتبلغ 575 كجم.

5. القنبلة الحرارية الانشطارية GBU-28

 استخدمت هذه القنبلة مرة واحدة في أفغانستان وأخطأت الهدف، وتستطيع هذه القنبلة اختراق الطبقات الأرضية، وتنتشر بعد ذلك موجة حرارية وضغطاً كبيرين كافيين لتدمير العناصر البيولوجية لأمراض معدية، مثل الجدري والجمرة الخبيثة، التي كان يتوقع أن يمتلكهما العراق.

6. القنبلة E-Bomb المضادة للإلكترونيات

هذه قنبلة تم تطويرها في الفترة من أغسطس 2002 إلى يناير 2003، بمشروع مشترك أمريكي بريطاني، وهي عبارة عن قنبلة تُحمل إما على طائرات من دون طيار (غير متوفرة حالياً لحمل هذه القنبلة التي يبلغ وزنها ألفي رطل)، أو على طائرات مقاتلة.

وهذه القنبلة هي إحدى وسائل أسلحة الأشعة المباشرة، وتأثيرها على إشعاع إلكترومغناطيسي نبضي قادر على بث إشعاع ذي طاقة عالية لمدة قصيرة بالآلاف من الفولتات التي تستطيع إيقاف الدوائر الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، مثل الكمبيوتر، وللتدليل على قوتها، فإن البرق يعطي 300 جول عندما يلامس الأرض، في حين تعطي هذه القنبلة ملياري جول.

7. القنبلة Blu-B-114 (قنبلة التعتيم)

تُلقى من الجو، وقد طورت بجهود أمريكية بريطانية مشتركة، وعندما تنفجر تنتج نبضات من الطاقة المغناطسيسية ذات الموجات القصيرة جداً (ميكروية)، تبعث خيوطاً من الألياف الكربونية تؤثر سباً في شبكات الطاقة، وتعطل جميع الأنظمة العاملة بالكهرباء حتى وإن كانت على عمق تحت الأرض. كما يمكن أن تحدث إحساس مزعج في جلد الإنسان، وهو ما دفع وكالات تنفيذ القانون في الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء مزيد من الاختبارات عليها للاستفادة بها في السيطرة على الحشود والمتظاهرين، لذلك يمكن حملها بواسطة الجنود عند القتال في المدن. وقد استُخدمت أثناء حرب كوسوفا عام 1999، ضد العاصمة اليوغسلافية بلجراد، حيث أظلمتها عدة أيام.

8. قنابل امتصاص الأكسجين Blu-118B

استخدم الجيش الأمريكي في الحرب الأفغانية هذا النوع من القنابل Blu-118-B، ضد قوات طالبان، وعناصر القاعدة المتحصنة في كهوف جبال تورا بورا، حيث تصدم هذه القنبلة الكتل الصخرية، ثم تمتص الأكسجين من الممرات تحت الأرض وكهوف الجبال، والمساحات المغلقة، فتحدث خنقاً في الأجهزة التنفسية للبشر الموجودين في هذه الأماكن، ما يدفعهم إلى سرعة الخروج من هذه الأماكن إلى حيث الهواء الطلق، فيكونوا عرضة للقتل بالأسلحة التقليدية أو الأسر.

9. قنابل موجهة Joint Directed Attack Munitions (JDAM) وذخيرة هجومية مباشرة مشتركة لتدمير رادارات العدو (JSSAM)

ذكرت صحيفة التايمز البريطانية، أن مصادر عسكرية كشفت عن اعتزام القوات الأمريكية استخدام قنابل موجهة من نوع JDAM، ذات قوة تدميرية هائلة، وذخيرة من نوع JSSAM لشل قدرة الرادارات العراقية. وأن القنبلة JDAM ستزود بها القاذفات الإستراتيجية من أنواع B-1B وB-52H وB-2، والمقاتلات من أنواع F/AEF-18، وF-117، وF-15E وF-16C/D. وقد أجرت القاذفة B-1B، التي بها ثلاث حاويات بكل منها 24 قنبلة JDAM، أول اختبار لها على إطلاق هذه القنبلة، في 11 فبراير 1998، على ارتفاع 24 ألف قدم، وكانت تحلق بسرعة 0.85 ماخ، وقد سقطت القنبلة على مسافة 22 قدم من محيط الهدف. ثم استمرت التجارب الأمريكية على هذه القنبلة من خلال 122 تجربة أجرتها مقاتلات سلاح الجو والبحرية معاً.

أما الصاروخ JSSAM، فإنه ينطلق من المقاتلة F-16، ليبحث وحده عن محطة الرادار المعادية، متجاوزاً جميع وسائل الإعاقة الرادارية، وهو من صنع شركة لوكهيد ـ مارتن، ويمكنه اختراق الأسطح الأكثر مقاومة. وقد جرت تجربته بنجاح، في سبتمبر 2002، ولم يمض 30 يوماً بعد إعلان البنتاجون عن القنبلة JDAM، إلا وكشفت مصادر دفاعية عن امتلاك بغداد لنحو 2400 جهاز تشويش روسي يحبط منظومة JDAM، والتي تكون السيطرة عليها وتوجيهها من خلال الأقمار الصناعية، بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي GPS، وهو ما أثار قلق بالغ في دوائر البنتاجون، خاصة بعد أن حصلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على صور خاصة بأجهزة التشويش، عرضتها شبكة فوكس الإخبارية.

وقد نبعت هذه المخاوف من تجربة أجرتها الولايات المتحدة الأمريكية، حين نجحت أجهزة الاعتراض والشوشرة Jammers في اعتراض إشارة لجهاز تحديد المواقع GPS، الأمر الذي يؤكد قدرة هذه الأجهزة على التشويش وتضليل الأسلحة الأمريكية التي سيجري توجهيها عبر الأقمار الصناعية، ومنها القنابل الذكية JDAM، ورغم المخاوف الأمريكية، إلا أن رجال CIA تمكنوا من الحصول على خرائط باللغة الروسية توضح أماكن الرادارات التي تسعى المقاتلات الأمريكية إلى تدميرها في الضربات الجوية الافتتاحية للحرب. وقد ذكر أحد المسؤولين الأمريكيين "أنه حال تحوي القنابل الذكية عن أهدافها، فإن أحداً لن يعرف أين ستسقط ولا من ستصيب، وأسوأ الاحتمالات هنا أن تسقط فوق مناطق مدنية وتودي بحياة المدنيين". وهو ما يفسر سقوط بعض هذه القنابل على تركيا وإيران والسعودية أثناء الحرب.

10. الصاروخ المضاد للصواريخ باتريوت (باك – 3)

تسلم الجيش الأمريكي 53 صاروخ جديد من نوع باتريوت باك -3، بهدف التصدي للتهديد المتزايد للصواريخ البالستية المعادية، لا سيما من قِبل العراق وكوريا الشمالية، وهو تحديث للصاروخ باتريوت الذي استُخدم في حرب عام 1991.

وتشمل التحسينات التي أُدخلت عليه، قدرة أعلى على تمييز رؤوس الصواريخ الحقيقية من الزائفة، وذلك نتيجة تطوير راداره. كما أن الصاروخ نفسه مزود بباحث راداري بموجه ملليمتري، لتوفير دقة  أعلى في إصابة الهدف، وبدلاً من الانفجار لدى الاقتراب من الهدف كما هو الحال في باتريوت السابق، فإن باك 3 يصيب الهدف مباشرة لضمان تدميره تدميراً كاملاً. هذا بالإضافة لوجود عربة إطلاق معدلة تحمل 16 صاروخاً بدلاً من أربعة صواريخ باتريوت، ومحطة تحكم عن بعد تضم جهاز كمبيوتر معزز للسيطرة على إطلاق النار.

11. القنبلة الموجهة CBU-97

تُعد الذخيرة الذكية الأولى لقاذفات سلاح الجو الأمريكي، وتعتمد على الأشعة تحت الحمراء، ومستشعرات الليزر للبحث عن أهداف العدو وتدميرها، وتزود بها القنابل العادية (الغبية) لزيادة دقة إصابتها.

12. المقذوف BLU-108

أحد أنواع ذخائر الهجوم المباشر المشترك JADAM، تعتمد على الإشارات الصادرة من نظام تحدي المواقع العالمي GPS لتحويل القنابل الغبية إلى قنابل ذكية فائقة التصويب.

13. السلاح النووي التكتيكي B-61/11

تعد تطويراً للقنبلة النووية التكتيكية B-61 المستخدمة ضد أهداف محصنة تحت الأرض، قادرة على تحمل الهجمات بالقنابل التقليدية، مثل مراكز القيادة الإستراتيجية، ومستودعات تخزين الأسلحة البيولوجية والكيميائية. وهي قنبلة مغلفة بغلاف معزز يمكنها من حفر الأرض والدخول تحتها قبل أن تنفجر، مما يجعلها فعالة ضد التحصينات العميقة أكثر منها ضد الأهداف السطحية، وتبلغ قوتها 340 طن من المواد المتفجرة TNT، أي ما يعادل 3% من قنبلة هيروشيما. ويمكن إلقاؤها بواسطة القاذفات والمقاتلات F-15.

ومن مميزات هذه القنبلة أن الطيار باستطاعته السيطرة عليها حتى اللحظة الأخيرة، وهي طريقة أفضل من إطلاق الصاروخ الذي يمكن أن يحيد عن هدفه، حيث يتم إسقاط القنبلة مظلياً.

14. الطائرة الموجهة من دون طيار Predator للاستطلاع والقنص

برز استخدامها بواسطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في عملية اصطياد مجموعة من نشطاء تنظيم القاعدة في اليمن، في 22 نوفمبر 2002، أبرزهم أبو علي الحارثي، كانوا في عربة جيب، وجرى تدميرهم بصاروخين مضادين للدبابات من نوع هيل فاير محملا ن في الطائرة. كما استُخدمت أيضاً ضد مواقع الدفاع الجوي العراقية في مناطق الحظر الجوي شمال وجنوب العراق.

وتُستخدم هذه الطائرة في مهام الاستطلاع وإدارة النيران، وأيضاً سلاح خمد ضد أهداف أرضية معادية، وجرت تجربتها في أفغانستان، حيث بمقدورها أن تصور وتنسخ وترسل معلومات حية موقوتة إلى مراكز القيادة الأرضية. ويبلغ وزنها 514 كجم، وسرعتها 215 كم/ ساعة، ومدى عملها 725 كم، وتطير على ارتفاع 8333 م، وهي مسلحة بصاروخين من نوع هيل فاير، ومزودة بكاميرا متطورة وأجهزة استشعار متعددة لكل الأغراض، بما في ذلك المناطق الملوثة إشعاعياً وكيميائياً وبيولوجياً.

15. أنظمة موجهة أخرى

بجانب الطائرة الموجهة من دون طيار Predator، استخدمت القوات الأمريكية أنظمة أخرى ذات تكنولوجيا متقدمة لأغراض المراقبة واكتشاف أهداف العدو، قبل التورط في عمليات قتالية.

ومن هذه الأنظمة (باك بوتس)، وهي آليات استكشافية مسلحة بمجسات وأسلحة يمكنها أن تتحرك في شوارع المدن الضيقة والمناطق التي قد تشكل خطراً على الجنود.

وكذلك الطائرة الموجهة من دون طيار دراجون أي، وهي طائرة صغيرة توضع في حقيقة رجل المشاة التي يحملها على ظهره، وتزن خمسة أرطال، ويمكن أن ترسل صورة فيديو إلى شاشة يضعها الجندي على معصمه.

وأيضاً الطائرة الموجهة من دون طيار شادو (الظل)، وهي جيل جديد جاري إنتاجه، قادرة على رصد وتجميع معلومات عن الأهداف الأرضية، وإرسالها إلى مراكز القيادة التكتيكية.

وتعد الطائرة الموجهة من دون طيار العملاقة "جلوبال هوك" التابعة للبحرية الأمريكية، من أفضل الطائرات الموجهة التي يمكن استخدامها على المستوى الإستراتيجي، مقارنة بالطائرة بريداتور، التي تستخدم على المستوى التكتيكي. وقد قامت جلوبال هوك، في 26 أبريل 2001، بأول محاولة طيران بدون توقف، وبدون إعادة تزود بالوقود خلال الرحلة، حين طارت من كاليفورنيا إلى أستراليا لمدة 23 ساعة، وقطعت مسافة 12 ألف كم. ويمكن استخدامها في قصف مواقع الصواريخ المعادية، سواء أرض/ أرض أو أرض/ جو.

16. تطويرات أخرى

طورت قاتلات التحصينات الحرارية التي استُخدمت في أفغانستان بواسطة المقاتلات، بحيث تكون على هيئة صواريخ محمولة، يمكن لرجال مشاة البحرية أن يحملوها على أكتافهم، وتعد مثالية في عمليات القتال في المدن لتدمير عناصر المقاومة المتحصنة في المنازل والملاجئ.

كما جرى تسليح الجنود الأمريكيين بعدة أنواع من التكنولوجيات للبحث عن وجود أسلحة كيميائية أو بيولوجية، بما في ذلك مجسات تشبه مذكرات الكف، ونظام بحث بيولوجي يسمى بورتال شيلد (الدرع المحمول).

أما القوات الخاصة، فقد زودت بكمبيوترات محمولة لإرسال المعلومات إلى الطائرات المهاجمة عن الأهداف المطلوب قصفها.

كما زودت المقاتلات بنظم أسلحة موجهة عالية الدقة، مثل نظام Nite Hawk للمقاتلات من نوع Hornet، والنظام Litening على المقاتلات Tomcat، وهو ما يحقق ضرب أهداف أكثر، ويقلل الحاجة إلى تدابير كثيرة لإصابة الأهداف، كما يقلل عدد ما يصوب من ذخائر نحو الهدف الواحد بضمان إصابة صاروخ واحد أو قنبلة واحدة، ويقلل بالتالي عدد الطلعات الجوية، ويحد في الوقت ذاته من الخسائر التي يتعرض لها المدنيون.

وقللت كذلك التكنولوجيا فيما يتعلق بالأسلحة دقيقة التوجيه وأجهزة الاستشعار من القيود على القتال الليلي، حيث يمكن الآن شن طلعات قصف جوي محكمة خلال الليل، بدرجة من الدقة تقترب من الطلعات أثناء النهار، ومن ثم زيادة عدد طلعات الهجوم خلال يوم القتال.