إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / غزو العراق عام 2003




مواقع عسكرية قًصفت بالذخائر الذكية
موقع سد الحديثة
مجموعة صور لصدام حسين
محمد سعيد الصحاف
مجلس الحكم العراقي
آية الله علي سيستاني
أركان النظام الصدامي
المظاهرات تعم مدن العالم
بليكس والبرادعي
تحطيم تمثال صدام حسين
صدام حسين لحظة القبض عليه
كولين باول
عناصر القيادة السياسية العسكرية في الحرب
قادة المعارضة العراقية

أهم المدن العراقية
مناطق الاحتلال (سبتمبر 2003)
مناطق القاعدة (ديسمبر 2006)
مناطق القاعدة ديسمبر 2007
أوضاع فرق الحرس الجمهوري
محاولة اغتيال صدام
محاور التقدم الرئيسية والمساعدة
مخبأ صدام حسين
مستويات هجمات قوى التمرد
الأهداف الإستراتيجية في وسط بغداد
الليلة الأولى لقصف بغداد
الهجوم على مطار صدام الدولي
التمرد والعصيان
انتشار قوات التحالف
الحلقة الدفاعية حول بغداد
اقتحام الفرقة الثالثة لبغداد
توزيع قوات الحرس الجمهوري ومواقع قوات التحالف
حصاد ثلاثة أسابيع من المعارك
سيناريو الحرب البرية المتوقع
غزو العراق
قوات التحالف في الحرب
قاعدة العديد الجوية بقطر

معركة الاستيلاء على جزيرة الفاو
أقسام العراق الطائفية والعرقية (بالمحافظات)
المحافظات العراقية
التوزيع السكاني للأكراد بين دول المنطقة
التوزيع السكاني في المحافظات
تحرك القوات الأرضية والقوات الخاصة
خرائط الجمهورية العراقية



بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

ليس سهلاً على أى إنسان عربي مخلص لوطنه، وفياً لدينه الإسلام وعروبته، أن يرى بلداً مسلماً عربياً كبيراً مثل العراق يتعرض للغزو والاحتلال الأجنبى، فذلك مما يدمى القلب ويضاعف الآلام التي نعانيها بسبب الاحتلال الإسرائيلى لأراضي عربية أخرى في فلسطين والجولان والضفة الغربية؛ فبغض النظر عن بشاعة النظام الذي كان يحكم العراق وحماقته وإجرامه، ورغبة الكثيرين داخل وخارج العراق في التخلص منه رحمة بشعبه، إلا أن أحداً من المخلصين في هذه الأمة لم يرد أن تأتي نهاية هذا النظام على يد غزو أجنبي، بل أن تكون نهايته بيد شعبه. وكم سعى المخلصون في الأمة العربية لإقناع صدام حسين بالتنحي عن السلطة طوعاً حتى يتجنب العراق ويلات حرب طاحنة، بعد أن عانى الكثير من ويلات ثلاث حروب سابقة خلال ثلاثين عاماً من حكم صدام حسين للعراق، ولكنه أبى وتكبر وركب رأسه، واستمر في عناده ومكابرته، فوقعت الطامة الكبرى التي حذر منها الكثيرون.

ولم تكن هزيمة الجيش العراقي في هذه الحرب، عام 2003، مفاجأة لمن كان يتابع تاريخ الحروب الأخيرة التي خاضها هذا الجيش من قبل، سواء ضد الأكراد في السبعينيات، أو حرب الثمانى سنوات ضد إيران (1981 - 1988)، أو في عدوانه الغاشم على دولة الكويت 1990، وأيضاً في هزيمته في حرب تحرير الكويت 1991. ولكن كانت المفاجأة، بل الصدمة، التي أصابت الجميع هي السرعة التي سقطت بها بغداد، وانهيار النظام الحاكم، مع تفكك الجيش العراقي والحرس الجمهوري، واستسلام قادتهم وضباطهم وهروبهم على النحو الذي شاهده الجميع، حيث تركوا أسلحتهم. ودباباتهم ومركباتهم سليمة ومهجورة دون استخدام.

ولا ترجع السرعة في هزيمة الجيش العراقي، إلى التفوق النوعي الكاسح للقوات الأمريكية فحسب، ولكن إلى تدهور الروح المعنوية، وإفتقاد الرغبة في القتال لدى معظم عناصر الجيش العراقي بسبب ما كان يعانيه الشعب العراقي، ومنه بالطبع الجيش، من فاشية النظام الحاكم، ما أدى إلى قتل كثير من أبناء الشعب والجيش واعتقال كثيرين، فضلاً عن فرار أكثر من أربعة ملايين عراقي إلى بلدان أخرى.

وإذا كان الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله جزءً من السياسة والإستراتيجية الأمريكية، لتحقيق هدف بسط الهيمنة على مقدرات دول الشرق الأوسط العربية والإسلامية، والتحكم في ثرواتها بمساعدة حلفائها، وفي مقدمتهم إسرائيل، وإذا كان الغزو الأمريكي للعراق، في عام 2003، قد تم بقدر ضئيل من الخسائر الأمريكية، إلا أن الاحتلال الأمريكي للعراق بعد ذلك، ولسبع سنوات تالية، قد تسبب في تكبيد القوات الأمريكية خسائر بشرية جسيمة فاقت الـ4500 فرد، ناهيك عن الخسائر المادية والأموال الباهظة التي أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق طوال هذه السنوات، فضلاً عما عانته من صعوبات سياسية وعسكرية ومادية في محاولتها الخروج من المستنقع العراقي، الأمر الذي يؤكد درساً مهماً، وهو أن أى دولة ـ حتى وإن كانت عظمى ـ يمكنها إعلان الحرب على دولة أخرى، وإن كانت من العالم الثالث، في أى وقت تشاء، بل وتنتصر فيها، ولكنها لا تضمن أبدا النهاية ولا الكيفية التي ستؤول لها هذه الحرب، مما يؤكد ضرورة التحسب المسبق قبل الدخول في الحرب للكيفية التي سيتم بها إنهائها والخروج منها بأقل خسائر وفي أقل وقت. فضلاً عن الكلفة السياسية التي ستواكب خروج مثل هذه القوة العظمى من الحرب.

فنتيجة لعدم تحسب القيادات السياسية والعسكرية الأمريكية المسبق لكل هذه المسائل، انتهى العراق بعد عشر سنوات من نهاية الحرب إلى الوضع المأسوي الداخلي الذي يحياه حالياً، من حرب أهلية، وصراعات مسلحة، أدت عملىاً وواقعىاً إلى تقسيمه عرقياً وطائفياً وسياسياً، وتحكم إيران وتنظيم القاعدة الإرهابى في مقدراته، وإنهياره سياسياً وأمنياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً.