إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / غزو العراق عام 2003




مواقع عسكرية قًصفت بالذخائر الذكية
موقع سد الحديثة
مجموعة صور لصدام حسين
محمد سعيد الصحاف
مجلس الحكم العراقي
آية الله علي سيستاني
أركان النظام الصدامي
المظاهرات تعم مدن العالم
بليكس والبرادعي
تحطيم تمثال صدام حسين
صدام حسين لحظة القبض عليه
كولين باول
عناصر القيادة السياسية العسكرية في الحرب
قادة المعارضة العراقية

أهم المدن العراقية
مناطق الاحتلال (سبتمبر 2003)
مناطق القاعدة (ديسمبر 2006)
مناطق القاعدة ديسمبر 2007
أوضاع فرق الحرس الجمهوري
محاولة اغتيال صدام
محاور التقدم الرئيسية والمساعدة
مخبأ صدام حسين
مستويات هجمات قوى التمرد
الأهداف الإستراتيجية في وسط بغداد
الليلة الأولى لقصف بغداد
الهجوم على مطار صدام الدولي
التمرد والعصيان
انتشار قوات التحالف
الحلقة الدفاعية حول بغداد
اقتحام الفرقة الثالثة لبغداد
توزيع قوات الحرس الجمهوري ومواقع قوات التحالف
حصاد ثلاثة أسابيع من المعارك
سيناريو الحرب البرية المتوقع
غزو العراق
قوات التحالف في الحرب
قاعدة العديد الجوية بقطر

معركة الاستيلاء على جزيرة الفاو
أقسام العراق الطائفية والعرقية (بالمحافظات)
المحافظات العراقية
التوزيع السكاني للأكراد بين دول المنطقة
التوزيع السكاني في المحافظات
تحرك القوات الأرضية والقوات الخاصة
خرائط الجمهورية العراقية



بسم الله الرحمن الرحيم

المبحث السابع

الدراسة الجغرافية، والجغرافيا السياسية لمسرح العمليات

أولا: خلفية تاريخية

العراق كغيره من البلدان العربية، كانت جغرافيته معروفة الملامح منذ القديم لاسيما في عهد الخلافة العباسية، وتبلورت وحدته أيام الخلافة العثمانية، ووضع "مدحت باشا" أساس التقسيم الإداري للعراق. وقد شجع الاستعمار الأوروبي على مركزية الدولة للخلاص من إدارات الإقطاعيات، ومنذ ذلك الحين ونظام الحكم المركزي في العراق يتعاظم ويقوى. وإذا كان يُجرى اليوم حديث حول نظام حكم فيدرالي في العراق استناداً لتقسيم عرقي وطائفي، فإنه من المهم معرفة أن النظام الفيدرالي بداية الطريق للتجزئة.

ويعد العراق من البلدان العربية التي شهدت أقدم الحضارات البشرية، وهو ما كشفت عنه الآثار والتاريخ القديم التي أشارت إلى (بلاد إرك) في العهد السومري، ومدينة إرك تقع جنوب العراق على ساحل الخليج العربي، ثم حضارة (بابل)، ثم توالت السلطات على حكم العراق: العماريون، والآشوريون، حتى وصل الأمر إلى العباسيين.

وقد حددت حدود العراق في القاموس المحيط للفيروز أبادي، أنه "بلاد من عبادان إلى الموصل، ومن القادسية إلى حلوان عرضاً. وسميت به لتواشج عراق النخل والشجر فيها". وقد تمت الإشارة إليه من قبل هذا التاريخ في الأحكام السلطانية للمواردي، 450 هـ، فذكر العراق طولاً من حديثه الموصل إلى عبادان، وعرضاً من عذيب القادسية إلى حلوان، وسُمي عراقاً لاستواء أرضه، حيث خلت من جبال تعلو وأودية تنخفض.

وتشير مراجع التاريخ ومصادره إلى عراق العجم، فهو إقليم الجبال أيام الدولة العباسية والسلجوقيين، ومن المعروف أن العراق تجزأ بعد احتلال التتار بغداد، عام 1258، إلى عدة دويلات. وفي عام 1534، عندما احتل "سليمان القانوني" العراق، جعل بغداد مركزاً للعراق، واستمرت بغداد بعد ذلك مركزاً إدارياً للعراق كله. وخلال الحكم العثماني، الذي انتهى عام 1918، ثبتت بوضوح حدود العراق مع إيران، كما ثبتت حدوده الأخرى بعد الحرب العالمية الأولى، فبعد هذه الحرب انحسر نفوذ الدولة العثمانية، وانفصل عنها العراق والبلدان العربية المجاورة له.

وبرزت قوة العشائر والقبائل منذ حكم الأتراك للعراق، حين كان الإداريون الأتراك يتعاملون مع رؤساء العشائر نيابة عن أفراد العشيرة، ويستلمون منهم الضرائب، وبواسطتهم يطالبون بتنفيذ التكاليف. وكانت العشائر تستثمر الأراضي الزراعية الأميرية بصورة مشاعة، كذلك في تسجيل الجنود في ديوان الجند حسب القبائل، وقد ازدادت حاجة الناس إلى عصبية القبيلة والعشيرة لحماية الأمن في مناطقهم، وأصبحت القبائل إبان الحكم العثماني تشعر بواجباتها في حفظ النظام والأمن في مناطق نفوذها، لاسيما بعد أن ضعف نفوذ الأتراك الحاكمين بعد الحرب العالمية الأولى. من هذه الخلفية يمكن أن نفسر العصبية القبلية أو الانتماء العشائري، والولاء للعشيرة أو للمذهب، لاسيما عندما تضعف الدولة والسلطة المركزية، ويصعب الانتقال إلى الدولة المعاصرة، دولة الوطن والمواطن.

ثانياً: البعد الجغرافي

تحد العراق في موقعه الجغرافي الحالي ست دول هي: تركيا، والأردن، وسورية، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وإيران. ويُقسم معظم الجغرافيين الخصائص الجغرافية في العراق بحسب أربعة مناطق رئيسة هي: المنطقة الغربية والجنوبية الغربية من الصحراء، والمرتفعات بين أعالي دجلة والفرات، والمرتفعات الجبلية في الشمال والشمال الشرقى، والسهل الرسوبي على نهري دجلة والفرات. (اُنظر خريطة الجمهورية العراقية)

تبلغ المساحة الكلية للعراق 437.072 كم2، منها مساحة يابسة 432.162 كم2، والمياه 4910 كم2.

ويبلغ الطول الكلي للحدود 3631 كم، منها 1458 كم مع إيران، و181 كم مع الأردن، و242 كم مع الكويت، و814 كم مع السعودية، و605 كم مع سورية، و331 كم مع تركيا. أما السواحل البحرية على الخليج، فيبلغ طولها 58 كم. وهذه الحدود الطويلة، وهذا العدد من البلدان المجاورة للعراق، كان مصدر قلق ومشكلات له، وصلت إلى حد الحرب ثماني سنوات مع إيران (1981 – 1988)، والعدوان العراقي على الكويت (1990)، ثم حرب تحرير الكويت (1991)، وكانت من الأسباب الرئيسة للغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وتتسم جغرافية العراق بالتنوع الطبيعي، من منطقة الجبال المعقدة، ومنطقة الجبال، ومنطقة شبه جبلية، ومن السهل الرسوبي الأعلى، والسهل الرسوبي الأسفل، ومنطقة الأهوار، وهضبة الجزيرة، والهضبة الغربية. وهذه المناطق الثمان الرئيسة التي تتشكل منها مساحة العراق من الممكن أن تكون مصدر قوة وثروة، ذلك أن تنوع الأقاليم يعني تنوع الموارد الطبيعية، والتى تُعد الأساس في الموارد الاقتصادية، أى الأساس في تكوين الثروة. ومن الممكن في ذات الوقت أن تكون المناطق المتنوعة الجبلية مصدر قلق ومشكلات للدولة، وفعلاً كان الأكراد يحتمون بالمناطق الجبلية في سنوات اقتتالهم مع الحكومة المركزية، إبان سبعينيات القرن الماضي (اُنظر خريطة التوزيع السكاني للأكراد)، من أجل حقوقهم القومية. كما شهدت الأهوار الكثير من الحركات والفعاليات السياسية والاختباء السياسي، منذ تأسيس الدولة العراقية وإلى اليوم، فاحتضنت حركات المعارضة من الشيوعيين والقوميين والإسلاميين من حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وغيرهما.

ومن حيث التضاريس، يمكن تقسيم سطح العراق إلى خمسة أقسام طبيعية كالآتى:

1. الهضبة الغربية

تشكل 60% من مساحة العراق، وهي هضبة صحراوية المناخ، تعيش فيها قبائل بدوية رحالة، أبرز مدنها الرمادي وكربلاء والنجف والسماوة. وتمتد الهضبة الغربية على طول المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات، وتمتد إلى صحراء سورية والأردن والسعودية، وهي منطقة جافة في معظم فصول السنة، وفيها الكثير من الوديان، والتى يصل طول بعضها إلى 400 كم، وتشكل الأمطار الساقطة في الشتاء في بعض الأحيان فيضانات تهدد البدو الساكنين فيها. وتحتل المنطقة ما يعادل 198 ألف كم2، ويراوح إرتفاعها بين 100 - 1000م، وتدخل ضمنها منطقة بادية الجزيرة.

2. المنطقة الجبلية

تتسم بسلاسل جبال معقدة، وسقوط أمطار غزيرة، وغطاء نباتي كثيف على شكل غابات البلوط والصنوبر، ومعظم أبنائها من الأكراد. وتحتل هذه المنطقة ربع مساحة العراق ما يقارب 92 ألف كم2، وتبدأ من جنوب كركوك، متمثلة بجبل حمرين، وتمتد شرقاً إلى إيران، وغرباً إلى سورية، وشمالاً إلى تركيا. وتقع المنطقة الجبلية في القسم الشمالي والشمالي الشرقي من العراق، وأهم مدنها السليمانية، وأربيل، وكركوك.

3. منطقة الأهوار

هي جزء من منطقة السهل الرسوبي، ولكن بفعل هبوط الأرض منها فقد انغمرت بالمسطحات المائية الواسعة، وتشغل هذه المنطقة نسبة 50% من مساحة السهل الرسوبي، ويعيش سكانها على اقتصاديات الهور مثل صيد الأسماك، وتربية الجاموس والماشية والأغنام والدواجن، وأهم مدنها العمارة والناصرية والبصرة. وأهم الأهوار: هور الحمارة، وهور الحويزة.

4. السهل الرسوبي

تبدأ منطقة السهل الرسوبي من جنوب بغداد إلى الخليج العربي، ويمر بالمنطقة نهرا دجلة والفرات، حيث يرتبط هذان النهران بمجموعة من القنوات. وقد سميت المنطقة بالسهل الرسوبي لترسب كميات كبيرة من أملاح نهري دجلة والفرات، وترسبات الرمل والطين فيها، وتوجد بحيرة في جنوب غرب بغداد باسم بحيرة الملح، إشارة إلى كثافة الترسبات الملحية، والتى يصل سمكها إلى 20 سم. ويحتل السهل الرسوبي ربع مساحة العراق، أى ما يساوي 132 ألف كم2، ويمتد على شكل مستطيل طوله 650 كم وعرضه 250 كم، ويمتد من مدينة بلد على نهر دجلة ومدينة الرمادى في منطقة التل الأسود على نهر الفرات من جهة الشمال، والحدود الإيرانية من جهة الشرق، والهضبة الصحراوية من جهة الغرب، وتدخل ضمنها منطقة الأهوار. وعرفت هذه المنطقة عبر التاريخ بأرض السواد لكونها صالحة للزراعة، إلا أن عوامل كثيرة تسببت في تملحها وتدهورها. ويعيش سكانها على زراعة وتربية الحيوان، وقد احترفت الصناعة والخدمات في السنوات الأخيرة.

5. المنطقة المتموجة

تشغل نسبة 15% من إجمالي مساحة العراق، وتتميز بسطح متموج تتخلله سلاسل جبلية قليلة الارتفاع ومتباعدة، حيث تفصل بينها مساحات سهلية واسعة، ويقل متوسط المطر، فتقل كثافة الغطاء النباتي، ويعيش سكانها على الزراعة والرعي. وهي منطقة انتقالية بين السهول الواطئة في الجنوب، والجبال العالية في أقصى الشمال والشمال الشرقي في العراق. وتحتل 50% من مساحة المنطقة الجبلية، أي 67 ألف كم2، منها 42 ألف كم2 خارج المنطقة الجبلية، ويراوح ارتفاعها من 100 – 200 م. و25 ألف كم2 ضمن المنطقة الجبلية، ويراوح ارتفاعها من 200 – 450 م. وتبدأ هذه المنطقة بين نهر دجلة شمال مدينة سامراء، ونهر الفرات شمال مدينة هيت، وتمتد إلى سورية وتركيا، وتُعرف أيضاً ببادية الجزيرة. وأهم مدنها الموصل وكركوك وتكريت.

ثالثاً: السكان

يتركز توزيع السكان في وسط وجنوب العراق بالقرب من الأنهار، وتعتمد كثافة السكان على نسبة المياه الصالحة للشرب والزراعة، لهذا توجد تجمعات قليلة السكان في المناطق ذات الماء المالح، ويبلغ معدل سكان القرى الصغيرة المنتشرة بالقرب من نهري دجلة والفرات ما يقارب من 100 نسمة. أما منطقة الأهوار في السهل الرسوبي فتوجد مجاميع سكانية يطلق عليهم عرب الأهوار، يعيشون حياة بدائية تشابه كثيرا طريقة حياة الإنسان العراقي القديم منذ زمن السومريين، حيث تتوزع بيوتهم على مناطق اليابسة المتبعثرة في داخل الأهوار، وفي معظم الأحيان يبنى بيت واحد مصنوع من القصب والبردي على منطقة يابسة واحدة، ويتنقل السكان مستعملين سفناً صنعوها بأيديهم ويطلق عليها اسم المشحوف. وقد تحولت هذه المنطقة إلى ملاذ آمن للجنود العراقيين الهاربين إبان حرب الخليج الأولى، وقاموا بعمليات مسلحة ضد الحكومة العراقية. وقد قامت الحكومة العراقية بتجفيفها في الإنتفاضة الشعبية، بعد حرب الخليج الثانية، في محاولة منها للحد من النشاطات المعارضة لها. (اُنظر خرائط الجمهورية العراقية)

يبلغ إجمالي عدد سكان العراق 24 مليون نسمة، 97% منهم مسلمون، ولكنهم منقسمون بسبب العداوات العرقية والطائفية. حيث تبلغ نسبة العرب السُنَّة 13% (3.12 مليون نسمة)، وأكراد غير عرب غالبيتهم سُنَّة 20% (4.8 مليون نسمة)، وعرب شيعة 63% (15.1 مليون نسمة)، ومسيحيون وآخرون 4% (0.9 مليون نسمة). ويتمركز معظم الشيعة في الجنوب، والأكراد في الشمال، والسُنَّة في وسط وغرب العراق. وتكثر القبائل في مناطق نينوي بشمال غرب العراق، والأنبار غرب العراق، والنجف والمثنى في الجنوب. (اُنظر خريطة أقسام العراق الطائفية والعرقية) و(خريطة التوزيع السكاني في المحافظات)

ويعد هذا التنوع السكاني أحد مصادر ضعف الدولة العراقية، حيث يسود العرب بنسبة كبيرة، يأتي بعدهم الأكراد، ثم التركمان والسريان والكلدان والصابئة واليزيديون والشبك والبهائية، الذين يطلق عليهم البابلية أيضا، والكاكائية. وكانت المركزية بآلياتها قادرة على أن تدير العراق بهذا التنوع الواسع، إلا أنها لم تستطع أن تصهر هذه الأقليات، وتقضي على مطامحها التي برزت بعد سقوط نظام "صدام حسين".

رابعاً: المناخ

يقسم مناخ العراق إلى ثلاثة مناطق رئيسة هي:

1. مناخ البحر المتوسط

يشمل المنطقة الجبلية في الشمال الشرقي، وتمتاز بشتائها البارد، حيث تسقط الثلوج فوق قمم الجبال، وتراوح كمية الأمطار ما بين 400 - 1000 مم سنوياً، وصيفها معتدل لطيف، ولا تزيد درجة الحرارة عن 35 درجة مئوية في معظم أجزائها.

2. مناخ السهول

وهو مناخ انتقالي بين مناخ البحر المتوسط والمناخ الصحراوي.

3. المناخ الصحراوي

يشمل السهل الرسوبي والهضبة الغربية، أي ما يقرب من 70% من مساحة العراق، وتراوح الأمطار السنوية فيه ما بين 50 – 200 مم. ويمتاز بالتغير الحراري الكبير ما بين الليل والنهار، والصيف والشتاء، حيث تصل درجات الحرارة في الصيف ما بين 45 - 50 درجة مئوية، وفي فصل الشتاء يسود الجو البارد وتبقى درجات الحرارة فوق درجة التجمد، ولا تهبط إلى ما دون ذلك.

خامساً: الموارد واستخدام الأراضي

1. الموارد الطبيعية

نوعيات مختلفة من المعادن، مثل الفوسفات، والكبريت، والحديد، والزئبق الأحمر.

2. استخدام الأراضي

أ. الأراضي الصالحة للزراعة: 12%.

ب. المحاصيل الدائمة: صفر %

ج. المراعي الدائمة: 9%.

د. الغابات والأحراش: صفر%.

هـ. أغراض سكانية وصناعية: 79%

3. الأراضي المروية: 25.500 كم2

4. النفط

يملك العراق، وخصوصاً في محافظتي البصرة وكركوك، منطقة غنية بالنفط، إذ ينتج العراق، حسب تقديرات عام 2007، مليوني برميل يومياً، وهو بهذه الكمية يحتل المرتبة الثالثة عشرة بين دول العالم من حيث إنتاج النفط. ويبلغ احتياطي العراق المؤكد للنفط حوالى 115 مليار برميل، إذ يعد احتياطي العراق من النفط الثالث في العالم بعد المملكة العربية السعودية وكندا. وتشير الولايات المتحدة الأمريكية ووزارة النفط العراقي على أن ما يصل إلى 90% من البلاد لا تزال غير مستكشفة. إذ يمكن أن تسفر المناطق غير المكتشفة من العراق عن 100 مليار برميل إضافي.

5. الغاز الطبيعي

ينتج العراق، حسب تقديرات عام 2008، حوالى 15 مليار م3، وهو بهذه الكمية يحتل المرتبة الثانية والثلاثين بين دول العالم من حيث إنتاج الغاز الطبيعي. ويبلغ إحتياطي العراق من الغاز الطبيعي، حسب تقديرات عام 2008، حوالي 3000 مليار م3، وهو بهذه الكمية يحتل المرتبة العاشرة بين دول العالم من حيث إحتياطي الغاز الطبيعي المؤكد.

سادساً: المشكلات البيئية

1. الأهوار

تعتبر أهوار العراق أكبر أنظمة الأراضي الرطبة في الشرق الأوسط، مع أهمية خصائصها البيئية والاجتماعية والثقافية. وقد تعرضت الأهوار إلى الضرر منذ السبعينيات، نظراً لإقامة السدود، ومن بعد عمليات التجفيف من قبل نظام "صدام حسين". لذلك اضطر سكان هذه المناطق من عرب الأهوار إلى الانتقال إلى مناطق أخرى للسكن، كما أن تدمير الحياة الطبيعية فيها يهدد الحياة البرية هناك بالخطر. وقد أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة والبنك الدولي مشروعاً لتقييم الاحتياجات لإعادة إعمار العراق، وتصنيف مسألة الأهوار إحدى الكوارث البيئية التي يعانيها العراق.

وقد نبه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، عام 2001، المجتمع الدولي حول تدمير الأهوار، عندما نشر صوراً للأقمار الصناعية توضح فقدان 90% من مساحة منطقة الأهوار. وأشار الخبراء إلى أن الأهوار قد تختفي نهائياً من العراق في غضون 3 – 5 سنوات، ما لم يتم إتخاذ إجراءات عاجلة بهذا الشأن.

وبعد احتلال العراق، قام المواطنون بتحطيم السدود، وهنا ظهرت أول عملية إعادة إغمار، ولكن ليس في جميع مناطق الأهوار. وقد أوضح تحليل صور الأقمار الصناعية من قبل القائمين على برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن عمليات إعادة الإغمار مستمرة، مع ملاحظة تغيرات موسمية في مستوى الإغمار. وتعانى المنطقة من رداءة نوع المياه لأسباب متعددة، منها التلوث بمياه الصرف الصحى، وإرتفاع نسبة الملوحة، والتلوث بالمبيدات الحشرية، والتلوث بالمخلفات الصناعية القادمة من أعالى الأنهار. تسببت هذه المشكلات في قلة كميات المياه الداخلة للأهوار.

2. مياه الشرب

قامت إحدى المنظمات الدولة التابعة للأمم المتحدة بإجراء تقييم عام للأوضاع البيئية، كما قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بإجراء مسح صحي عام، حيث اتضح أن الماء الصالح للشرب هو من أشد الاحتياجات الحالية للمواطنين. ولا يمتلك معظم السكان خياراً سوى شرب الماء غير المعالج وغير المنقى من الأهوار مباشرةً. وقد أكدت المباحثات التي أجراها برنامج الأمم المتحدة للبيئة مع ممثلين عن السكان ومسؤولين في المحافظات المعنية، أن توفير الماء الصالح للشرب هو الأولوية الأولى بالنسبة للسكان.

3. الاحتباس الحرارى

العراق مثل بلدان المنطقة العربية، التي تصنف كغيرها من بلدان العالم النامي، لا تتحمل سوى قدر قليل من المسؤولية التاريخية في ظهور مشكلة تغير المناخ (حوالى 5% فقط من إنبعاث غازات الدفيئة بالنسبة للمنطقة العربية، وحوالى 0.21% بالنسبة للعراق فقط، إلا أن هذه النسبة آخذة بالتزايد في ظل التنمية الصناعية والاقتصادية، وبغياب استخدام التقنيات النظيفة، ووسائل الإنتاج الأنظف، ومصادر الطاقة المتجددة)، إلا أنها لن تكون بمنأى عن آثار هذه المشكلة، بل من المرجح أن تكون من أكثر المناطق عرضة للتأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية وتفاعلاتها المختلفة، الأمر الذي يترتب عليه عدة إنعكاسات سلبية على التنمية الاقتصادية والإجتماعية، وعرقلة لمسيرة التنمية المستدامة. ولعل الأثر الأكبر لتغير المناخ في المنطقة العربية يتمثل في تهديده للأمن الغذائي، نتيجة تراجع الموارد المائية، وتقلص الإنتاج الزراعي، وتدهور الغطاء النباتي، وفقدان التنوع البيولوجي. كما يشكل تغير المناخ تهديداً لاستثمارات اقتصادية حيوية في المناطق المختلفة، وخاصة في المناطق الساحلية، فضلاً عن التداعيات الاجتماعية والصحية، وانتشار الأمراض وتفاقم الأوبئة.

4. مشكلة التصحر

من أهم الأمور التي تشكل ضغطاً كبيراً على البيئة العراقية، اتساع رقعة التصحر والمناطق الجافة والمهددة بالتصحر، وقد وصلت نسبة التصحر حوالى 70% للأراضي الزراعية المروية، وما يقارب الـ72% للأراضي الزراعية المطرية، و90% في المراعي نتيجة لشح المياه بسبب تغير المناخ، ولسوء الإدارة في قطاع المياه، ما يعد عاملاً مهدداً بوضوح الأمن الغذائي في البلاد، وذلك تزامناً مع الزيادة المستمرة لأعداد السكان، حيث انخفضت إنتاجية الدونم من الأراضي في العراق إلى مستويات متدنية مقارنة بالدول المجاورة، بسبب سوء إدارة الأراضي وتدهورها. حيث أشارت التقارير لعام 1993، أن القطاع الزراعي يسهم بـ18% من الناتج القومي الإجمالي، ويمثل 24% من قوة العمل. ومعدل الأراضي الصالحة للزراعة كان مساوياً 0.3 هكتار لكل فرد، أما اليوم فإن هناك تدهوراً كبيراً في الأراضي الصالحة للزراعة، وخاصة المروية منها.

5. شح المياه

يمثل السهل الرسوبي سلة الغذاء العراقي، لكن 80% من مساحته تعاني من درجات مختلفة من التملح والتشقق، نتيجة عوامل عديدة، منها تغير المناخ وسوء الإدارة، كما أن كون منابع النهرين الرئيسيين في العراق (دجلة والفرات) هي من دول مجاورة (تركيا وإيران)، يعد تهديداً كبيراً لضمان دوام الحصول على موارد المياه. حيث أوضح تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية لعام 2008، أن توافر المياه العذبة في العراق قد تناقص تناقصاً واضحاً منذ عام 1955، حيث كان نصيب الفرد من المياه العذبة سنوياً 18.441 م3/ فرد/ سنة، بينما وصلت هذه القيمة إلى 2.400م3/ فرد/ سنة، في عام 2010، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.700م3/ فرد/ سنة، في عام 2025.

ومما سبق يتبين أن هناك شحاً واضحاً بمصادر المياه في العراق، كما أن التأثيرات المستقبلية المتوقعة للتغيرات المناخية تشير إلى إمكان حصول نقصان وتذبذب مستقبلي واضح في كميات المتساقطات، وزيادة بدرجات الحرارة، مما سيعجل من تفاقم الهشاشة في قطاع مصادر المياه العذبة، حيث إن كمية مصادر المياه العذبة المتوافرة وأنواعها تصنف ضمن حدود الخطر. فمعظم مساحة العراق تقع ضمن الصحراء، وهناك أراضي تقع ضمن مساحته تستقبل مياه مطر تقل عن 150 مم سنوياً. ونتيجة لذلك فإن العراق يعد من البلدان التي تعتمد اعتماداً كبيراً جداً على البلدان المجاورة، مثل تركيا وسورية وإيران، لتوفير مصادر المياه العذبة التي تتدفق إلى العراق، مثل أنهار دجلة والفرات والكارون. كما أن استمرار النقص في كمية المتساقطات، بالإضافة إلى زيادة معدلات الاستهلاك في البلدان المجاورة التي هي بلاد المنبع لمصادر المياه المتوافرة في العراق، سيؤدي إلى تفاقم حالة شح المياه العذبة في العراق في المستقبل.

فعلى سبيل المثال، بينت بعض الموديلات الرياضية الخاصة بالتنبؤات المستقبلية لحالة مياه الشرب في العراق، أنه مستقبلاَ سيصل النقصان في تصريف مياه نهر الفرات إلى نحو 29 - 73%. إن ما سبق ذكره من عوامل، بالإضافة إلى العديد من التأثيرات الأخرى، ستخلق تحديات واضحة في قطاع المياه في العراق خلال العقود القادمة.

سابعاً: قائمة جبال وأنهار وبحيرات وسدود وأهوار وجزر

1. جبال العراق: جبل سنجار، وجبل قرة داغ، وجبل حمرين، وجبل سنام، والجبل الأبيض، وجبل قنديل، وجبل كاره، وجبل هلكورد، وجبل متين، وجبل كورك.

2. أنهار العراق: نهر دجلة، ونهر الفرات، ونهر ديالى، ونهر العظيم، ونهر الزاب الكبير، ونهر الزاب الصغير، ونهر شط العرب، وبحر النجف، والمصب العام. وتتقاسم إيران مع العراق مياه شط العرب طولاً.

3. بحيرات العراق: بحيرة دوكان، وبحيرة الحبانية، وبحيرة الرزازة، وبحيرة سادة، ومنخفض الثرثار، وبحيرة دربندخان.

4. سدود العراق: سد دوكان، وسد دربندخان، وسد الثرثار، وسد الحبانية، وسد الفالوجة، وسد الهندية، وسد الموصل، وسد دهوك، وسد حمرين، وسد الكوت، وسد سامراء، وسد العظيم، وسد قزانية، وسد حديثة.

5. أهوار العراق: هور الحمار، وهور الحويزة، وأهوار الجبايش.

6. جزر العراق: جزيرة آلوس، وجزيرة جبة، وجزيرة أم الخنازير، وجزيرة أم الرصاص، وجزيرة حجام، وجزيرة أم البابى، وجزيرة السندباد.

ثامناً: محافظات العراق وأبرز مدنه (18 محافظة)

1. محافظة بغداد، ودهوك، وأربيل، والسليمانية، والتأميم، ونينوى، وصلاح الدين، وديالى، وواسط، والقادسية، وذى قار، وميسان، والنجف، والبصرة، والمثنى، وبابل، وكربلاء، والأنبار. (اُنظر خريطة المحافظات العراقية) و(شكل أهم المدن العراقية)

2. العاصمة بغداد.

تاسعاً: النبات الطبيعي

1. منطقة الغابات والأعشاب الجبلية

تقع هذه الغابات في منطقة الجبال العالية، وفي حدود منطقة البحر المتوسط، وتعتبر أكثف مناطق العراق إنباتاً. وذلك بسبب وفرة الأمطار واعتدال الحرارة، وتغطى النباتات حوالى 70% من مساحة المنطقة، أما 30% الباقية فتشمل الحشائش والشجيرات. وأهم نباتات هذه المنطقة البلوط واللوز والجوز والصنوبر والحبة الخضراء.

2. منطقة السهول

تشمل الأراضي الشبه جبلية (المتموجة)، وقسماً من الأطراف الشرقية للسهل الرسوبي، وتتكون معظم نباتاتها من الحشائش وبعض النباتات البصلية والشوكية.

3. منطقة ضفاف الأنهار

تشمل ضفاف الأنهار في مختلف جهات العراق، ويتكون نباتها الطبيعي من أشجار وشجيرات وحشائش، أهمها الغرب والصفصاف والأثل وعرق السوس والعاقول والشوك. وتنمو على ضفاف الأنهار أشجار زرعها السكان، مثل أشجار الحمضيات والنخيل.

4. منطقة الأهوار والمستنقعات

تقع في جنوب السهل الرسوبي، وهي على شكل مثلث تقع مدن العمارة والناصرية والقرنة على رؤوسه، وتقع في هذه المنطقة أهم أهوار العراق هور الحويزة، وهور الحمار، ونباتها الطبيعى هو القصب والبردي.

5. المنطقة الصحراوية

تشمل هذه المنطقة الهضبة الصحراوية، والسهل الرسوبي، ما عدا أطرافه الشمالية والشرقية. ونتيجة للتفاوت العظيم للحرارة بين الصيف والشتاء، والليل والنهار، وكذلك الأمطار القليلة، جعل نباتات هذه المنطقة قليلة ومكيفة نفسها لهذه الظروف القاسية، وأهم النباتات هى الأثل والقيصوم والسدر والأشواك وغيرها من النباتات الصحراوية.

عاشراً: شمال الكويت امتداداً لمسرح العمليات

تشكل الكويت جزءً مهماً من مسرح عمليات حرب عام 2003 على العراق، ليس فقط بالنسبة لكونها الدولة الواقعة جنوب العراق، ولكن لأن شمال الكويت كانت منطقة حشد وتمركز قوات التحالف قبل الحرب، وانطلقت منها العملية الإستراتيجية الهجومية نحو جنوب العراق. فضلاً عن تدريب قوات التحالف فيها، لتشابهها مع العراق من حيث تضاريس الأرض والمناخ. واستخدام قوات التحالف للموانئ والمطارات الكويتية طوال فترة الحرب.

وتقع دولة الكويت في شمال شرق شبه الجزيرة العربية، في أقصى شمال الخليج العربي، ويحدها من الشمال جمهورية العراق، ومن الجنوب المملكة العربية السعودية. وتقع الكويت بين دائرتي العرض 28.30 - 30.06 شمالاً، وخطي الطول 46.30 - 48.30 شرقاً. وتتسم الكويت ببساطة تضاريسها، حيث تتكون من أراضي صحراوية منبسطة، مع تدرج في الارتفاع باتجاه الغرب، ليصل أقصى ارتفاع في الركن الجنوبي الغربي للكويت 300 م، وتضم الكويت تسعة جزر، أكبرها بوبيان التي تبلغ مساحتها 683 كم2، أي حوالي 5% من إجمالى مساحة الكويت، وكان النظام العراقي يطمع في ضمها إلى أراضي العراق، وقد كانت نقطة ارتكاز مشاة الأسطول البريطاني للهجوم على شبه جزيرة الفاو العراقية، وفي طريق الملاحة بين ميناء أم القصر العراقي والخليج.

وتُعد الكويت واحدة من أصغر البلدان في العالم، حيث تبلغ مساحتها 17.820 كم2، وينحدر سطحها انحداراً تدريجياً من الغرب إلى الشرق باتجاه سواحل البحر، ولا يزيد أعلى ارتفاع في المناطق الغربية عن 300 م فوق سطح البحر. ويتكون السطح من سهول رملية مستوية تتخللها بعض التلال قليلة الارتفاع، يصل ارتفاع بعضها إلى ما يقارب 145 م. وفي شمال الكويت توجد سلسلة تلال هي: حافة جال الزور، وتلال كراع المرو، وتلال اللياح. وفي الجنوب توجد بعض التلال على شكل قباب كما في منطقة دارة، وبرقان. ومن أشهر الأودية في الكويت وادي الباطن وهو الحد الفاصل بين الحدود الكويتية والعراقية، ويسير مع الحدود الغربية للكويت. ويمتد الشريط الساحلي مسافة 499 كم على الخليج العربي، ويتكون من عدد من الخلجان الصغيرة والأخوار، وأكبر هذه الخلجان هو جون الكويت، وخليج كاظمة، وأشهر الأخوار هو خور الفتح بجنوب الكويت.

وتعد الإطلالة الواسعة للكويت على الخليج العربي بعدة موانئ، بطول 499 كم، من أبرز أسباب العدوان العراقي على الكويت عام 1990، حيث كان النظام العراقي يطمع في الحصول على مساحة أوسع من الساحل على الخليج، على حساب دولة الكويت، حيث لا يتعدى طول ساحل العراق على الخليج 58 كم فقط، فيها ميناء واحد هو ميناء خور الزبير. أما أبرز موانئ الكويت على الخليج فهي ميناء الأحمدي لتصدير النفط، وميناء الشعيبة، وقد استخدما في إنزال قوات التحالف بالكويت قبل الحرب.

أما المطارات الكويتية، فبجانب مطار الكويت الدولي، توجد قاعدتان جويتان رئيستان هما قاعدة علي السالم، وقاعدة الجابر، وقد تمركزت بهما عدة أسراب جوية لقوات التحالف. وكانت منطقة شمال الكويت، حيث معسكر الدوحة الكويتي غرب مدينة الكويت بـ10 كم، يعد منطقة التمركز الرئيسة للقوات البرية الأمريكية، قبل الحرب، كما أنشئ به مركز قيادة متقدم للقيادة الوسطى الأمريكية، حيث انطلقت منه طوابير القوات البرية عبر محورى العبدلي ـ صفوان، ومحور هايبة ـ الرميلة.

حادي عشر: مناطق أخرى ارتبطت بمسرح عمليات حرب عام 2003

1. قطر: حيث تواجدت بها قاعدة (العديد) الجوية، وهي أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، وأيضاً (السيلية) وبها مركز القيادة الرئيسي للقيادة الوسطى. (اُنظر شكل قاعدة العديد)

2. الأردن: حيث كانت منطقة مطار الرطبة على الحدود مع العراق، منطقة تمركز للفرقة 82 محمولة جواً الأمريكية.