إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الصراع التركي ـ اليوناني، ومشكلة قبرص





نيقوسيا والخط الأخضر

الاقتراح التركي
بحر إيجه والجزر
قبرص التقسيم الفعلي



أولى حروب القرن

ملحق

نبذة عن معاهدة لوزان في 24يوليه 1923

لما هُزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وقعت مع الحلفاء، اتفاقية للهدنة، في موندروس، في 30 أكتوبر 1918. أملى الحلفاء المنتصرون فيها شروطهم على الدولة العثمانية، مثل فتح المضايق (البسفور والدردنيل)، ونزع سلاح الجيش التركي، وتسليم البوارج الحربية التركية، واستعمال البواخر الحليفة للموانئ التركية، واستسلام الحاميات التركية، في الحجاز وعسير واليمن وسورية والعراق، واستسلام الموانئ التركية في شمالي أفريقيا.

وفي أوائل  فبراير 1919، طلب فنزيلوس Eleftherios Venizelos، رئيس وزراء اليونان، احتلال أزمير وأيده الفرنسيون والإنجليز. ثم خوّله ممثلو إنجلترا وفرنسا وأمريكا احتلالها. ونزلت القوات اليونانية في أزمير، في مايو 1919، تساندها البواخر الحربية لتلك الدول. واحتل البريطانيون إستانبول، وقرروا، في مارس 1920، اعتقال عدد من الوطنيين الأتراك، ونفيهم إلى مالطة. ولكن عدداً كبيراً منهم، هربوا إلى الأناضول، ليؤسسوا هناك حركة للمقاومة الوطنية. فعدّتهم الحكومة العثمانية في إستانبول، الخاضعة للحلفاء، متمردين عليها.

في 10 أغسطس 1920، وقع الحلفاء مع حكومة إستانبول، معاهدة سيفرSevrès ، أملوا فيها شروطهم، لتصفية الدولة العثمانية، واقتسام بلادها. وأهم ما نصت عليه هذه المعاهدة المجحفة، ما يلي:

1. أن تبقى إستانبول عاصمة للدولة العثمانية.

2. تدويل الأراضي المجاورة لها، مع لجنة سيطرة، مؤلفة من ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وروسيا واليونان ورومانيا وبلغاريا وتركيا.

3. إعلان كردستان دولة ذات استقلال داخلي، أو مستقلة، إذا قرر ذلك في استفتاء.

4. إدارة اليونان منطقة أزمير، لمدة خمس سنوات، يجري استفتاء، في نهايتها، لتقرير مصيرها.

5. تنازل تركيا عن بعض الأراضي والجزر، لليونان وإيطاليا.

6. إعلان أرمينيا دولة مستقلة.

7. اعتراف تركيا بالانتداب، في سورية وفلسطين والعراق.

8. استقلال الحجاز ومصر والسودان.

9. تنازل تركيا عن حقوقها، في قبرص ومراكش وتونس وليبيا.

10. حماية الأقليات.

وغير ذلك من بنود مالية وتجارية وتنظيمية. ورفضت حكومة الوطنيين، في أنقرة، هذه المعاهدة، وصممت على مواصلة الحرب، لإلغائها.

وفشلت الحملة اليونانية على الأناضول، حيث واجهت مقاومة وطنية شرسة، بقيادة مصطفي كمال أتاتورك، وبدعم روسي. وطلب الأتراك الكماليون تعديل معاهدة سيفر، ولكنهم فشلوا في ذلك، وشنوا هجوماً على اليونانيين، وطردوهم، فاضطرت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، إلى طلب الهدنة، فعقدت في مودانيا، في 11 أكتوبر 1922.

ثم وجهت بعدها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، في 17 أكتوبر 1922، الدعوة إلى مؤتمر في لوزان. فانعقد في 20 نوفمبر 1922. وضم كلاً من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان ورومانيا ويوغسلافيا وحكومة الدولة العثمانية في إستانبول وحكومة الوطنيين في أنقرة. ودعيت روسيا وبلغاريا إلى الاشتراك في المناقشات حول المضايق وحدها. ولما كانت حكومة إستانبول قد زالت، بعد إلغاء  السلطنة من قِبل المجلس الوطني لحكومة الوطنيين في أنقرة، فقد أصبحت حكومة أنقرة هي الممثل الوحيد لتركيا. وشكل المؤتمر لجاناً، للبحث في قضايا الأراضي والأقليات والمضايق والقضايا العسكرية وقضايا الأجانب في تركيا والقضايا الاقتصادية والديون العمومية. وانفض المؤتمر، بسبب الخلافات، ثم أعيد انعقاده في 23 أبريل 1923. وبعد مباحثات طويلة، اتفق المؤتمرون على توقيع معاهدة لوزان، في 24 يوليه 1923. وتضم معاهدة لوزان الوثائق التالية:

1. معاهدة الصلح مع تركيا.

2. ميثاق المضايق.

3. ميثاق يخص حدود تراقيا، في غربي تركيا وشرقي اليونان.

4. ميثاق يخص شروط الإقامة والتجارة والقضاء.

5. ميثاق تجاري.

6. ميثاق يخص تبادل السكان، بين اليونان والأتراك .

7. اتفاقية بين اليونان وتركيا، حول تبادل عودة المدنيين المحتجزين، وتبادل أسرى الحرب.

8. تصريح حول العفو العام.

9. تصريح حول أملاك المسلمين في اليونان.

10. تصريح حول الأمور الصحية في تركيا.

11. تصريح حول إدارة العدالة في تركيا.

12. ملحق (بروتوكول) عن بعض الامتيازات، التي منحتها الإمبراطورية العثمانية.

13. ملحق عن انضمام بلجيكا والبرتغال، إلى بعض مواد المعاهدة.

14. ملحق (بروتوكول) عن جلاء القوات البريطانية والفرنسية والإيطالية، عن الأراضي التركية المحتلة.

15. ملحق عن أراضي قرا أغاج Kara Agac وجزر أمبروز وتنيدوس.

16. ملحق عن المعاهدة الموقعة في سيفر، بين الحلفاء واليونان، حول حماية الأقليات في اليونان، وعن إقليم تراقيا .

17. ملحق عن توقيع يوغسلافيا معاهدة الصلح.

كما تضمنت معاهدة لوزان، أيضاً، بعض الرسائل المتبادلة، وميثاقاً عن تعويض اليونان مواطني الحلفاء.

معاهدة الصلح مع تركيا

تضمنت معاهدة الصلح مع تركيا، في مادتها الأولى، إنهاء حالة الحرب، وإعادة السلام مع تركيا. وتضمنت المادة الثانية ترسيم حدود تركيا مع بلغاريا واليونان. وتضمنت المادة الثالثة ترسيم حدود تركيا مع سورية والعراق.

ميثاق المضايق

اعترفت فيه الدول، التي وقعته، بمبدأ حرية المرور والملاحة، بالبحر والجو، في مضيق الدردنيل وبحر مرمرة ومضيق البسفور. ونظمت المادة الثانية منه قواعد مرور وملاحة السفن والطائرات التجارية والبواخر والطائرات الحربية، في السلم والحرب.

وتناولت المواد من (3) إلى (9) المناطق التي تجرد من السلاح، وهي المحيطة بالمضايق. وقد سمح لتركيا بالاحتفاظ فيها باثني عشر ألف جندي، وبدار للصناعة، وقاعدة بحرية.

وانسحبت، بموجب هذه المعاهدة، القوات الحليفة، التي كانت متمركزة في المضايق.

ولقد كرست معاهدة لوزان انتصار الدولة التركية في حربها ضد اليونان، وإلغاء معاهدة سيفر المجحفة، التي كان الحلفاء قد فرضوها على تركيا، واسترجاع هذه الأخيرة لصلاحياتها وامتيازاتها، التي كانت لها قبل الحرب. وأهمها: استرجاع تراقيا الغربية والسيطرة على منطقة الدردنيل، بشرط أن تبقى منزوعة السلاح، وعلى بعض جزر بحر إيجه. كما نجح الأتراك في إلغاء الامتيازات الأجنبية على أراضيهم، ومناطق النفوذ فيها. واتفقوا مع اليونان على تبادل الرعايا.