إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الجمعية الوطنية الفرنسية L'Assemblée Nationale









أولا: لمحة تاريخية

أولا: لمحة تاريخية

        يشير هذا الاسم عند إطلاقه بشكل عامّ، إلى أي من البرلمانات أو المجالس النيابية التي عرفتها فرنسا في تاريخها منذ أيام الثورة الفرنسية. فقد أُطلق هذا الاسم، خلال الفترة من 17 يونيه إلى 9 يوليه 1789م، على الجمعية الثورية التي شكلها ممثلو الشعب الفرنسي Le tiers-Etat، (وكانوا من غير فئة النبلاء، ولا من رجال الكنيسة). ثم تحوّل اسمها الرسمي، بعد ذلك، إلى الجمعية الوطنية التأسيسية Assemblée Nationale Constituante، إلى حين تمّ تعويضها بالمجلس التشريعي Assemblée Législative، في 30 سبتمبر 1791م. وظلت مع ذلك تُعرف، لدى عموم الناس، باسمها المختصر (أي الجمعية الوطنية).

        ثم أُطلق الاسم من جديد على الجمعية الوطنية الفرنسية التي انتُخبت للسنوات من 1871 إلى 1875م، والتي أنهت الحرب الفرنسية الألمانية، وصاغت دستور عام 1875م، معلنة بذلك قيام الجمهورية الثالثة في فرنسا (1875ـ1940م). وقد كان اسم الجمعية الوطنية، خلال تلك الفترة، يُطلق على المجلسين اللذين كانا يشكلان البرلمان الفرنسي، وهما: مجلس الشيوخ ومجلس النوّاب.

         أما خلال فترة الجمهورية الرابعة (1946ـ1958م)، فقد صار  الاسم يُطلق على مجلس النواب فقط، في حين تحوّل اسم مجلس الشيوخ إلى "مجلس الجمهورية" Conseil de la République . وبعد قيام الجمهورية الخامسة في فرنسا، في مطلع عام 1958م، تمّ الاحتفاظ باسم "الجمعية الوطنية" للإشارة إلى مجلس النوّاب، واستعاد "مجلس الشيوخ" اسمه القديم.

        خلال تاريخها الطويل هذا، كان للجمعية الوطنية الفرنسية جملة من الإنجازات، عُرفت بها في كل مرحلة من مراحلها. فقد عُرفت "الجمعية الوطنية التأسيسية" (من 9 يوليه 1789 إلى 30 سبتمبر 1791م) بأنها هي التي ألغت امتيازات الإقطاعيين في فرنسا، (وذلك ليلة الرابع من أغسطس 1789م)، وأعلنت مبدأ السيادة الوطنية، ومبدأ الفصل بين السُّلُطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، وكذلك مبدأ تساوي المواطنين أمام القضاء؛ وقامت، بالإضافة إلى ذلك، بتقسيم فرنسا إلى مقاطعات.

        أما الجمعية التأسيسية التي تم انتخابها بالاقتراع العام، في أعقاب ثورة عام 1848م، فهي التي تولّت إعداد دستور جديد لفرنسا، وقد تلتها الجمعية التشريعية  (28 مايو 1849ـ2 ديسمبر 1851م) التي تمّ حلّها في أعقاب الانقلاب الذي قاده لويس نابليون بونابرت (1808-1873م) Louis Napoléon Bonaparte ، الذي أعاد النظام الإمبراطوري إلى فرنسا، وأعلن قيام الإمبراطورية الفرنسية الثالثة يوم 2 ديسمبر 1852م، وصار يُعرف باسم نابليون الثالث Napoléon III.

        وخلال الحرب الفرنسية - الألمانية (1871ـ1875م)، كانت الجمعية الوطنية المنتخَبة آنذاك هي التي صوّتت على دستور الجمهورية الثالثة في فرنسا، الذي تمّ اعتماده بأغلبية صوت واحد فقط. كما أُوكِلت إليها مهمّة التصديق على شروط الهدنة، بعد الهزيمة القاسية أمام الجيش الألماني.

        ومنذ قيام الجمهورية الرابعة في فرنسا، بعد اعتماد دستور عام 1946م، صار اسم الجمعية الوطنية ـ كما ذُكر سابقًا ـ يقتصر على مجلس النواب فقط. وظل الأمر على ذلك النحو بعد قيام الجمهورية الخامسة، واعتماد دستور عام 1958م. وتعقد الجمعية الوطنية جلساتها في قصر بوربون Palais-Bourbon، (المُقام على الضفة الغربية لنهر السين La Seine، في باريس، والذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1722م). وتُشكِّل "الجمعية الوطنية" و "مجلس الشيوخ" معًا البرلمان أو المجلس النيابي، ويمثلان مركز السلطة التشريعية في فرنسا.