إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في المملكة المتحدة









الطفولة والتعليم: 1926ـ 1939

الطفولة والتعليم: 1926ـ 1939

كان اسمها عند الولادة إليزابيث إلكسندرا ماري وندسور(Elizabeth Alexandra Mary Windsor)، وهي كبرى بنات دوق ودوقة يورك،  اللذان أصبحا فيما بعد " الملك جورج السادس (George VI) والملكة إليزابيث. وقد ولدت الملكة إليزابيث الثانية، في الساعة 2,40 من صباح يوم 21 أبريل 1926، في المنزل الواقع في 17 شارع بروتون ( Bruton)، منزل أسرة أمها، إيرل   وكونتيسة سترا ثمور (Earl & Countess of Strathmore). لم تكن عملية الولادة سهلة، فعلى ضوء ما ذكره الأطباء، الذين أشرفوا على الولادة، تم "انتهاج طريقة خاصة لعلاج الحالة"، وهي ما يطلق عليه، في مصطلح الطب "عملية قيصرية". وبعد قضاء فترة قصيرة في منزل شارع بروتون، انتقلت إلى المنزل رقم 145 في بيكاديللي، (Piccadilly) بلندن، وكانت تحت رعاية مربية والدتها كلارا نايت (Clara Knight) المعروفة باسم "آلا" (Alla)، ومربية أخرى أسمها مارجريت ماكدونالد (Margaret MaCdonald)، تعرف باسم "بوبو" (Bobo).

كانت الملكة في صغرها تسمى وتدلل باسم ليزبت (Lisbet)، أو أوليليبت (Lilibet)، وكانت طفلة شقية، ترمي بلعبها من الدور الأول من البيت الواقع بشارع بيكاديللي، على رؤوس العابرين. وسرعان ما تلقفتها الصحافة البريطانية، وُصوّرت الأميرة الصغيرة على أنها شعاع السعادة، في عالم تخيم عليه المتاعب. وكانت محبوبة من قبل جدها الملك جورج الخامس (George V)، وكانت تسميه "جدي إنجلترا". وفي شتاء عام 1928/1929، عندما كان الملك يعاني من مرض قاتل، كان لوجود إليزابيث وحيويتها بجانب سريره، أثرٌ في التعجيل بشفائه.

وفي أغسطس من عام 1930، رُزقت والدة إليزابيث فتاة ثانية سُميت مارجريت (Margret)، ولكنها لم تمثل تهديداً لإليزابيث في ولاية العهد، خلافاً للحال، لو كان المولود ذكراً.

في عام 1933، عينَت دوقة يورك، مربية جديدة لبناتها، اسمها الآنسة كراو فورد (Crawford)، عُرفت فيما بعد باسم " كراوفي" (Crawfie). وكانت إليزابيث، آنذاك، في الثانية والعشرين من عمرها، وقد تخرجت في مدرسة بأدنبره، تعلم الفتيات كيف يتصرفن " كسيدات مجتمع". وقد ألقت هذه المربية، فيما بعد، بعض الضوء على الحياة المغلقة للعائلة المالكة.

بقيت " كوارفي" مع العائلة المالكة مدة 14 عاماً، حتى تزوجت عام 1947. وكان ذلك قبل زواج إليزابيث بفترة قليلة. وبعد مرور 3 سنوات، ومن دون علم من العائلة المالكة، نشرت كوارفي تفاصيل عن حياتها في القصر، في كتاب بعنوان "الأميرات الصغيرات" (Little Princesses)، ذكرت فيه الجهود التي بذلتها لتوسيع أفق إليزابيث، والخروج بها خارج دائرة البلاط الملكي الضيقة. فعلى سبيل المثال، كانت كوارفي تأخذ إليزابيث ومارجريث في رحلات غير رسمية إلى لندن. وبدلاً من أن تستقل سيارة يقودها سائق من القصر، كانت تستخدم المواصلات العامة. وكان لها ابتكارات أخرى جريئة. وقد حاولت هذه الخطوة، لدمج صغار العائلة المالكة في حياة الشعب البريطاني.  فيما بعد، وبجرأة أكبر، كان معروفاً أن الأميرة ديانا، أميرة ويلز، كانت تصطحب ابنيها، الأمير وليام والأمير هاري، إلى مطاعم ماكدونالدز لتناول الهامبورجر، وذلك حتى لا يجهلا - عند كبرهما - حياة الشعب العامة.

ولم يكن من المعتاد، في بريطانيا، في فترة الأربعينات اختلاط أفراد العائلة المالكة مع عامة الناس. وقد استاءت العائلة المالكة مما نشرته "كراوفي"، وانقطعت العلاقة بينهما حتى أن التعبير "عَملِة كراوفي" أصبح رمزاً في مفهوم العائلة المالكة للتعبير عن "الخيانة"

أدت إليزابيث دور "الأميرة الصغيرة" في المجتمع بإتقان. فقد لعبت دور وصيفة العروس عند زواج عمها الأمير جورج، دوق كنت (Duke of Kent )، من الأميرة مارينا(Marina) اليونانية في كنيسة ويستمنستر (Westminister Abbey) بلندن عام 1934، وحضرت مراسم احتفال عيد الشكر في كاتدرائية سانت بول St. Paul، بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لتولى الملك جورج الخامس، الحكم في مايو من العام التالي.

تأثرت حياة إليزابيث بسلسلة من الأحداث، التي وقعت في عام 1936 وغيرت مجرى حياتها. ففي شهر يناير، توفي الملك جورج الخامس، وكان هذا أول الأحداث، وتبعه إقصاء الملك إدوارد الثامن (Edward VIII) من الحكم، في شهر ديسمبر، عندما قرر الزواج من مطلقة أمريكية تدعى والس سمبسون Wallis Simpson. وكان الشعور السائد في المؤسسة البريطانية، أنه من غير اللائق أن تكون والس سمبسون زوجة للملك إداوراد، ومن ثم، ملكة في المستقبل. ووصفت جريدة "التايمز البريطانية Times"، الناطقة باسم الطبقة العليا في ذلك الوقت، السيدة سمبسون بأنها مثل" صالة موسيقى تفتح أبوابها للصحف الأجنبية الرخيصة".

تُوِّج والد مارجريت، دوق يورك، ليُصبح الملك جورج السادس (George VI)، في 12 ديسمبر 1936، بعد تخلي الملك إدوارد الثامن عن العرش، وأصبحت إليزابيث هي الوريثة الشرعية للعرش بعد والدها.

بدأت إليزابيث تتلقى تعليماً متخصصاً، استعداداً لدورها في المستقبل. فكانت تتلقى، هي وأختها مارجريت، محاضرات في القانون والتاريخ الدستوري، على يد مدرس غريب الأطوار يدعى السير هنري مارتن Sir Henrery Marten، أحد أعضاء هيئة التدريس في ايتون Eton، وهي مدرسة النخبة ببريطانيا. وكان السير هنري Sir Henrery كثيراً ما يخاطب الأميرتين الصغيرتين قائلاً: "أيها السادة"، كما كان يفعل مع تلاميذه في المدرسة. تعلمت الأميرتان اللغة الفرنسية، على يد فيكومتيز دي بلجيي Vicomtesse de Bellaigue، وهي مدرسة بلجيكية من أسرة أرستقراطية، هربت من بلدها قبل غزو ألمانيا لبلجيكا بيومين فقط، عام 1940.

والحقيقة أن تعليم إليزابيث لم يكن صارماً، فقد كان  ـ على حد وصف أحد العاملين في البلاط الملكي في ذلك الوقت - "واسعاً أكثر منه عميقاً". وفي سن العاشرة، كان عليها أن تحضر دروساً لمدة سبع ساعات ونصف فقط، كل أسبوع، مقابل 35 ساعة دراسية يقضيها عامة التلاميذ، من أبناء الشعب البريطاني.

وعلى الرغم من أنها كانت تستمتع بالكتب والموسيقى، إلاّ أن اهتمامها الحقيقي كان ينصب على "الخيول". وكما علّق مدربها الكولونيل "ارسكين" A. E. Erskine، مدرب البلاط، في عام 1936،  قائلاً: "مما لا شك فيه أن الأميرة ستكون فارسة ماهرة عندما تكبر"، وكان الأمر كما قال، فما بدأ هواية في الصغر، تحول إلى غرام فيما بعد. فقد أصبحت الملكة إليزابيث، عضواً محبوباً لدى "جمعية سباق الخيول"، ومشاهداً دائماً لسباق الخيول، حتى إنَّ أحد سباقات الفروسية سُمي باسمها، وهو "سباق خيول الملكة إليزابيث الثانية"، وينعقد في شهر سبتمبر من كل عام، في مدينة أسكوت Ascot. وقد حققت خيول إليزابيث عدداً من الانتصارات المثيرة في أربع أو خمس من السباقات " الكلاسيكية" و"المميزة"، التي تقام في بريطانيا كل عام، وهي سباق "الألف جنيه" و "سباق الألفين جنيه"، و"سباق الأوكس (Okas)"، وسباق "سانت ليجر (St Leger)" و كلها سباقات مفتوحة بلا أسوار. ولم يخذلها حتى الآن سوى سباق "الدربي" (Derby).