إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في المملكة المتحدة









تشرشل في شبابه (1874 ـ1900)

تشرشل في شبابه (1874 ـ1900)

وُلد تشرشل ولادةً مبكرة (قبل اكتمال شهور الحمل)، في 30 نوفمبر1874، بقصر بلنهايم Blenheim Palace، الشهير، القريب من أُوكسفورد، الذي شيدته بريطانيا لجون تشرشل John Churchill، أول دوق لمارلبورو.

جمعت سلالة تشرشل الصغير، بين طبقة النبلاء الإنجليزية ودم القبائل الهندية. فكانت أمه الأمريكية جيني جيروم Gennie Jerome (تسمى أحياناً جينيت جيروم Geanette Jerome)، المعروفة بجمالها، ابنة رجل أعمال عصامي، من نيويورك، يُدعى ليونارد جيروم Leonard Jerome. وتنتمي أمها كلارا هول Clara Hall، عن طريق أحد أجدادها، إلى قبيلة الأرقوس Irquois.

أما والد تشرشل، اللورد راندولف تشرشل Lord Randolph Churchill، أصغر أبناء دوق مارلبورو السابع، فكان عضواً ثورياً بحزب المحافظين، وقد عمل وزيراً للمالية، وهو في الثلاثينيات من عمره، وتوفي عن عمر يناهز السادسة والأربعين، بعد أن قضى على حياته العملية، باستقالته المفاجئة من مجلس العموم البريطاني، عام 1886.

ونستون تشرشل هو الابن الأكبر لوالده. وقد أُرسل، في عام 1888، إلى مدرسة هارو Harrow، التي تُعد واحدة من أرقى المدارس العامة في بريطانيا، ولكنه رفض دراسة الأعمال الكلاسيكية اليونانية واللاتينية، التي كانت تُعدّ أساس تعليم الطبقة العليا، آنذاك، وفضّل تركيز طاقاته على كتابة المقالات، باللغة الإنجليزية.

وقد أثبتت الأيام أن مهارة تشرشل في الكتابة كانت ثروة لا يُستهان بها، استفاد منها طوال حياته، ووفرت له، بعد اعتزاله الحياة السياسية، حياة رغدة، كاتباً ومؤلفاً مرموقاً.

ومنذ صغره، كان تشرشل مقتنعاً، بأن مستقبلاً حافلاً بالبطولات ينتظره. عندما قابلته فيوليت آسكيث Violet Asquith، ابنة "اسكيث" H. H. Asquith، رجل الدولة المتحرر، في حفلة عشاء، عام 1906، كانت أول كلماته لها: "نحن جميعاً حشرات، ولكني أعتقد أنني حشرة مضيئة".

بعد تخرّجه من الكلية العسكرية الملكية Royal Military College، في ساندهيرست Sandhurst، عام 1895 برتبة ملازم ثانٍ (كان ترتيبه الثامن على دفعته، البالغ عددها 150 طالباً)، عمل ضابطا في الجيش، في عهد الملكة فكتوريا Queen Victoria. التحق بالفرقة الرابعة Hussars[1]، عام 1895، وهو العام نفسه الذي تُوفي فيه والده، حيث توجه فوراً إلى كوبا، للعمل مراسلاً عسكرياً عن الحرب الإسبانية الأمريكية. وفي عام 1896، أُرسلت فرقته إلى الهند، حيث خدم جندياً وصحفياً ضمن قوات حملة مالاكاند Malakand الميدانية 1897. وفي وقت لاحق، في 1898، نشر تشرشل مذكراته عن تلك التجربة، في كتاب سمّاه "قصة قوة مالاكاند الميدانية "The Story of the Malakand Field Force، وقد لاقى الكتاب قبولاً كبيراً في إنجلترا. وقد بدأ تشرشل بهذا الكتاب حياته في عالم التأليف.

وفي السودان، شارك تشرشل في حملة النيل التي قادها الجنرال كيتشنر General Kitchener's Nile Expeditionary Force، ضد ثورة المهدي، وكان عضواً في فرقة الفرسان، التي هاجمت مدينة أم درمان، في الأول من سبتمبر 1898.

وفي الهند أتقن لعبة البولو Polo، وبدأ يعلِّم نفسه بنفسه. كان تشرشل قارئاً نهِماً، التهم جميع أعمال جيبون Gibbon وماكولي Macauly، من عظماء المؤرخين الإنجليز، كما قرأ معظم أعمال تشارلز دارون Charles Darwen، صاحب نظرية التطور Evolution الشهيرة. وقد أثر دارون في صياغة أراء تشرشل تجاه العالم، فقد كان يرى أن الحياة: " صراع لا يبقى فيه إلاّ الأقوى".

عندما اندلعت حرب جنوب أفريقيا، عام 1899، سافر تشرشل، إلى هناك حيث عمل مراسلاً حربياً لصحيفة "لندن مورنينج بوست" London Morning Post. وقد أُسر بعد وصوله بشهر، في كمين، أعده الضابط البويري ('شخص جنوب أفريقي من أصل هولندي.') Boer، لويس بوتا Louis Bota، الذي أصبح فيما بعد أول رئيس وزراء لاتحاد جنوب إفريقيا South African Union. وأُرسل تشرشل إلى أحد معسكرات الأسرى في بريتوريا Pretoria، إلا أنه تمكن من الهروب، وعاد إلى جبهة القتال في ناتال Natal، وقد رُصدت مكافأة قدرها 25 جنيه إسترليني لمن يأتي برأسه. ثم ساعد في إنقاذ قطار مدرع، أُسر في كمين، فأصبح بطلاً شعبياً بين عشية وضحاها. في ذلك الوقت، تحدث عن مغامراته، في سلسلة من المحاضرات، ألقاها في بريطانيا والولايات المتحدة، وخصص ريعها ـ10 آلاف جنيه إسترليني ـ لتمويل حملته الانتخابية لدخول البرلمان. وقد دفعته خبرته في الجيش لإعلان معارضته لقيادة الجيش وإدارته. وعلى إثر عودته من الحرب استقال من الجيش عام 1899.

 



[1] Hussar جندي في وحدة من الوحدات العسكرية الأوروبية المنظمة على طريقة سلاح الفرسان الهنغاري الخفيف في القرن الخامس عشر.