إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في المملكة المتحدة









مَوْلِد سياسي (1901 ـ 1915)

مَوْلِد سياسي (1901 ـ 1915)

بدأ تشرشل حياته السياسية، في عام 1900، عندما اُنتخب عضواً بالبرلمان، عن حزب المحافظين، ممثلا لدائرة اولدهام Oldham، لينكاشاير Lincashire. تخلّص تشرشل من غروره الذي سيطر عليه في صباه، مما ساعد في ترسيخ وجوده في مجلس العموم House of Commons. وكانت خُطبه المعدة، أفضل من خطبه المرتجلة، نظرا لتلعثمه في الكلام ولدغة لسانه. وقد علق اللورد بلفور[1] Lord Balfour أن تشرشل: "يحمل أسلحة ثقيلة، ولكنها غير سريعة الحركة".

أثارت تجربة تشرشل في جنوب أفريقيا، تعاطفه مع قضية البوير. ووضح هذا عندما اقترح جوزيف تشامبرلين Joseph Chamberlain، رئيس وزراء بريطانيا من المحافظين، فرض رسوم جمركية على البوير. فترك تشرشل، الذي كان من المؤمنين بالسوق الحرة، حزب المحافظين، وانضم إلى حزب الأحرار Liberal Party، عام 1904. وقد اكتسب تشرشل سمعة بأنه متمرد، نظراً لشخصيته الزئبقية، وتعبيره عمّا يدور في داخله، صراحةً. بدأ تشرشل حياته الوزارية نائباً لوزير الدولة للمستعمرات في 1906، حيث أدى دوراً مهماً، في عقد اتفاق سلام، يُعد متسامحاً، مع البوير في جنوب أفريقيا. و في العام نفسه، نشر تشرشل السيرة الذاتية الموثقة لوالده، اللورد راندولف تشرشل، في مجلدين. وفي عام 1908، نشر كتابه "رحلتي إلى أفريقيا" My African Journey.

تزوج تشرشل عام 1908، من كليمينتين هوزير Clementine Hozier، حفيدة ايرل أيرلي العاشر، ورُزِقا ولداً: راندولف Randolph، وأربع بنات هنّ: ديانا Diana، وسارة Sarah، وماري Mary، وأُخرى تُوفيت في رضاعتها.

أثناء عمله وزيراً للتجارة ( 1908ـ 1910)، ثم وزيراً للداخلية (1910 ـ1911)، ارتبط تشرشل، بعلاقة وثيقة، مع رئيس الوزراء لويد جورج Lloyd George، أحد زعماء حزب الأحرار. فساعده في استصدار التشريعات الخاصة برفاهية المجتمع مثل: التأمين الصحي، والتأمين ضد البطالة، الحد الأدنى للأجور، وتحديد ساعات العمل، من مجلس العموم. فهاجمه المحافظون ووصفوه بخيانة الطبقة التي ينتمي إليها، ولكن التاريخ أثبت أنه المهندس الأول لدولة الرفاهية.

وعندما كان تشرشل وزيراً للداخلية، واجه انتقادات شديدة، بسبب استخدامه قوات عسكرية كبيرة للحفاظ على النظام، لمواجهة إضراب عمال المناجم في ويلز Wales، ونشر قوات من الحرس الإسكتلندي Scots Guard، لحماية أحد المنازل في شرق لندن، اتخذه مسلحان من الثوار مخبأً لهما، لإطلاق النار على الشرطة.

وعندما عُيّن وزيراً للبحرية في عام 1911، وهو في السادسة والثلاثين من عمره، كرّس تشرشل نفسه لرفع كفاءة الأسطول البحري البريطاني، ليكون نداً للقوة الألمانية المتنامية. فطوّر فرقاً حربية بحرية، وأنشأ للمرة الأولى قوة جوية تابعة للأسطول البحري، وفضلاً عن ذلك، حوّل الأسطول، الذي كان يعمل بالفحم، في القرن التاسع عشر، إلى أسطول يعمل بالنفط، في القرن العشرين. كما أن اختراع أول دبابة، كان من بنات أفكاره، وأعد وسائل الدفاع ضد الغواصات.

لم تكن الحرب العالمية الأولى مفاجأة لتشرشل، فعندما غزا الألمان بلجيكا، المحايدة، في 1914، أقنع تشرشل مجلس الوزراء البريطاني بمقاومة الغزو. وفي 1915، قاد بنفسه الهجوم البريطاني البحري على مضيق الدردنيل Dardanelles، آملاً في إبعاد تركيا عن الحرب، وتسهيل نقل القوات المركزية البريطانية من المؤخرة عن طريق المضيق. ولكن فشلت الحملة، وكان تشرشل كبش الفداء. فقد أقاله رئيس الوزراء هربرت آسكيث Asquith Herbert، من منصبه وزيراً للبحرية، في 1915. ولم يحظى بمنصب وزاري عندما شُكّلَتْ حكومة ائتلافية جديدة، يقودها المحافظون، في العام نفسه.

 



[1] صاحب وعد بلفور لعام 1917، الذي وعد الصهاينة بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين.