إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في المملكة المتحدة









سياسي في الحرب (1940 ـ 1945)

سياسي في الحرب (1940 ـ 1945)

خلال فترة عمله رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع، في الفترة من 1940 إلى 1945، التي يمكن القول إنها أعظم الفترات البطولية في تاريخ بريطانيا، ألهب تشرشل مشاعر الجماهير وأشرف على الجهود المبذولة للحرب.

حتى عام 1941، وقفت بريطانيا وحدها، ضد هتلر، الذي كان قد استولى على معظم أوروبا. وأصبح شعار "المقاومة بأي ثمن " نصب عيني تشرشل، ولم تلن له قناة قط. وعندما أصبح رئيساً للوزراء، قال أمام مجلس العموم: "ليس لدي ما أقدمه إلاّ الدم، والجهد، والدموع والعرق … واسألوا إن شئتم: ما هو هدفنا؟ وأجيب بكلمة واحدة: النصر."

وثبت أن علاقة تشرشل الشخصية، مع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت Franklin Roosevelt، لا تقدر بثمن. فعندما أوشكت إمدادات الجيش البريطاني على النفاد، حين سقطت فرنسا في أيدي النازيين، وأُجليت قوات الحملة البريطانية British Expeditionary Force من دانكيرك Dunkirk، كان روزفلت هو الذي أعاد إمداد الجيش البريطاني، من طريق المحيط الأطلسي.

أثناء الحرب، كان تشرشل يعمل على مدار الساعة، دون كلل أو ملل. لقد قطع مسافة 150 ألف ميل: إلى واشنطن، والدار البيضاء، والقاهرة، وموسكو، وطهران. واتخذ أهم القرارات في الحرب، من توقيع ميثاق الأطلسي Atlantic Charter، في 1941، الذي حدد فيه أهداف الحلفاء من الحرب، ووضع خطة معركة العلمين في 1942، وإعطاء الأولوية للمعركة ضد الزوارق الألمانية، إلى صد الهجوم الجوي الألماني على بريطانيا.

وعندما نشبت معركة بريطانيا، أصبح تشرشل يجسد آمال الأمة البريطانية، في تحقيق النصر. فقد رفع الروح المعنوية في بريطانيا وأوروبا المحتلة، ببياناته الملتهبة، وتفقده مواقع الدفاع الساحلية، وزيارة ضحايا "القصف الجوي " الألماني، بالقنابل والصواريخ، على المدن البريطانية. وكان لا يفارقه سيجاره الشهير، ولا علامة النصر (V).

وصلت الحرب إلى ذروتها عام 1941، عندما استغل تشرشل بدهائه سوء حسابات هتلر، عندما غزا روسيا، فأعطى لتشرشل الفرصة لاستقطاب ستالين Stalin، الذي أصبح حليفاً له. وبطريقة مماثلة، أدى هجوم اليابان على الأسطول الأمريكي في Pearl Harbour في جزر هاواي، في ديسمبر 1941، إلى دخول الولايات المتحدة الحرب رسمياً. ثم ارتكب هتلر خطأً فادحاً بإعلان الحرب عليها.

وبذلك وُلد، بعد طول انتظار، "الحلف الكبير"، الذي ضم بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا، وهو الحلف الذي تصوره تشرشل في الثلاثينيات، وأصبح تشرشل عموده الفقري، وحلقة الوصل بين روزفلت وستالين.

حضر تشرشل كل مؤتمرات سياسات الحلفاء الخاصة بالحرب. فعقد تسع اجتماعات قمة مع روزفلت، منذ توقيع ميثاق الأطلسي في 1941، إلى اتفاق يالتا Yalta في فبراير 1945(الذي أقنع فيه روزفلت ستالين بدخول الحرب ضد اليابان، والتعاون في تأسيس الأمم المتحدة). كما عقد خمس اجتماعات قمة مع ستالين، من أغسطس 1942 إلى مؤتمر بوتسدام Potsdam Conference في يوليه 1945. (آخر مؤتمر قمة خلال الحرب، عندما أخبر الرئيس الأمريكي ترومان Truman، ستالين بوجود قنبلة ذرية، وعندما قرر الحلفاء احتلال ألمانيا والسيطرة عليها).

منذ بداية الصراع، ركّز تشرشل جهود بريطانيا، على الإستراتيجية البحرية الخارجية، وتشمل غارات الفدائيين Commandos، وهجمات إستراتيجية بالقنابل، وعمليات في البحر المتوسط، بناءً على تقييم واضح لقدرات بريطانيا المحدودة، وشكل "أوروبا ما بعد الحرب".

في 1944، انتهت الاستعدادات لغزو نورماندي Normandy. وكانت الخطة اقتحام شمال فرنسا، وفك قبضة هتلر عن أوروبا نهائياً وإلى الأبد. ولم يمنع تشرشل من الانضمام إلى قوات نورماندي البرية، في اليوم المحدد لشن الهجوم D -Day، إلاّ أمر شخصي من الملك جورج السادس.

في عام 1945، آخر عام في الحرب، بدأ تدهور العلاقة بين تشرشل وروزفلت. تنبأ تشرشل بوجوب الحذر من صعود روسيا، وانتشار الشيوعية، بعد الحرب. وفي مؤتمرات القمة بطهران Teheran ويالتا Yalta، ذُهل تشرشل عندما رفض روزفلت الانضمام إليه، في جهوده لاحتواء طموحات ستالين. ومع نهاية الحرب، كان تشرشل قد حقق سمعة عالمية، كإستراتيجي محنك، وآخر الخطباء المفوهين، الذين يتقنون اللغة الإنجليزية. كان تشرشل يكره الشيوعية، حتى عُرَف عنه دعوته للأمريكيين باستمرار الحرب ضد الاتحاد السوفيتي، بعد هزيمة هتلر، عام 1945.