إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) منظمة الوحدة الأفريقية، خطة عمل لاجوس من أجل التنمية الاقتصادية لأفريقيا 1980 - 2000
المصدر: "قرارات وتوصيات وبيانات منظمة الوحدة الأفريقية 1963-1983، وزارة الخارجية، جمهورية مصر العربية، ط1985، ص 764-823"

الرامية إلى تحقيق تحول اجتماعي اقتصادي سريع لدولنا.

5 -

نعتقد اعتقادا راسخا أن هذه الالتزامات ستؤدي إلى خلق اقتصاد أفريقي مترابط ودينامي على الأصعدة الوطنية ودون الإقليمية والإقليمية، ومن ثم تمهد الطريق لإنشاء سوق أفريقية مشتركة في وقت لاحق تؤدي إلى قيام اتحاد اقتصادي أفريقي.

6 -

وإذ نقرر إيلاء اهتمام خاص لمناقشة القضايا الاقتصادية في كل دورة سنوية لجمعيتنا العامة، ندعو هنا الأمين العام أن يقوم سنويا، بالتعاون مع الأمين العام التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، بوضع برامج وتدابير محددة للتعاون الاقتصادي على المستويات دون الإقليمية، والإقليمية والقارية في أفريقيا.

         4 - وحتى يمكننا النظر في اتخاذ تدابير ملموسة لتنفيذ إعلان منروفيا، نقرر عقد هذه الدورة الاستثنائية في لاجوس (نيجيريا) تخصص للمشاكل الاقتصادية لقارتنا.

         5 - ونحن مقتنعون لدى تقييم هذه المشاكل بأن تخلف أفريقيا ليس أمرا حتميا. وفي الواقع، يبدو هناك تناقض عندما يتبادر إلى ذهن المرء موارد القارة الطبيعية والبشرية الهائلة. فقارتنا، بالإضافة إلى عدد سكانها الكبير الذي يشكل احتياطيا ضخما من الموارد البشرية، تملك 97 بالمائة من احتياطيات العالم من الكروم، و 85 بالمائة من الاحتياطي العالمي من البلاتين و64 بالمائة من الاحتياطي العالمي من المنجنيز و 25 بالمائة من الاحتياطي العالمي من اليورانيوم و13 بالمائة من الاحتياطي العالمي من النحاس، ناهيك عن البوكسيت والنيكل والرصاص، و 20 بالمائة من الطاقة الكهربائية المائية في العالم، و20 بالمائة من تجارة النفط العالمية (إذا استبعدنا الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي)، و 70 بالمائة من الإنتاج العالمي من الكاكاو، وثلث الإنتاج العالمي من البن، و50 بالمائة من إنتاج النخيل، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

         6 - ومع ذلك، ورغم كل الجهود المبذولة من جانب القادة الأفارقة، فإن أفريقيا لا تزال هي أقل القارات نموا. إذ تضم 20 من 31 من البلدان الأقل نموا في العالم. وأفريقيا معرضة للآثار المفجعة للكوارث الطبيعية والأمراض المستوطنة الأشد ضراوة وهي ضحية للاستغلال من جانب المستوطنين الذي ينشأ عن الاستعمار والعنصرية والفصل العنصري. وفي الواقع، فإن أفريقيا كانت تستغل بصفة مباشرة خلال الحكم الاستعماري وخلال العقدين الماضيين، وقد استمر هذا الاستغلال من خلال الاستعمار الجديد والقوى الخارجية التي تسعى إلى التأثير على السياسات الاقتصادية للدول الأفريقية واتجاهاتها.

         7 - إن الضعف الهيكلي للزراعة الأفريقية بشكل عام أمر معروف: انخفاض الإنتاج والإنتاجية، وأساليب الزراعة البدائية. وبالطبع يؤدي ذلك إلى عدم كفاية النمو الزراعي، وبخاصة الإنتاج الغذائي في مواجهة النمو السريع في السكان، الأمر الذي أدى إلى حالات نقص خطير في الغذاء وسوء التغذية في القارة.

         8 - اننا نرى بكل أسى أن قارتنا لا تزال الأقل من بين جميع القارات نموا: إذ يبلغ إجمالي الناتج المحلي لبلداننا 2.7 بالمائة من الدخل العالمي للفرد ويبلغ 166 دولارا أمريكيا.

         9 - ونرقب بقلق اعتماد اقتصاد قارتنا المفرط على تصدير المواد الأولية الأساسية والمعادن. وقد جعلت هذه الظاهرة الاقتصاديات الأفريقية حساسة بدرجة كبيرة للتطورات الخارجية ذات الآثار الضارة على مصالح القارة.

         10 - وهكذا، فإن متوسط المعدل السنوي خلال فترة العشرين عاما من 1960 إلى 1680 في أنحاء القارة لم يتجاوز 4,8 بالمائة وهو رقم يخفي حقائق متباينة تتراوح ما بين معدل نمو يبلغ 7 بالمائة للدول المصدرة للبترول و2,9 بالمائة للبلدان الأقل نموا. ومع ذلك، فإنه إذا كان من المقرر تصديق التنبؤات الاقتصادية العالمية فيما يتعلق بالعقد القادم، فإن الأداء الشامل الضعيف للاقتصاد الأفريقي خلال العشرين عاما الماضية قد يبدو عصرا ذهبيا إذا قورن بمعدل النمو في المستقبل.

         11 - وقد أدى بنا هذا الوضع في هذه الدورة الاستثنائية المكرسة للمشاكل الاقتصادية لأفريقيا إلى إعادة التقييم المقلق والصريح مع ذلك، للوضع الحالي وآفاق المستقبل بالنسبة للأحوال الاقتصادية الأفريقية. وإذ نقوم بهذا، لا ننسى القيود السياسية التي فرضتها السيطرة والاستغلال الاستعماري العنصري على تنمية قارتنا ونتطلع إلى الأمام آملين أن تتوفر لأفريقيا التي صمدت لفظائع الإمبريالية و العنصرية والفصل العنصري القدرة على انتشال نفسها من الضائقة الاقتصادية التي تجد نفسها فيها.

         12 - إن استقلال زمبابوى بعد أعوام من النضال المسلح لشعب زمبابوى تحت قيادة الجبهة الوطنية وبتأييد فعال من منظمة الوحدة الأفريقية يمثل الفصل الختامي في التحرر السياسي الشامل للقارة. وقد واكب هذا الحدث محاولات يائسة متجددة من جانب نظام بريتوريا لوقف مد التاريخ وإدامة الوضع الراهن في ناميبيا وجنوب أفريقيا نفسها. أن "الكوكبة" التي تزعم جنوب أفريقيا إنشاءها من دول أفريقيا

<2>