( تابع ) الدورة العادية العشرون لمجلس وزراء منظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا 5 - 10 فبراير 1973
المصدر: " قرارات وتوصيات وبيانات منظمة الوحدة الأفريقية 1963 - 1983، وزارة الخارجية، جمهورية مصر العربية ، ط 1985، ص، 242 - 249 "

          يقرر أن يعرب لصاحب الجلالة الامبراطور هيلاسلاسى الأول امبراطور أثيوبيا ولحكومة وشعب أثيوبيا عن عميق وخالص الامتنان مقرونا بالرغبة الصادقة في أن ينعم صاحب الجلالة الامبراطور بموفور الصحة وأن تتمتع أثيوبيا حكومة وشعبا بالتقدم والرفاهية.

           يقرر أيضا أن يعرب لرئيس هيئة المكتب وأعضائه وللأمانة العامة ككل عن خالص التقدير لما أدوه من خدمات عظيمة للدورة العادية العشرين سواء كأفراد أو مجتمعين.

CM / S.T. 8 / REV 2 ( XX )

بيان حول المشكلات السياسية الراهنة

          1 - عكف مجلس وزراء منظمة الوحدة الأفريقية المنعقد في دورته العادية العشرين بأديس أبابا في الفترة من 5 إلى 9 فبراير سنة 1973 على دراسة الموقف الدولي وخاصة الموقف في أفريقيا على أساس تقرير الأمين العام الادارى وبيان وزير خارجية المغرب الرئيس السابق والكلمات المختلفة التى ألقيت.

          2 - وعلى ضوء هذه الكلمات وقف مجلس الوزراء على مغزى ومدى الأحداث المسيطرة على الحياة الدولية من حيث امتدادها وتأثيرها على تطور القارة وأولى المجلس اهتماما خاصا بالأحداث التى طرأت على أفريقيا.

          3 - ان اجتماعات القمة التى عقدت بين الدول الكبرى والمبادرات الجارية في أوروبا والرغبة في تخفيف حدة التوتر عن طريق اتخاذ موقف مشترك وانماء التعاون الدولي كل ذلك يعكس التحولات العميقة في العلاقات الدولية ومع أن مجلس وزراء منظمة الوحدة الأفريقية قد أعرب عن ارتياحه لتوقيع اتفاق وقف الحرب واعادة اقرار السلام في فيتنام الا أنه أبرز الافتقار إلى حلول لمشاكل الأمن والتنمية التى ما زالت دول العالم الثالث والدول الأفريقية بصفة خاصة تواجهها كما أعرب مجلس الوزراء عن قلقه البالغ ازاء العقبات الخطيرة التى تعترض جهود هذه الدول في سبيل تخفيف حدة التوتر والتعاون. ويرى مجلس الوزراء ضرورة امتداد الأسلوب المتبع من أجل تحقيق الأمن والتعاون في أوروبا إلى جميع مناطق العالم ( وخاصة إلى بلاد العالم الثالث حيث الصراعات الامبريالية ومناطق التوتر ).

          4 - وأبرز المجلس بصفة خاصة ضرورة اتخاذ خطوات موحدة مشتركة من أجل اقامة نظام دولي أكثر عدلا يتسم بالديمقراطية وتأكيد مبدأ اشتراك جميع الدول في حل المشاكل العالمية الكبرى على أساس مبدأ المساواة واحترام السيادة.

          5 - أكد مجلس الوزراء من جديد اصرار الدول الأعضاء على مواصلة العمل على المستوى الأفريقى والمستوى الدولى من اجل دعم السلم القائم على العدل واقرار التعاون الحقيقى وفى هذا الصدد رحب المجلس بالاجراءات التى اتخذتها الدول الأفريقية من أجل ايجاد حل سلمي للمنازعات بين الدول الشقيقة بعيدا عن التدخل الأجنبى.

          6 - وأعرب المجلس عن اقتناعه بأن التأكيد الدائم والفعال للتضامن بين الدول الأعضاء من شأنه ازالة عوامل التوتر فى أفريقيا وتدعيم التيارات الأساسية للتحرر التى تبشر ببدء عصر جديد من السلام والعدل والحرية.

          7 - ورحب مجلس الوزراء بصفة خاصة بتنظيم مهرجان الشباب الأفريقى الأول المزمع اقامته فى تونس خلال شهر يوليو سنة 1973 ودعا جميع الدول الأعضاء للاشتراك فيه من خلال منظمات الشباب التابعة لها فضلا عن مد هذا المهرجان بالمساعدات المعنوية والمادية الكفيلة بانجاحه.

          8 - وأولى مجلس الوزراء اهتماما خاصا للموقف فى أفريقيا الذى يتميز باستمرار اضطراد النضال من أجل التحرير في الأقاليم الخاضعة للاستعمار وبالكفاح المسلح الذى حمل مؤيدي الاستعمار والتفرقة والتمييز العنصريين على اللجوء الى الاغتيالات السياسية والاعتداء على الدول الأفريقية ذات السيادة والمجاورة للمناطق التى يجرى فيها القتال ضد الاستعمار. ويعتبر التقدم الذى سجلته حركات التحرير سواء في ميدان القتال أو على المستوى السياسى والدبلوماسى علاقات تبشر بالنصر الحتمي على قوى التسلط والسيطرة.

          9 - ففي زيمبابوى خلق الهجوم الذى شنه الوطنيون ضد العنصريين فى روديسيا موقفا جديدا كشف عن ضعف وعدم جدوى حملات الاستيلاء والاغتصاب التى يقوم بها نظام سميث العنصرى الذى تؤيده بريطانيا العظمى.

          10 - وازاء تصميم وعزم شعب زيمبابوى على التحرير يحاول أيان سميث يائسا أن يوقف هجوم الوطنيين الأفريقيين باتخاذ اجراءات من شأنها خنق زامبيا اقتصاديا.

          ويشيد مجلس الوزراء بموقف شعب وحكومة زامبيا الشجاع ويؤكد لهذا البلد الشقيق تأييده الكامل وتضامنه الفاعلى ويؤمن المجلس بأنه ينبغي على أفريقيا بأسرها مواجهة تحدى أيان سميث ومساعدة زامبيا على التغلب على الصعوبات الضخمة الناجمة عن تلك الاجراءات.

<5>