إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



( تابع ) الدورة العادية الحادية والعشرون لمجلس وزراء منظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا 17 - 24 مايو 1973
المصدر: " قرارات وتوصيات وبيانات منظمة الوحدة الأفريقية 1963 - 1983، وزارة الخارجية، جمهورية مصر العربية ، ط 1985، ص 250 - 272 "

CM / ST / 9 ( XXI )

اعلان رسمي للسياسة العامة

         نحن رؤساء دول وحكومات البلاد الأفريقية المستقلة المجتمعين في أديس أبابا ( أثيوبيا ) من 24 الى 25 مايو سنة 1973 بمناسبة العيد العاشر لمنظمة الوحدة الأفريقية.

         قررنا اصدار الاعلان الرسمي التالي:

         منذ عشر سنوات في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1963 تأسست منظمة الوحدة الأفريقية في جو من الحماس والأمل والترحيب اننا نحن رؤساء دول وحكومات البلدان الأفريقية المستقلة باقامتنا هذه المنظمة على مستوى القارة دللنا على ايماننا الراسخ وعلى اصرارنا على تعبئة جهودنا وطاقاتنا من أجل تقدم الشعوب الأفريقية بغية تدعيم رفاهيتها في أفريقيا متحدة وحرة ومسالمة.

         وانطلاقا من الأماني الأساسية لشعوبنا وتمشيا مع الأغراض والمبادئ التى حددناها في ميثاق منظمتنا تعهدنا بجدية أن ندعم أركان الوحدة والتضامن بين دولنا وأن ننسق جهودنا ونعزز تعاوننا بغية ضمان وحياة أفضل لشعوبنا.

         كما أننا قطعنا العهد باحترام سيادة دولنا وسلامة أراضيها واستقلالها وبأن نسوى منازعاتنا بالطرق السلمية بغية تشجيع ظهور فترة من السلام والوئام بين دولنا وهذا شرط لا غنى عنه لأى تقدم.

         وحتى نحمي كرامة الانسان أعلنا تفانينا الكامل لتحرير تلك الأجزاء من قارتنا التى ما زالت تتعرض للاحتلال الأجنبي والاستغلال، وبلوغا لهذه الغاية أكدنا على القضاء على كافة أشكال الاستعمار والتمييز العنصري في أفريقيا.

         لقد أكدنا من جديد ايماننا بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان وقررنا توثيق أواصر التعاون الدولي بتنسيق عملنا مع عمل الأمم المتحدة. ومن أجل المساعدة على تخفيف حدة التوتر بين الكتل التزمنا بسياسة عدم الانحياز وحتى يكتسب هذا الالتزام معنى أعربنا عن رغبتنا العميقة في أن نرى أفريقيا وقد تخلصت من سائر القواعد العسكرية الأجنبية وأن تبقى بمنأى عن الأحلاف العسكرية وسباق التسلح.

         عملنا طوال السنوات العشر الماضية بصبر وجلد من أجل تحقيق هذه الأهداف التى تؤمن بأنه لا غنى عنها لاقرار نظام دولى أفضل يستند الى العدل والمساواة والكرامة الانسانية.

         واجهنا في أفريقيا تناقضات ضخمة خلفتها فترة الاحتلال فضلا عن مناورات الاستعمار الجديد والعقبات التى تعمل الامبريالية على وضعها بين دولنا.

         بيد أننا نجحنا - مسترشدين بالمصلحة العليا لشعوبنا - في أن نحل بروح أفريقية صادقة الاختلافات والتناقضات التى خلقتها الظروف الغابرة التى واجهتها أفريقيا، أننا نقطع العهد على أنفسنا بأن نتبع نفس الروح في حل كافة المنازعات الأخرى التى قد تنشأ بين دولنا، ونتعهد بأن نظل متحدين في وجه المناورات الامبريالية التى تستهدف النيل من وحدتنا.

         لقد عملنا لدعم السلام والوئام بين دولنا الأمر الذى ساعد على تعزيز منظمتنا.

         كما أننا عبرنا أكثر من مرة على نحو ملموس عن التضامن القائم بين دولنا وذلك بتكاتفنا واسراعنا لمساعدة الضحايا منا للمناورات التخريبية للاستعمار والاستعمار الجديد. كما اننا دللنا على تأيدا بشكل عادى لشقيقاتنا من الدول التى عانت الكوارث الطبيعية.

         وبسبب انشغالنا العميق بالموقف الخطير السائد في الشرق الأوسط الذى يشكل تهديدا خطيرا لاستقلال وأمن ووحدة القارة الأفريقية قمنا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 242 بمساندة جمهورية مصر العربية وباقي الدول العربية التى تحتلها اسرائيل في نضالها المشروع من اجل استرداد أراضيها كاملة.

         وبلوغا لهذه الغاية شكلنا لجنة من عشرة رؤساء للمساهمة في ايجاد حل للمشكلة وبالتالي المساهمة في استرداد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.

         ووفقا للمسئوليات النابعة من المبادئ الأساسية لمنظمة الوحدة الأفريقية ومبادئ الأمم المتحدة سنواصل انطلاقنا من نفس الاهتمام بالسلام وبدافع من نفس روح العدل والرغبة في الفعالية مساندتنا لجمهورية مصر العربية وباقي البلدان العربية الأخرى الى أن يتم التحرير الكامل لأراضيها المحتلة نتيجة للعدوان الاسرائيلي فى يونيو 1967.

         وعلى الصعيد الدولي ساهم الاشتراك الفعال لعدد كبير من دول منظمتنا في مؤتمرات دول عدم الانحياز في تدعيم الجبهة المناهضة للاستعمار وفي تعزيز القوى التقدمية في العالم مما بشر بفترة تخف فيها حدة التوتر العالمي.

         وفي الأمم المتحدة استطعنا بفضل التنسيق والتضافر بين الدول الأعضاء - أن نتخذ موقفا مشتركا ازاء مختلف المسائل السياسية والدبلوماسية. وفي هذا الشأن تمكنت المجموعة الأفريقية من ممارسة قدر كبير من النفوذ في القرارات الخاصة بالمشكلات الهامة

<11>