إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



الحماية في البوسنة والهرسك. ومن ثَم، فإن صلاحية استخدام القوة، لم تتجاوز حق الدفاع عن النفس، وهو الحق الذي تضمنه أي عملية لحفظ السلام، من جانب الأمم المتحدة. وقد انعكس هذا على مستوى تسليح القوات، الذي طُلب من الدول الأعضاء المُشارِكة، أن تجهزها به، وفي الترتيبات التي اتخذتها الأمم المتحدة، لإعداد الإسناد اللوجستي المطلوب لها. إضافة إلى ذلك، فإن هذا القرار المبدئي، يعكس إدراكاً، أن نشر قوات الحماية على الأرض، والواجبات المكلفة بها، لا يمكن أن ينفّذا إلاّ بموافقة الأطراف المتصارعين وتعاونهم، على أُسُس الاتفاقيات المقبولة المتبادلة بينهم. وهكذا لم يكن ممكناً تنفيذ عملية تأمين مطار سيراييفو، ولا تأمين توصيل المعونات، عبر مساحات شاسعة، وعبر خطوط المواجهة، ولا عمليات المراقبة والدوريات والتبليغ، من دون موافقة الأطراف وتعاونهم. وأن الموافقة والتعاون يمكن أن يضمنا، فقط، في خضم الصراع، بالالتزام الشديد بمبدأَي حفظ السلام في الحيَدة والوضوح.

  1. واستطراداً، إن تفويض استخدام القوة الجوية، لم يكن فقط من أجل الدفاع عن أفراد قوات  الحماية، وإنما لردع الهجمات على المناطق الآمنة، كذلك. وقد طلبت قوات الحماية من حلف  شمال الأطلسي استخدام قواته الجوية، تسع مرات، عندما رأى ممثلي الخاص، أن هذا الإجراء  ضروري وملائم. وفي جميع الحالات، استخدمت القوة الجوية ضد أهداف صرب البوسنة أو ضد  أهداف، داخل كرواتيا، في أجزاء يسيطر عليها الصرب، فتحت لهم لمساندتهم. في 12 مارس  1994، طلبت قوات الحماية إسناداً جوياً قريباً، بسبب تعرّضها للنيران، بالقرب من بيهاتش،  ولكن لم ينفذ هذا الطلب، بسبب سوء الأحوال الجوية، يومئذ. وأمكن توفير الإسناد الجوي  القريب، يومَي 10 و11 أبريل 1994، بالقرب من جورازدي؛ وكانت هذه هي المرة الأولى. وقد انتقم، بسببها، صرب البوسنة بفرض القيود على حرية حركة قوات الحماية. وفي 5  أغسطس 1994، وُجِّهت ضربات جوية ضد أهداف، داخل المنطقة العازلة، في سيراييفو. وفي 22 سبتمبر 1994، وُجِّهت ضربة جوية، بالقرب من سيراييفو، رداً على هجوم، تعرَّضت له عربة مدرعة تابعة لقوات الحماية. وفي 21 و23 نوفمـبر 1994، سُددِّت ضـربات جوية إلى مطار أودبينا (Udbina)، في كرواتيا، بسبب استخدامه في شن هجمات جوية على المنطقة الآمنة في بيهاتش، وإلى صواريخ أرض/ جو، في غرب البوسنة والهرسك، وفي منطقة كرايينا (Krajuina)، الكرواتية، التي هددت طائرات حلف شمال الأطلسي. وفي أعقاب ذلك، ثأرت قوات صرب البوسنة لنفسها، باحتجازها أكثر من 400 من قوات الحماية، الذين لم يطلقوا حتى 13 ديسمبر 1994، بعد ثلاثة أسابيع من المفاوضات الشاقة. وفي 25 و26 مايو 1995، سُدِّدت ضربات جوية إلى أهداف، بالقرب من مدينة بال، كما ذكرنا سابقاً، في القسم الثاني.

<22>