إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) بيان السيد عبد الحليم خدام، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السوري، أمام مجلس الشعب حول زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 489 - 492 "

لزيارة إسرائيلية في اطار اكمال تنفيذ المخطط المتفق عليه؛

          3 - إعلان الرئيس المصري، امام محطة تلفزيون " ان. بي. سي." الأميركيه، انه قرر اجراء اتفاق ثنائي مع إسرائيل، زاعما ان هذا الاتفاق لا يتعارض مع التسوية الشاملة؛

          4 - قبوله نظرية الأمن التي يطرحها الإسرائيليون، سواء في خطابه أو في تصريحاته اللاحقة. لقد أردت أجهزة الإعلام الصهيونية والموالية لها في العالم، ان تركز على خطاب الرئيس السادات، وتعهده بعدم الاقدام على توقيع صلح منفرد وإعلانه التمسك بالأراضي العربية وبقضية فلسطين، في محاولة لخداع الرأي العام العربي، وصرف النظر عن الزيارة وأهدافها وخلفياتها، وشد أنظار الناس باتجاه الخطاب.

          لقد فات هذه الأجهزة ان المواطن العربي، بحكم مشاعره القومية وحساسيته في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي لا يمكنه ان يخدع للأسباب التالية:

          1 - ان الرئيس المصري، في مؤتمره الصحفي عندما سئل عن رأيه بالخطب التي القيت بالكنيست، أجاب ان ما ورد في الخطابات لا يعبر عن الحقائق. الحقائق هي في الاجتماعات المغلقة. وهو بهذه الكلمات أراد ان يطمئن الإسرائيليين الى ان بعض العبارات لا تغير شيئا؛

          2 - ان الموضوع ليس موضوع خطاب. ولو كان الامر كذلك، كان باستطاعته ان يوجههه عن طريق الأمم المتحدة، وانما المعاني الخطرة في زيارة رئيس عربي للقدس، وفي الاتفاق حول عدد من المسائل تم التوصل اليها خلال الاعداد للزيارة ؛

          3 - وفي كل الأحوال، لم تمض أيام على الخطاب والتعهدات، حتى كشف الرئيس المصري عن الحلقة الثانية في خطابه الذي ألقاه أمس امام مجلس الشعب المصري، وأعلن فيه دعوة الإسرائيليين للقاهرة تحت ستار لجنة عمل، وكذلك في إعلانه عن عزمه توقيع اتفاق ثنائي مع إسرائيل امام محطة التلفزيون " ان. بي. سي."؛

          4 - لقد تخلى الرئيس المصري عن التزاماته بالنسبة لقضية فلسطين، وذلك بإعلانه التخلي عن مبدأ تمثيل منظمة التحرير لشعب فلسطين، وقبوله بإدارة محلية تحت السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة؛

          5 - وان أخطر ما في الزيارة هو اخراج مصر من ساحة الصراع، وممارسة سياسة أدت الى خلق حالة انشقاق عميقة في الوطن العربي.

          السيد الرئيس، أيها السادة،

          تحاول أجهزة الإعلام الصهيونية والمساندة لها تصوير زيارة الرئيس المصري، والخطوات التي أقدم أو التي يمكن الاقدام عليها، بأنها خطوة جريئة وشجاعة نحو السلام. ولا بد هنا من ان يتساءل المرء: لماذا يوصف الرئيس السادات بأنه شجاع في زيارته لإسرائيل، ولم يوصف بيغن بالجبن لانه لم يعلن قبوله التخلي عن الأرض والاعتراف بحقوق شعب فلسطين؟

<4>