إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) بيان الحكومة السورية أمام مجلس الشعب حول السياسة الخارجية
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 487 - 490"

         ذلك إننا في قمة بغداد، لم نستطع اتخاذ قرار بإدانة اتفاقيتي كامب ديفيد وادانة نظام السادات والقرار، الذي اتخذ آنذاك هو عدم القبول بالاتفاقيتين المذكورتين ورفض نتائجهما.

         وبالرغم من ذلك فقد اعتبرنا آنذاك قرارات القمة التاسعة، انتصارا كبيرا لأنها حافظت على وحدة الموقف العربي، وبتعبير آخر فقد نجحنا في حصر عملية كامب ديفيد، في نظام السادات فقط دون ان يمتد ذلك إلى دول عربية أخرى، تربطها بالولايات المتحدة علاقات وثيقة، وبتعبير آخر نجحنا في تغليب العامل القومي، على العامل الخارجي.

         كما نجحنا في اجتماعات وزراء الخارجية والاقتصاد العرب، التي عقدت ما بين 27 ونهاية آذار 1979 باتخاذ قرارات بمقاطعة مصر سياسيا واقتصاديا، وكنا نأمل ان نطور الحد الأدنى الذي توصلنا إليه، تحت مظلة التضامن العربي إلى ما يتجاوزه نحو تشكيل جبهة عربية قومية، قادرة على إعادة التوازن الذي اختل نتيجة، خروج نظام السادات ذلك ان خروج مصر، وتعطيل دورها وانتقال النظام المصري، إلى الخندق المعادي يعتبر تغيرا نوعيا، في المنطقة وفي ساحة الصراع العربي الإسرائيلي، وبالتالي كان علينا ان نبحث عن خلق عامل نوعي جديد يعيد، التوازن إلى المنطقة. لقد تطلعنا بإخلاص إلى الساحة العربية محاولين توفير هذا العامل والذي برأينا يجب ان تتوفر فيه العناصر التالية:

         1 - توفير مستلزمات القوة العسكرية للقطر العربي السوري، بما يؤدي إلى تحقيق توازن عسكري بين الجبهة السورية، والعدو الإسرائيلي وليس عربي إسرائيلي، ذلك أن القوات التي تكون في الجبهة لا يمكن اعتبارها جديا موجودة في ساحة الصراع.

         2 - توفير استقلالية القرار العربي، وتوفير مستلزمات هذا الاستقلال.

         3 - توفير الإرادة على اتخاذ القرار في استخدام الإمكانات المتاحة في الساحة العربية لصالحنا في الصراع الدائر ضد الصهيونية، وبالتالي تغليب المصلحة القومية على المصلحة القطرية.

<5>