إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

المؤمن والقائد العربي الملهم الرئيس جمال عبد الناصر. وسأكون غدا في يوم الاستفتاء يوم الواحد والعشرين من شباط عام 1958 أول من يقوم بواجبه كمواطن لانتخاب الرئيس القائد، الذي وضع ثورة مصر، في خدمة القومية العربية، كما وضع نفسه في خدمة أمته، ليعمل في سبيل حريتها ومجدها ورخائها.

في هذا اليوم الخامس من شباط عام 1958 وجهت إلى سيادة رئيس مجلس الأمة بمصر الرسالة التالية، وانني اعتبرها موجهة إليكم في الوقت نفسه، وإلى كل مواطن عربي في أرض الجمهورية العربية المتحدة:

سيادة رئيس مجلس الأمة

القاهرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.وبعد:

انني إذ أعلن لمجلس النواب السوري رسميا مولد الجمهورية العربية المتحدة والميثاق الذي تم الاتفاق عليه بين حكومتي جمهورية مصر، والجمهورية السورية، في اجتماعات القاهرة من يوم الجمعة الأول من فبراير إلى يوم الأحد الثالث منه عام 1958 الموافق للثاني عشر من رجب إلى الرابع عشر منه 1377 فيصبح حلم الأجيال العربية حقيقة واقعة، تنفيذاً لإرادة شعب الجزءين العربيين الغاليين، أرى من واجبي ونحن قادمون على الاستفتاء الشعبي المقرر لانتخاب رئيس للجمهورية العربية المتحدة، يوم الجمعة 21 فبراير 1958، ان أكون المواطن الأول، في الدولة الجديدة، يرشح سيادة الرئيس جمال عبد الناصر رئيساً لها، شعوراً مني بالواجب تجاه أمتي وبلادي، وثقة مني بإخلاص الرجل العربي المؤمن، الذي تعقد عليه الأمة أكبر الآمال، وتقديراً لما يتمتع به من صفات النزاهة والجرأة والإقدام، وعلى رأسها تفانيه في خدمة أمته، وقوميته العربية.

انني إذ أرشح سيادة الرئيس جمال عبد الناصر لتسلم هذه الأمانة الغالية، أعلن ثقتي واطمئناني إلى ان سيادته سيعمل على إعلاء شأن الجمهورية الفتية، بكل تجرد وصدق لما فيه عزها ورخاؤها، وسعادة مواطنيها، وما فيه خير العرب في جميع ديارهم ومساكنهم. والله ولي التوفيق.

الأربعاء الخامس من شباط ( فبراير ) 1958

شكري القوتلي    

بهذا أيها النواب الكرام، أتمم واجبي، وأكون قد أديت الأمانة الغالية التي حملتموني اياها تكريماً وتشريفاً، وأنا على أشد ما يكون المواطن مغموراً بشعور الرضى: رضى الله وضميري وأمتي.

فإلى مجلسكم الكريم رئيساً وأعضاء أوجه أجمل التحية والشكر لما نهضتم به من أعباء جسيمة، وما أنجزتم من تشريعات مفيدة، خلال عهد نيابتكم الزاهر، فمثلتم شعبكم خير تمثيل، وتوجتم أعمالكم القومية الباهرة، بقراركم التاريخي في وحدة مصر وسوريا.

وإلى الحكومة المجدة العاملة، برئيسها ووزرائها الذين كانوا

<54>