إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

( الحياة - العد د 3629، تاريخ 22 / 2 / 1958، ص 6 ).

[ تضمن العدد الأخير من مجلة " المصور " المصرية مقالا افتتاحيا للأستاذ فكري أباظة في الأحداث العربية الأخيرة، نرى من المصلحة القومية نقله إلى القراء، لما تضمن من آراء وتوجيهات ].

سجل شهر فبراير ( شباط ) سنة 1958 في سجل التاريخ تطورا عظيما وخطيرا في الشرق العربي الأدنى: قيام " الجمهورية العربية المتحدة" موحدة بين " سوريا ومصر ". وقيام " الاتحاد العربي " جامعا بين " الأردن والعراق ".

والكيانان العربيان في دور " التنفيذ " الآن!

و" المستقبل " هو الكفيل بفتح الباب أمام " الدول العربية الأخرى "، المتربصة والمفكرة والمترددة، ونحن واثقون - سلفاً - بأن " الوحدة العربية الجامعة " في طريقها إلى التكوين، قصر الأمد أم طال.

لا يغنينا أن نجري وراء الهواجس، وان ننغمر في بحر التنبؤات أو نشغل أقلامنا وألسنتنا بالاستنتاجات والتخمينات، لنأخذ الأمر الواقع على انه أمر قد وقع! على ان الكيانين قد برزا - بالفعل - في عالم الفقه الدولي والسياسة الدولية.

العبرة " بالتنفيذ " وما يكشف من نوايا وخفايا، والعبرة " بالمستقبل " وما يبدد أو يؤكد من هواجس وأشباح واستنتاجات وتنبؤات!...

حسنا فعل " الرئيس جمال عبد الناصر "، بادر مهنئا جلالة الملك فيصل " بالاتحاد العربي "، فهو يصف هذا الاتحاد بأنه " خطوة مباركة تتطلع إليها الأمة العربية كلها بأمل كبير، وانه سوف يكون قوة لكل العرب على أعداء العرب ". بل ان سيادة الرئيس يتفاءل ويقول في تهنئته بأن هذا الاتحاد يبشر بأن " فجر الوحدة " الذي أشرق على كل الآفاق العربية هو مطلع تاريخ جديد للأمة العربية وان القومية العربية واثقة انها تقرب منا يوم " الوحدة العظمى "، فالرئيس يرنو إلى " الوحدة العظمى ". ويتوقعها ولا يعبأ بما يثار من هواجس وأشباح وأبحاث في الدوافع والأسباب ما دام الأمر في النهاية لإرادة الشعوب العربية. وقد تجلت هذه الإرادة وشاعت وذاعت وعمت جميع الأرجاء.

في فترة " التنفيذ " هذه تبرز بروزاً واضحاً هذه المزايا في نطاق " الجمهورية العربية المتحدة ". وفي نطاق " الاتحاد العربي " معاً.

أولاً - انه لن يكون هناك مجال للدسائس والمكائد والمؤامرات أو الانقلابات المفاجئة في الأردن أو سوريا لا من الداخل ولا من الخارج.

لماذا؟ لان البلدين والقطرين قد تدعما بدعامة قوية " مصرية " هنا و" عراقية " هناك. فلن يستطيع هواة الانقلابات الداخلية

<82>