إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

ان يعبثوا عبثهم أو يلعبوا لعبهم. ولن يستطيع " المعسكر الغربي " ان يدبر وان يدس وان يفرق، وكذلك لن يستطيع " المعسكر الشرقي " ان يتسلل بمذاهبه إلى داخل الديار!

وقد يؤدي هذا الإقصاء إلى " استقرار " في الشرق العربي الأدنى، لا يجعل منه مبعثاً لخطر دولي طالما تكلموا عنه وتخوفوه. ولا يستبعد مطلقاً أن يؤدي هذا " الاستقرار " إلى تخفيف حدة " التوتر الدولي "، بل قد يكون عاملا من عوامل القضاء على " الحرب الباردة ".

ثانياً - مهما قيل عن الدوافع والنوايا فالذي لا شك فيه ان " الخطر الإسرائيلي " على الحدود الأردنية والسورية قد ضؤل وهزل، وكاد ينعدم بتاتاً. فلن تجرؤ " إسرائيل " على ان تشاكس وتحتك وتختلق المشاكل، وتمارس اعتداءاتها المتكررة، لانها تجد نفسها أمام قوتين موحدتين أو متحدتين، لا قبل لها بهما في الحاضر أو في المستقبل!

ثالثاً - من النواحي الاقتصادية والاجتماعية تحشد الكفايات والإمكانيات في الجمهورتين والمملكتين، فيبدو الفرق الشاسع بين التجمع والتفرق، والتوحيد، والتجزئة.

بين " الجمهورية العربية المتحدة " وبين " الاتحاد العربي " " قاسم مشترك أعظم " هو أبرز ما يلفت النظر ويدعو إلى التقدير والإعجاب. هذا القاسم المشترك الأعظم كان في حد ذاته أنشودة وأملاً وهدفاً؛ توحيد الجيوش، وتوحيد السياسة الخارجية، وتوحيد الرياسة العليا.

أما توحيد الجيوش فأثره السريع هو القضاء على الخطر الإسرائيلي كما ذكرنا آنفاً، ثم له الميزة الأخرى التي أشرنا إليها وهي ميزة " الاستقرار " الذي لا بد منه في ناحية من نواحي الدنيا، كانت تهدد " السلام العالمي " بخطر لا شك فيه.

أما توحيد السياسة الخارجية فقد طالما دعونا إليه ورجوناه. انه يرفع من مكانة الدول العربية في المجالات والمجامع الدولية، فيحسب لها كل الحساب.

وأما توحيد الرياسة العليا فهو الكفيل بالنظام والبت والحزم واستقامة الشؤون الداخلية والخارجية بدل التنافر والتحاسد والفوضى التي عاشت زمنا طويلا، وأحدثت أحداثها الأليمة في داخل البلاد.

والتوحيد الاقتصادي آت لا ريب فيه، وفي زمن قصير.

لا نريد ان نشوش على المسؤولين في مرحلة التنفيذ هذه، فهي مرحلة شاقة مليئة بالصعاب وبالعقبات، ويتطلب التغلب عليها جهداً كبيراً وعناء مضنيا، لا من جانب الحكام وحدهم، وانما من جانب الشعوب أيضاً. وهذا يجرنا إلى الكلام عن الوساوس والشائعات التي يطلقها أعداء الوحدة والاتحاد بسوء نية، والتي يطلقها غواة التنبؤات بحسن نية.

فالقول بأن الاقتصاد المحلي في بلد من البلاد الموحدة أو المتحدة سيتأثر تأثراً بليغاً قول سابق لأوانه، لانه لم يحسم

<83>