إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) مشروع الدكتور ناظم القدسي، رئيس الوزراء السوري، لاتحاد الدول العربية
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 257 - 260 "

الدول العربية في انقاذ شقيقات لها، بل واقع الحال ان تتدبر  الدول جميعها لسلامتها وتضمن وجودها.

- والمعروف ان عناصر القوة والاستعداد الحربي والامكانيات  المادية وحدها هي التي تجعل للدول شأنا في رقعة السياسة. وينتج ان تركيا وإسرائيل وحدهما يدخلان في الوقت الحاضر، بعرف الكتلتين العالميتين، في حساب الدفاع عن الشرق الأوسط وتحقيق الأمن فيه بالاستناد إلى جيوشهما. اما العرب في نظر قادة الحروب واخصائييهم فكمية غير ذات شأن. ولهذا لا تشحن إليهم الأسلحة ولا تتحقق المساعدات  التي طالما منوا بها، واقتصرت آخر الأمر على مخابرات  ودراسات وتسويفات لا طائل تحتها

- ونشير إلى انه إذا ما ظل العرب على حالهم فليس الأمر في  انحيازهم إلى الكتلة الديمقراطية أو الشيوعية. فسواء انتصرت هذه أو تلك سيظلون على بلواهم بالصهيونية وبالضغط الخارجي من الشرق إلى الغرب. وان المهم هو ايجاد القوة أولا ثم تقرير موقفنا على ضوء مصالحنا بثقة  وايمان قبل التطلع إلى هذا المعسكر أو ذاك.

- لهذه الاعتبارات التي قدمنا بموجز عنها نرى لزاما اقتراح  مشروع عملى يشمل الدول العربية جميعا ويكفل التوحيد في  السياسة الخارجية وفي قوى الدفاع القومي والاقتصادي  والمرافق الرئيسية ويكون بنظر الرأي العام العربي وبنظر  الكتل العالمية موضع اهتمام.

اما أشكال المشروع فثلاثة أولها قيام الدولة المتحدة العربية  والثاني قيام الدولة الاتحادية " فيدرالية " والثالث قيام دولة  الكونفيدراسيون.

- وإنا إذ نتقدم بهذه الاقتراحات نعلن ايماننا بأرجحية  الشكل الأول حتما. واذا كنا قد أشرنا إلى الشكلين الثاني والثالث فذلك دفعا لصعوبات وعقبات قد تعترض سبيل الأول أو تؤدي إلى البحث في الشكلين الآخرين وإنا نرى في سلوك هذا الطريق توخي المصلحة العامة القومية.

اما بقاء الصلات بين الدول العربية على ما هي عليه فلم يؤد  إلى تقوية شأن العرب في الماضي القريب وبالتالي لا ينتظر منه  شيء كثير في الحاضر الخطير والمستقبل الداهم. ولا بد في  نظرنا من الأخذ بالاقتراح السابق الذكر.

- أما الطريق العملية لتحقيق ذلك فنقترح ان تبدأ اللجنة السياسية باقرار الفكرة مبدئيا واعلانها على الملأ ثم تختار على الفور لجنة من جميع الدول مهمتها الاتصال السريع بادئ الامر بجميع العواصم العربية وعرض الفكرة وتذليل العقبات. ثم تجتمع اللجنة السياسية بعد ذلك فورا في موعد يتفق عليه من الآن للنظر في اقتراحات اللجنة المختصة وتوصي بها مجلس الجامعة.

<2>