إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) 3 - نص خطاب الدكتور/ محمد صلاح الدين (باشا) وزير الخارجية ورئيس وفد مصر لدى الدورة السادسة
للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ألقاه أمام الجمعية العامة في باريس يوم 16 نوفمبر 1951
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 693 - 703"

          كذلك صمم تجار الأطعمة على الامتناع عن توريدها إلى القوات البريطانية فردت هذه القوات باغتصاب جميع مواد التموين.

          ولم يقتصد جنود الاحتلال في إطلاق النار على رجال الجيش والبوليس، فضلا عن المدنيين الآمنين ولم يتورعوا عن قتل النساء والأطفال.

          وقد صودرت الصحف المصرية، وبلغ الأمر بالإنجليز إلى حد مصادرة جريدة الإجبشيان جازيت. وهى جريدة بريطانية يشرف عليها أحد الرعايا البريطانيين. ويبدو أن مستر تشرشل كان فى أشد حالات الحرج عندما أجاب من أيام قلائل فى مجلس العموم على سؤال وجه إليه فى هذا الشأن. إذ قال "إنها صحيفة محلية تصدر باللغة الإنجليزية، وتملكها شركة مسجلة فى مصر تسيطر على أسهمها سيدة إنجليزية تقيم بالإسكندرية. ولم تكن الصحيفة المذكورة تعرض غير وجهة النظر المصرية. وإنى أعتقد أنه ليس من الإنصاف أن يترك الجنود أياما عديدة قبل أن تصل إليهم صحف بلادهم على اختلاف مذاهبها. وهم لا يقرأون غير هذه الترهات المعادية لبريطانيا".

          هذا هو رد المستر تشرشل. وما كنت لأنتظر منه أن يبلغ مجلس العموم أن السبب الحقيقى لمصادرة هذه الصحيفة التى اعترف هو نفسه بأن السيطرة على أسهمها لإحدى السيدات البريطانيات إنما هو الجزع من أن يعرف الجنود البريطانيون فى منطقة القنال كل الحق. ولا شيء غير الحق.

          سيدى الرئيس:

          ليس هذا إلا بيانا مختصرا بفظائع الإنجليز وعدوانهم على مصر. فإذا لم يكن كل أولئك هى الحرب فإنى لا أدرى كيف إذن تكون الحرب!

          لقد أبدى مندوب الولايات المتحدة ووزير خارجيتها المحترم فى خطابه البليغ عنايته الفائقة بحقوق الإنسان. وأخبرنا عن بعض الحوادث التى وقعت فى المجر وتشيكوسلوفاكيا. فوصفها بأنها سحق وحشي للحرية. وإنى لأسائل نفسى. أى وصف يمكن أن يطلقه على الفظائع التى يرتكبها فى منطقة القنال أصدقاؤه وحلفاؤه البريطانيون. أما أنا فلا أتردد فى أن أدعوه عدوانا همجيا مخجلا من المملكة المتحدة، وخرقا صارخا للسلم العالمي والأمن الدولي، وامتهانا بالغا لمبادئ الميثاق وأهدافه السامية.

<5>