إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

ننزل الى جوهر الامور، والمسألة ليست مسألة تغيير أسماء وانما هى حقائق التحرير وروح التحرير- يقول نريد حماية عسكرية، الجيش الاردني عمل ترتيبات، ولكن يجب ان تطلب القيادة العربية الموحدة من سورية ان تستعد أيضا للحماية. وهذا قول صحيح لان الجيش الاردنى وحده- وانا أقدر الجيش الاردنى- غير قادر وحده ان يقف أمام اسرائيل اذن سد المخيبة يهدم ومشروعات التحويل تهدم اذا لم تكن هناك حماية عسكرية. والاردن غير قادر على الحماية العسكرية. واذا كان قد طلب هذه الحماية يوم الاحتفال بافتتاح العمل فى السد من سورية ومن القيادة العربية الموحدة، فمن الذى يحمى الأردن فى جميع الايام والسنين التى تلى من مدفعية اسرائيل؟ اننى أعرف المكان.. ومن الممكن ضرب العمل العربى كله لانه لا توجد حماية عسكرية. ولماذا لا توجد حماية؟ لان الأردن يرفض توصيات القيادة العربية الموحدة. لقد طلبت القيادة العربية من القوات العراقية والسعودية ان تنطلق الى التجمع داخل الاردن لحماية العمل العربى كله وكانت القوات العراقية والسعودية قريبة جدا من الحدود الأردنية ثم بعد اقامة طويلة اضطرت القوات العراقية أن تعود الى ثكناتها وكذلك الحال بالطبع بالنسبة للقوات السعودية، وحتى بدون قرار القيادة العربية هذه بديهية عسكرية يعرفها رجل الشارع، وهى ان الجيش الاردنى غير قادر على الدفاع عن الاردن لأسباب مادية وليست روحية أو شعبية، ان روح الشعب فيها حماسة منقطعة النظير، ولكن يحزننى ان الاردن نصف ميزانيته من أمريكا، وهذا يفجعنا، وستظل أمريكا تضع الاردن فى حالة الافتقار والعوز حتى لا يكون قادرا على الانطلاق فى منطلق التحرير.

          امكانات مادية قليلة، وامكانات روحية ضخمة، وأقول كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية وكمواطن عربى فلسطينى، انه اذا لم يفتح الاردن أبوابه للقوات السورية والعراقية والسعودية، فلن يستطيع سد المخيبة ان يصمد أمام اسرائيل، وهذا فى الوقت الذى يتحدث فيه الملك حسين فى عجلون عن حرب مقدسة ضد الاتحاد السوفيتى والصين. هناك شيء الزم وهو ان يسمح الملك للقوات العربية بالدخول الى الاردن لتقف الى جانب القوات الاردنية.

          تحدث الملك حسين عن القومية العربية فقال، نريد قومية عربية فى اطارها الدينى، ولكن مع الأسف نجد ان سلوك الاردن لا يتفق مع القومية العربية ولا مع الاطار الدينى. فاذا كان الدين هو ما يدعو اليه الملك، فالدين يقول المؤمنون اخوة. دع القوات العراقية والسورية والسعودية تدخل لتحمى البلد الذى ينتهك منذ ثمانى عشرة سنة، واذا كان تكتيكا استراتيجيا عسكريا فان رأى القيادة العربية الموحدة، ان تدخل القوات العربية الى الاردن.

          سيدى الرئيس، أريد ان انتقل بعد هذا الى نقطة أخرى،

          تعلمون يا اخوانى ان مؤتمرات القمة العربية الثلاثة فى قراراتها وفى بياناتها قد اعلنت المبادئ الآتية:

أولا: التعايش السلمى.

ثانيا: الحياد الايجابى.

ثالثا: عدم الانحياز.

<29>