إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

رابعا: وهذا هو المهم جدا، تحديد العلاقة مع الدول الاجنبية على ضوء مواقفها من قضية فلسطين.

          وأريد الآن أن أرى الى أى مدى يتفق خطاب الملك مع هذه المبادئ الأربعة، وخاصة الرابع منها.

          يقول الملك فى خطابه:

          "اننا نرفض ان نكون من السذاجة بحيث يستغلنا هذا القبيل أو ذلك أو يجعلنا نعتقد ان الاتحاد السوفييتى أو الصين الشيوعية حليفتانا الوحيدتان الراغبتان مخلصتين احداهما أو كلاهما فى تمكيننا من انهاء قضية فلسطين لصالحنا".

          ثم يتكلم الملك حسين عن الاسلحة السوفييتية التى اغرقت المنطقة والاسلحة السوفييتية هذه موجودة فى جيوش الجمهورية العربية المتحدة وسورية والجزائر والعراق.. والعراق يهيئ نفسه لزيارة لموسكو- وهذا ليس سرا- من أجل الأسلحة السوفييتية، والاسلحة السوفييتية الموجودة فى المنطقة هى التى تحمى شرف الامة العربية، نحن لسنا دعاه للشيوعية أو للشيوعيين، ولكن لنتصور حال هذه الدول العربية الاربع بدون سلاح سوفييتى، أو لو كان تسليحها تحت رحمة الغرب الذى نعرف ما فعله معنا سنة 1948.. الغرب لا يعطينا السلاح الا بشروط، حتى قطع الغيار فى أيام كارثة فلسطين منعوها عنا. فالغرب لا يعطينا السلاح الا بشروط وبشروط ثقيلة على اعناقنا وضمائرنا ومصيرنا. فالأسلحة السوفييتية الموجودة لدى الجيوش العربية تحمى المنطقة كلها، وقد قلت ان الجيش الاردنى غير قادر على حماية الاردن رغم ما نعرف من بسالته، ولكن لم تفكر اسرائيل فى الاعتداء على الاردن لانها تحسب حساب جيش الجمهورية العربية المتحدة وحساب الجيش السورى والجيش العراقى، وأيضا حساب الجيوش العربية الاخرى، وانى أقدر تماما كل التقدير ان السلاح فى السعودية وفى ليبيا وفى المغرب.. كل هذا بالنتيجة مصيره للقضية الفلسطينية.

          ولكن كيف يجوز لملك مسئول وقع على قرارات مؤتمرات القمة ان يقول ان الاسلحة السوفييتية اغرقت المنطقة؟ هذا كلام أميركا تماما، وهذا كلام اسرائيل تماما، هذه شكوى الولايات المتحدة منذ تلقى الرئيس عبد الناصر سلاحا من الاتحاد السوفييتى وكسر احتكار السلاح. ان اميركا تقول ان الأسلحة السوفييتية أغرقت المنطقة. ومثل هذا القول لا يجوز ان يصدر عن ملك اشترك فى مؤتمرات القمة، والهجوم على الاتحاد السوفييتى لا يجوز والهجوم على الصين لا يجوز. قد تكون لدى الملك حسين ظروف لا يستطيع معها ان يمدح الصين أو الاتحاد السوفييتى، ونحن لا نفرض عليه ان يمدحهم ولكن لا يجوز للملك حسين ان يهاجم السوفييت أو الصين.. ولماذا؟ الاتحاد السوفييتى منذ سنة 1952 الى الان لم يقف ضد الامة العربية. لقد كان موقف الاتحاد السوفييتى فى حرب السويس من العوامل الاساسية لانتصار القومية العربية. ان اميركا ليست مستعدة لان تعطى الدول العربية السلاح الذى تريده، ومع هذا فان اميركا لا يقف شرها الى هذا الحد انها تبرر صفقة السلاح الاميريكية الاخيرة التى ارسلتها الى اسرائيل بانها ارادت ان تقيم توازنا بالنسبة للسلاح السوفييتى الذى اغرق المنطقة، وهذا يعنى ان الملك حسين يقبل المنطق الامريكى فى تبرير ارسال صفقة السلاح الاخيرة لاسرائيل والتى تحوى طائرات

<30>