إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

قضية فلسطين، فالعالم العربى لم تعد لديه الآن قضية كبرى الا قضية فلسطين.. لقد كانت لديه قضية الجزائر ولكنها انتهت والحمد لله.

          حقيقة ان هناك بعض القضايا العربية، مع تقديرى للمجاهدين فى عدن وفى عمان، وسائر المناطق العربية الأخرى، ولكننا نعتبرها قضايا فرعية بالنسبة للقضية الفلسطينية، لأنها قضية مصير بالنسبة للأمة العربية وللشعب الفلسطينى الذى أكلته الكارثة وضربته الكارثة، ولكن الكارثة تنذر العالم العربى بكل حضارته وامكاناته واستقلاله، والاقتصاد الذى ينشئه.. كل هذا مهدد بالزوال بسبب قيام اسرائيل ووجود الصهيونية كحركة عدوانية يساندها الاستعمار، ولذلك نحن الآن فى موقف خطير لا بد أن يعالج ولكى يعالج لا بد أن تسلك الامة العربية النهج الصحيح لتصحيح المواقف.. للخروج من هذه الدوامة التى تعيشها الآن الأمة العربية بسبب القضية الفلسطينية وبسبب ان التضامن العربى يترنح، ولا فائدة من أن نقول ان التضامن العربى قائم بالخطب وانه موجود، واننا نريد مؤتمرات القمة.

          هناك كلام كثير الآن حول مؤتمر القمة فى العالم العربى، وتلح بعض الدول العربية على عقد هذه المؤتمرات وتبذل مساعيها لعقدها.. وهناك دول أخرى لا ترى فائدة من مؤتمر القمة، لأن تجربة السنين الثلاث الماضية دلت على ان هذا المؤتمر لا يسير فى الطريق الصحيح، ولا يؤدى النتائج المرجوة، لهذا فنحن أمام موقف حاسم يجب أن نتخذ له العدة الكاملة حتى لا تتعطل القضية الفلسطينية بسبب هذا التصدع القائم بالنسبة الى مؤتمر القمة العربى.. نريد من مؤتمر القمة ان يكون على مستوى الجد فما أريد له أن يكون مجرد اجتماع للملوك والرؤساء يصورون فى الصحف والتليفزيون وانتهى الأمر.. لا.. القمة الحقيقية ليست فى مستوى من يحضرون، ولكن القمة الحقيقية فى مستوى التنفيذ الجدى بالنسبة للقضايا العربية عامة والقضية الفلسطينية.

          والآن انتقل من التعميم الى التخصيص، واتحدث عما بين منظمة التحرير الفلسطينية والاردن، ويؤسفنى جدا أن يقع هذا الخلاف بين المنظمة والاردن، لأن هذا الخلاف ينعكس بالنتيجة على العمل لتحرير فلسطين ونحن نتعامل مع الدول العربية كلها ومع الاجهزة الموجودة بها تعامل الاشقاء فسوريا- وهى أقرب الى فلسطين جغرافيا - نتعامل معها كدولة عربية شقيقة.. وعلى هذا الأساس أيضا نتعامل مع العراق والجزائر والسعودية والجمهورية العربية المتحدة، وأية دولة عربية ممثلة فى هذا الاجتماع. ولكن الوضع يختلف بالنسبة للأردن لأننا نحن هناك فى وطننا، ولسنا مع دولة شقيقة.. نحن هناك فى وطننا.. هناك الشعب الفلسطينى والوطن الفلسطينى.. وهناك منطلق التحرير.. لذلك ان النظرة الى العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية والاردن، يجب أن تختلف طبيعيا ومصيريا وقوميا وتاريخيا عن علاقتنا مع السودان، مثلا، ولذلك فان حرية عمل المنظمة بالأردن يجب أن تكون حرية كاملة غير مشروطة، خالية من القيود وخالية من التحفظات.

          ان منظمة التحرير الفلسطينية ليس لها الا هدف واحد، وهو تعبئة طاقات الشعب الفلسطينى ليكون طليعة للكفاح من أجل تحرير فلسطين.

          ان مؤتمرات القمة الثلاثة فى القاهرة والاسكندرية والدار البيضاء عندما قررت

<5>