إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

اعتراف ضمنى أو صريح أن الأردن يتلقى الأسلحة للتوازن مع الدول العربية، ونحن لا نرضى له هذا الوضع أبدا.

          ان السلاح الذى يأخذه من أمريكا نعتبره سلاحا عربيا للجيش الاردنى العربى، فالجيش الاردنى عربى بضباطه وجنوده، وكذلك الحال بالنسبة للسلاح السوفييتى الموجود فى الجمهورية العربية المتحدة، أو العراق أو سوريا.

          ان الملك حسين فى خطابه فى عجلون تناول الدنيا بأسرها، وأنا لا أدرى كيف اندفع جلالته فى أن يتخذ من المجال العالمى مجالا لخطب فى مناسبة تخريج المعلمين والمعلمات، كان يجب أن يقول كلمة تهنئه لهم وكلمة تقدير، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

          أرجو أن أقرا عليكم هذه الفقرة من كلام الملك حسين فى هذا الموضوع وكأنه لا يخطب من عجلون انما من قاعدة صاروخية من السماء مهيمنا على العالم ومتصرفا فى أقداره.

يقول جلالته ما يأتى:

          "ونؤمن أن الايديولوجية الماركسية تستهدف التسلل الى بلادنا عن طريق النزوات العاطفية والدعاوى العاطلة من كل قيمة صحيحة.. وهى أيديولوجية تتعارض مع معتقداتنا وموروثاتنا ومقوماتنا الروحية فوق أن الاحزاب العميلة لها فى المنطقة تدعو بصراحة ووقاحة، الى الصلح مع اسرائيل، على أساس طمس قوميتنا والغاء ديننا والاستعاضة عنها بشعار الاخوة الشيوعية.. لقد كانت هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة بحكم موقعها، هدفا تطمع روسيا القيصيرية بالاستيلاء عليها وبقيت هدفا الشيوعة بشقيها السوفييتى والصينى لما فيها من مصادر بترولية اذا أمسكت بها أمسكت بخناق القوى التى تقابلها. ولكونها منطقة تشقها خطوط مواصلات ذات أهمية استراتيجية كبرى الى أنحاء العالم المختلفة، ولكونها تشكل جسرا لو تمكنت الشيوعية من أن تعبره فانها عندئذ تكون قد وصلت واتصلت بأفريقيا وتكون عندئذ قد خطت خطوة هائلة نحو بلشفة العالم والسيطرة عليه".

          مالنا وهذا الكلام، وما شأنه بالخطر الذى يهدد العالم وبلشفة العالم. نحن امامنا مشاكلنا، ونحن غير قادرين على أن ننهض بها. قرانا الأمامية غير قادرين على الدفاع عنها، حتى نتكلم عن العالم وبلشفته. ان هذا كلام أمريكا، فلو ترجم خطاب الملك حسين الى اللغة الانجليزية يمكن أن نعتبره أنه صادر من وزير الخارجية الأمريكية، ما مصلحتنا فى هذا الكلام؟ ما دام لا يوجد خطر على قوميتنا ولا على وطننا، ان الخطر علينا ومعركتنا مع اسرائيل والصهيونية والاستعمار الغربى.

          أليس من الأجدر أن يتكلم عن البترول العربى الذى يستغله الغرب، هل نحن فى حالة أنصاف بترولى؟ نحن نشكو دائما ويحاول ملوكنا ورؤساؤنا، أن يحسنوا الأوضاع وهل نتكلم عن خطر أن يقع البترول تحت سيطرة الشيوعية، والدول الغربية لا تزال تنهب ثرواتنا.

          انه أولى بجلالة الملك أن يوجه خطبته الى أمريكا وانجلترا وغيرهما من الدول الغربية التى تأخذ نصيب الأسد من البترول العربى، كان هذا أولى بجلالة الملك.

<11>