إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

          اذا أذنتم لى أن أرجع الى خطاب جلالة الملك حسين حيث يقول فى صدره:

          "نحن نؤمن قبل كل شيء أننا عرب وأن فكرة القومية العربيه لا تكون ذات جدوى ومدلول الا حين تكون فى اطارها الدينى، فالاسلام والقومية العربية كالصورة والمحتوى صنوان متلازمان مترابطان لا ينفصمان، وكل انحراف عن هذا المفهوم هو باطل يراد به حق، ودعوة مدسوسة يراد بها تقويض دعائم عقيدتنا وتخريب أسس قوميتنا، وتغليف قدسية الفكرة بشعارات الجدلية المادية والمذهب الماركسى. ولقد أثبتت التجارب العالمية ومنها تجربتنا الخاصة فى هذا البلد أن مبادئ الديمقراطية والحرية تتفق مع مبادئ ديننا الحنيف، وهو دين الانسان الحق فى هذا الوجود وفى كل زمان ومكان مثلما هو دين التطور والتقدم ولهذا فهى أقوم النظم لتوطيد الأمن والاستقرار واشاعة الخير وتحقيق الازدهار وتعميم العدالة الاجتماعية، وبناء المجتمع على أسس روحية أخلاقية تحترم الفرد وتقدس الحرية وتحمى الملكية وتشجع المبادهة الخاصة والمساواة فى الفرص والحد من الجشع والاستغلال والفروق الطبقية ويكون الفرد فيها لبنة صالحة فى بناء سليم لا آلة صماء فى مجتمع بوليسى رهيب ولذا أيضا فنحن ننتمى الى أسرة الأحرار فى هذا العالم ولا ننتمى لسواها".

          طبيعى أن هذا الكلام فى مجموعة موجة الى عدد من الدول العربية يتهمها بالالحاد والماركسية، تم ينتهى منه الى أنه يعنى أن الدول العربية فيها مجتمع بوليسى رهيب، والاردن ليس فيه مجتمع بوليسى رهيب وأنا لا أريد أن أتحدث فى هذا، ولكن كل يوم هناك اعتقال فى الاردن، ونحن ننتظر كلمة القضاء. ان اتحاد المحامين العرب قرر ارسال وفد للدفاع عن المعتقلين. فارجو السلطات الأردنية أن تسمح للمحامين العرب أن يدافعوا عن المعتقلين تحقيقا لمبادئ العدالة.

          اننى لا أتحدث عن مجتمع بوليسى فى الاردن، ولكنى أرى أن فى خطاب الملك تهمة موجهة الى دول عربية أن بها مجتمعا بوليسيا، وفى هذا خرق للتضامن العربى وهذه تهمة بالنسبة للدول الاشتراكية وغير الاشتراكية في الوطن العربى.

          ليس من وظيفتى أن أدافع عن الدول العربية، فكل دولة تدافع عن نفسها ولديها من يستطيع أن يدافع عنها، ولكن هذا الخطر الكبير الذى يدخله علينا الملك حسين وعلى مؤتمر القمة وعلى سياستنا العربية حينما يقول:" نحن ننتمى الى أسرة الأحرار فى هذا العالم ولا ننتمى لسواها". بهذا الكلام الملك قد اختار لنفسه أن يضع نفسه فى معسكر الغرب، ومعنى هذا أنه خرج من الأسرة العربية ومؤتمرات القمة، وكان يجب أن يقول أننى من أسرة القمة العربية، ولكنه يقول من عجلون انه ينتمى الى أسرة الأحرار ولا ينتمى لسواها، أليست الأسرة العربية أسرة أحرار؟ هذا سؤال أطرحه. ان هذا الجزء من الخطاب غير موفق اطلاقا وليس فى مصلحة قضية فلسطين، ولا فى مصلحة مؤتمرات القمة العربية التى ينادى الملك بسندها والتحدث عنها باستمرار. ان هذه العبارة الخطيرة انبهكم اليها لانها ليست فقط خروجا على التضامن العربى عند ما يقول الملك حسين اننى انتمى الى أسرة الاحرار، بل معناها. انه ضرب التضامن العربى، وهو يسب الملوك والرؤساء. لقد ذكرت فى صدر حديثى أن التضامن العربى ليس امتناعا عن السب بل هو الوحدة الحقيقة فى العمل العربى، فعندما يقول أنه ينتمى الى أسرة الأحرار فمعناه انه ضرب التضامن العربى فى صميمه. ومعناه أيضا ان بقية الدول العربية معسكرات، فهو يسير مع معسكر الغرب وهو

<12>