إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

مقربة من وطننا، وأنا أقول انه دون أن تنهار دولة اسلامية، من قال ان الاتحاد السوفييتى بعيد، انه فى أقل من بضع ساعات تصبح ساحة الوطن العربى تحت سيطرة الأسلحة الذرية وغير الذرية للاتحاد السوفييتى. وحتى من غير أن تنهار ايران فان الاتحاد السوفييتى أقرب بكثير من الولايات المتحدة.

          ثم يذهب بعد ذلك الملك حسين فى خطابه الى ما يأتى: -

          "وما التلاقى الاسلامى الا جزء من حملة روحية تسود العالم اليوم وكل مؤمن بالله مدعو الى الانضواء تحت رايتها والمساهمة فى حرب مقدسة مفروضة عليه".

          نحن قرأنا تصريحات لعدد من الملوك والرؤساء عن الحلف الاسلامى وهى محل دراسة المنظمة، ولم نبد رأينا بعد فيها، وقد امتنعنا عن ذلك لسببين:

السبب الأول:

          خشية من هذه العقدة التى نشكو منها، والتى شرحتها لكم.

السبب الثانى:

          اننا نريد أن نصدر عن روية كاملة ونحن لا نزال ندرس التصريحات التى صدرت من الملوك والرؤساء. ولكن الملك حسين كشف الحلف الاسلامى على حقيقته. ولا أدرى هل القائمون من المسلمين ومن العرب على الحلف الاسلامى يتفقون معه على هذا المفهوم، أو أنه خاص بالملك حسين لأنه قيل فى صدد الحلف الاسلامى أشياء كثيرة، قيل انه تضامن أو تعاون اسلامى، وقيل انه تعاون ثقافى روحى ليست له أهداف سياسية أو عسكرية ونفيت عنه تهم كثيرة.. أننى أتساءل: هل الحلف الاسلامى، هو هذا الذى يريده الملك حسين؟

          ثم يقول الملك حسين:

          "وما التلاقى الاسلامى الا جزء من حملة روحية تسود العالم اليوم" وترمى الى مقابلة لا أخلاقية الالحاد.. ولا أخلاقية الظلم والاستبداد. وكل مؤمن بالله مدعو الى الانضواء تحت رايتها والمساهمة فى حرب مقدسة مفروضة عليه تعيد الى البشر اطمئنانهم الروحى وسمتهم الخلقى فى نطاق عدم مخالفة الله "وشرف الضمير".

          "وما التلاقى الاسلامى الا جزء من حملة روحية تسود العالم اليوم وترمى الى مقابلة لا أخلافية الالحاد.. ولا اخلاقية الظلم والاستبداد. وكل مؤمن- بالله مدعو الى الانضواء تحت رايتها والمساهمة فى حرب مقدسة مفروضة عليه تعيد الى البشر اطمئنانهم الروحى وسمتهم الخلقى فى نطاق عدم مخالفة الله وشرف الضمير".

          هذا هو الحلف الاسلامى، فاذا كان هذا هو الحلف فمنظمة التحرير تقف فى وجهه لأن مؤتمرات القمة العربية استبعدت سياسة الأحلاف، سواء كانت اسلامية أو غير اسلامية، أى استبعدت الأحلاف كلية وقررت عدم الانضمام الى الأحلاف. ومعنى هذا أن الملك حسين يخرج على قرارات مؤتمر القمة ويدعو الى انشاء حلف، ويدعو الى ضم المؤمنين بالله فى الدول العربية والعالم الاسلامى.

          والواقع اذا كان يجوز دعوة للمؤمنين بالله الى حلف فيجب أن يكون هذا الحلف ضد المعسكر الغربى الذى أنزل النكبة الكبرى بالأمة العربية، فيما يتعلق بقضية فلسطين.

<4>