إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) خطاب السيد فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 504 - 507 "

اماكن تشردهم، وعيزر وايزمن الذي يتبجح بقدرته على الحاق هزيمة عسكرية في جميع الجيوش العربية تقعدها لمدة عشر سنوات، واريئيل شارون الذي يعد العدة لاقامة المزيد من المستوطنات الصهيونية فوق أراضينا المحتلة بهدف استيعاب مليوني يهودي جديد.

          سيدي الرئيس،

          السادة الأعضاء،

          تلك كانت هي الأسباب التي دفعتنا الى ادانة الزيارة ورفض مبرراتها. أما وقد تمت الزيارة وسط هذه الضجة الإعلامية الكبرى التي احدثتها الأوساط الصهيونية والامبريالية، في محاولة لاظهارها كخطوة جبارة وواقعية على طريق تحقيق السلام، فلابد لنا من مناقشة نتائجها لنرى اذا كانت بالفعل كذلك، ام ان العكس هو الصحيح، فماذا نجد:

          1 - لقد استفحل الانقسام العربي الذي سببته تلك الزيارة وقد يتطور ذلك الى محورة الوطن العربي بأسره، وقسمته الى فريقين متنازعين. ولا يظن احد منا ان من شأن هذا الوضع الخطير المساهمة بدعم مسيرة السلام، بل على العكس تماما، فان مثل هذا الوضع يهدد بالانفجار من جديد، خصوصا وانه نتيجة لتلك الزيارة اتسعت دائرة التطرف على حساب الاعتدال والتعقل والحكمة التي كانت تسود الأجواء قبل الزيارة. ولا يستطيع احد ان يتكهن بما ينجم عن هذا التطرف من نتائج:

          2 - لقد اعفت زيارة الرئيس المصري لإسرائيل الولايات المتحدة من مسؤولياتها عن ممارسة الضغوط المطلوبة على إسرائيل، بهدف ردها عن مواقف التسلط والتعنت والتحدي التي لاتزال تقفها بالنسبة لأهم عنصرين من عناصر التسوية، وهما: الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة، وضمان الحقوق الثابتة لشعب فلسطين.

          3 - ونتيجة لهذه الزيارة بدأت تلوح في الأفق احتمالات حلول ثنائية، وهذا ما كانت تسعى اليه إسرائيل دوما بقصد تفتيت الموقف العربي، والحيلولة دون الوصول الى حل شامل ونهائي يضع حدا لاستراتيجيتها التوسعية المعروفة، وشعاراتها الاستيطانية الثابتة، وبديهي ان من شأن مثل هذه الحلول الثنائية ابقاء التوتر على ما هو عليه في منطقتنا، واستمرار التهديد لقضية السلام؛

          4 - ان الدعوة التي وجهتها حكومة مصر الى الأطراف المعنية بالصراع لعقد اجتماع تحضيري يمهد لمؤتمر جنيف، والتي رفضتها سورية ومنظمة التحرير الفلسطينية، تكشف بوضوح عقم هذا الطريق في دفع عجلة السلام الى الامام، سيما وان إسرائيل، وعلى لسان رئيس حكومتها ووزير خارجيتها، قد أعلنت بوضوح رفضها للتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية، رغم علمها المسبق برفض المنظمة لحضور هذا المؤتمر. ولقد عبر شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة عن ارادته وتمسكه [بالمنظمة]، وذلك من خلال المذكرات والعرائض التي أرسلت الى السيد الأمين العام للأمم المتحددة والتي تؤكد

<5>