(تابع) نص الرسالة التي وجهها طارق عزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي، إلى مجلس الأمن الدولي، حول
الموقف العراقي من استمرار الحصار المفروض على العراق.
المصدر: يوميات ووثائق الوحدة العربية 1994، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1995، ص 373 - 376.

         ثانياً:

         إن مسألة استمرار الحصار على العراق لا يجوز أن تصبح لعبة دبلوماسية أو سياسية.. إن الحصار يؤدي إلى موت المواطنين العراقيين وإلى حرمان شعب بأكمله من شروط الحياة الطبيعية.. إن تقارير وكالات الأمم المتحدة تؤكد النتائج المأساوية لهذا الحصار الجائر الذي فرض لمدة أربع سنوات.

         إن التحذير 237 الصادر في تموز 1993 عن البعثة المشتركة لمنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي وتقرير بعثة منظمة الأغذية والزراعة الذي صدر في تشرين الثاني 1993 عن تقويم الحالة الغذائية في العراق يصف هذه الحالة بكل وضوح. كما أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد وفيات الأطفال قد ارتفع من عام 1989 إلى عام 1993 سبع مرات للأطفال دون خمس سنوات وأربع مرات للأعمار التي تزيد على ذلك كما أن الحصار الشامل المستمر منذ أربع سنوات قد ألحق أضراراً جسيمة بمستوى الخدمات العامة والتعليم والصحة العامة والنقل والزراعة والصناعة المدنية وأوضاع البيئة. وكل ميادين الحياة الأخرى، لذلك فإن تعامل شعب العراق وقيادته مع موضوع الحصار لا يمكن أن يكون بالتساهل مع المدة والتوقيتات التي يعدها بعض الأفراد أو الدول لعبة سياسية لأنها بالنسبة للعراق مسألة حياة أو موت.

         ثالثاً:

         إن العراق.. وبعد هذه التجربة الواضحة ليس مطمئناً إلى أن المجلس وبسبب ضغط دول معينة سيفي بالتزاماته بعد أن أوفى العراق بالالتزامات التي طلبت منه بموجب القرار 687 القسم (ج).

         وإن عدم الاطمئنان هذا ينعكس على تقويم العراق لموقف المجلس إزاء هذا الموضوع والمواضيع الأخرى الواردة في قرارات المجلس الأخرى ذات الصلة. إن العراق يطالب المجلس بأن يطبق وعلى الفور وبدون أية

<4>