إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) التقرير السادس للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تنفيذ الوكالة لخطة الرصد
والتحقق المستمرين لامتثال العراق 10 أكتوبر 1994
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 707 - 715"

من المواقع وتأكيد استخدام المعدات المشمولة بالإعلانات في الأغراض غير المحظورة وفقا للمرفق الثالث من الخطة. كما أنجزت أنشطة المتابعة من عمليات التفتيش السابقة، بما في ذلك نقل عناصر البريليوم المُشعع من مخزن المفاعلIRT إلى الموقع جيم وتوصيف الكميات المختلفة من اليورانيوم.

     16 -   واضطلع ببعثة التفتيش 26 التابعة للوكالة في العراق في الفترة من 22 آب/ أغسطس إلى 7 أيلول/ سبتمبر 1994.

وكان أحد الأهداف الرئيسية لعملية التفتيش هذه هو استقصاء الأنشطة التي اضطلع بها العراق فيما سبق في مجال فصل النظائر بالليزر، على سبيل متابعة المعلومات الواردة في أيار/ مايو 1994 من الدول الأعضاء التي أوضحت أن العراق قد استثمر موارد كبيرة في هذا المجال. وكان موضوع الأنشطة المتصلة باستخدام الليزر في فصل النظائر قد طُرق أول مرة خلال بعثة التفتيش السابعة التابعة للوكالة، المضطلع بها في تشرين الأول/ أكتوبر 1991. وفي ذلك الوقت، تلقت الوكالة بيانين مكتوبين من أحد كبار المسؤولين العراقيين ينفي فيهما وجود أي أنشطة من هذا القبيل في العراق، ومن ثم، وجود أي عالم أو مهندس شارك في تلك الأنشطة.

     17 -   ونتج عن التحقيق الذي اضطلع به الفريق 26 للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي ضم خمسة من الخبراء في تكنولوجيا فصل النظائر بالليزر، أن أصدر الجانب العراقي بيانا جاء فيه أن شعبة الليزر بقسم الفيزياء في التويثة "قد حصلت، في عام 1981، على هدف من لجنة الطاقة الذرية للعمل في فصل النظائر بالليزر... وبدأنا في خطين؛ أحدهما يعنى بالجانب الجزيئي والآخر يعنى بالجانب الذري". وأبلغ المفتشون بأنه عند تقييم إنجازات شعبة الليزر في عام 1987، تقرر تخفيض مستوى المشروع ليصبح "وحدة مراقبة صغيرة" ونقل عدد من الموظفين الرئيسيين إلى أنشطة أخرى.

     18 -   وبذلك كانت هناك حقا في العراق، على النحو الذي أقر به العراق في نهاية المطاف، مهمة محددة لاستكشاف إمكانية فصل النظائر بالليزر كوسيلة لإنتاج اليورانيوم المثرى. ويبدو أن المهمة كانت تتسم بضعف التركيز؛ فالإنجازات المحدودة المعلنة تتفق مع المتاح من المعدات والموارد من الموظفين والخبرة الفنية، ومع التحليل الذي أجري للوثائق العراقية المصادرة. ووافق فريق خبراء فصل النظائر بالليزر بالإجماع على أن المعلومات التي جمعت تتفق مع ما يتمخض عن نهج غير محكم التنسيق وتجريبي إلى حد كبير، لا مع ما يدل على تحقيق تقدم كبير فيما يعتبر تكنولوجيا شديدة التعقد. ويرى هؤلاء الخبراء أنه لم يعثر على شيء يتعارض مع ما ذكره الجانب العراقي من أنه لم يتحقق على أيديهم قط أي فصل للنظائر من اليورانيوم سواء في الشكل الفلزي أو الشكل الجزيئي. وهناك استقصاء لموردي معدات الليزر أجرته الوكالة في نفس الوقت، يؤيد، حتى الآن، النتيجة القائلة بأن العراق لم يتمكن من شراء القطع الحاسمة من المعدات، وعلى الأخص أجهزة الليزر العاملة ببخار النحاس، من هؤلاء الموردين.

     19 -   وأثناء بعثة التفتيش 26 التابعة للوكالة، قام فريق الوكالة أيضا بالتفتيش على الأنشطة التي يضطلع بها العراق حاليا وعلى استخدام عدد الآلات والمواد غير النووية والمعدات الأخرى في 15 مرفقا ومنشأة وموقعا.

رابعا -   تقييم النتائج التي تحققت في 26 بعثة للتفتيش

     20 -   عند إنجاز بعثة التفتيش 26 التابعة للوكالة كان قد تم قضاء أكثر من 500 2 يوم عمل مفتش في العراق وذلك منذ بدء أنشطة التفتيش في أيار/ مايو 1991. وتضمن ذلك وزع عدة مئات من المفتشين وموظفي الدعم من 35 جنسية. واشتمل هذا التفتيش على 634 زيارة إلى 151 موقعا ومنشأة ومرفقا مختلفا. وترد في التذييل باء تقارير بعثات التفتيش التي عممت حتى الآن بوصفها من وثائق مجلس الأمن.

ألف -   تحديد البرنامج النووي العراقي السري

     21 -   تم، إلى حد كبير، إنجاز أول مهمة أسندت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب القرار 687 (1991)، وهي تحديد العناصر المختلفة للبرنامج النووي العراقي السري، بحلول نهاية أيلول/ سبتمبر 1991، أي بعد ستة أشهر من اتخاذ قرار مجلس الأمن 687. وقد استتبع رسم خريطة هذا البرنامج عدد من الصعوبات، منها المواجهات المثيرة التي كانت تحدث أحيانا بين السلطات العراقية وأفرقة التفتيش للوكالة. وخلال هذه المرحلة من عملية التفتيش، استخدمت الحكومة العراقية استراتيجية العرقلة والتعطيل في جهودها الرامية إلى إخفاء الطبيعة الحقيقية لمشاريعها النووية، في الوقت الذي كانت تبدي فيه، من ناحية أخرى، قدرا من التعاون في بعض المجالات الأقل حساسية.

     22 -   ويبدو أن البرنامج النووي العراقي السري قد بدأ في عام 1981، بالإسم الشفري "مشروع البتروكيمياء 3" أو (1). وكان هذا المشروع يقوم على نهج متنوع وممول تمويلا جيدا إزاء استحداث تقنيات متعددة لإنتاج اليورانيوم العالي الإثراء. وفي مرحلة لاحقة، أضيف إلى مشروع البتروكيمياء 3 برنامج لاستقصاء جميع العناصر العملية لتصميم وبناء سلاح نووي. وأثناء سير مشروع البتروكيمياء 3، جرى استكشاف عدة تقنيات لإنتاج اليورانيوم العالي الإثراء، ومنها الانتشار الغازي والفصل الكهرومغنطيسي والفصل بالطرد المركزي. وأجريت أيضا تجارب أولية في مجال فصل النظائر بالليزر، ثم بدأ بعد ذلك، قرب نهاية عام 1987، بحث على نطاق مختبري بشأن طريقة خامسة لإثراء اليورانيوم، على أساس الإثراء الكيميائي عن طريق التبادل الأيوني والاستخلاص فيما بين السوائل.


        (1) أثناء بعثة التفتيش 6 التابعة للوكالة، صادر مفتشو الوكالة في العراق 348 2 وثيقة يبلغ مجموع عدد صفحاتها 922 54. وتتراوح تواريخ هذه الوثائق بين عامي 1979 و 1991. وكانت جميع وثائق مشروع البتروكيمياء 3 المستولى عليها تحمل خاتم "سري للغاية"، وأقدمها يرجع تاريخه إلى 23 كانون الأول/ ديسمبر 1981.
<3>