إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) التقرير الثامن للأمين العام عن حالة تنفيذ خطة الرصد والتحقق المستمرين
لامتثال العراق - 11 أكتوبر 1995

"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 798- 822"

الذي قدمه العراق في 1 تموز/ يوليه ومشروع الإقرار الذي عرضه في تموز/ يوليه، وتجاهل اقتراحات اللجنة. وبسبب الاعتراف بأن برنامج العراق كان ذا صبغة هجومية، اعتبر الإقرار تحولا رئيسيا من حالة الجمود التي كانت موجودة بين اللجنة والعراق. وبدأت اللجنة جهود التحقق، بما في ذلك قيام اللجنة والخبراء الزائرين بتحليل مختلف أجزاء إقرار العراق؛ وإجراء استقصاءات لدى الدول بشأن المعلومات المتعلقة بالموردين؛ وإجراء تقييم تفصيلي للإفصاح التام والكامل والنهائي الجديد وربطه بالمعلومات المتاحة للجنة.

          75 -   وفي 17 آب/ أغسطس 1995، وبعد الأحداث التي ورد وصفها في الفقرة 14 أعلاه، أبلغ العراق الرئيس التنفيذي بألا يعتبر الإفصاح التام والكامل والنهائي المؤرخ 4 آب/ أغسطس إقرارا صحيحا. وقدم العراق عندئذ إلى الرئيس بيانا مختلفا اختلافا هائلا لبرنامج الحرب البيولوجية العراقي السابق تضمن استخدام العوامل في إنتاج الأسلحة، وعوامل إضافية، ومواقع إضافية مشتركة في البرنامج. وتعهد العراق بأن يقدم إلى اللجنة إفصاحا تاما وكاملا ونهائيا جديدا. وخلال هذه الزيارة، تم الحصول على بعض الوثائق المتصلة ببرنامج الأسلحة البيولوجية المحظورة. وفي 22 آب/ أغسطس 1995، قام فريق من الخبراء البيولوجيين (الفريق 125 للجنة الخاصة/ الفريق 27 للأسلحة البيولوجية) بزيارة بغداد لجمع معلومات وإيضاحات تفصيلية بشأن المعلومات التي أفصح عنها والتي قدمت خلال زيارة الرئيس. وفيما يلي موجز لأحدث هذه المعلومات المتعلقة ببرنامج الأسلحة البيولوجية العراقي. وينبغي التشديد على أنه يستند على وجه الحصر إلى الإعلانات التي قدمها العراق منذ منتصف آب/ أغسطس والتي ما زالت تخضع للتحقق. ولذلك فإن اللجنة لا يمكنها في الوقت الحالي إعطاء أي تأكيدات فيما يتعلق بصحة تلك المعلومات ومدى شمولها:
          (أ)   ذكر العراق أن الحكومة اعتمدت في عام 1974 سياسة لحيازة أسلحة بيولوجية. وفي عام 1975، أنشئ برنامج للبحث والتطوير في مجال الأسلحة البيولوجية في إطار معهد الحسن بن الهيثم في موقع يوجد في السلمان. وكانت إدارة العمل سيئة. ولهذا السبب، بالإضافة إلى نقص المرافق والمعدات الملائمة، ذكر أن المعهد لم يحقق الكثير وأغلق في عام 1978؛
          (ب)   وادعى بأن فشل معهد الحسن كان نكسة خطيرة للبرنامج وادعى بأن السنوات التالية كانت خالية من أي نشاط يتصل بالأسلحة البيولوجية. وفي أوائل فترة الحرب الإيرانية - العراقية (ربما في عام 1982 أو 1983)، كتب عالم عراقي بارز في مجال الميكروبيولوجيا تقريرا يعرب فيه عن قلقه إزاء التطورات العلمية المتصلة بعوامل الحرب البيولوجية ويقترح فيه أن تبدأ في العراق بحوث في هذا الموضوع. وما زال من غير المتيقن ما إذا كان هذا التقرير قد جرت متابعته، إلا أن منشأة المثنى العامة، وهي المرفق الرئيسي في العراق للبحث والتطوير في مجال الأسلحة الكيميائية وإنتاجها واستخدامها في الأسلحة، أوصت في عام 1985 بالبدء في برنامج للأسلحة البيولوجية. وفي أيار/ مايو أو حزيران/ يونيه 1985، التمست منشأة المثنى تأييد وزارة الدفاع لهذا البرنامج وحصلت على ذلك التأييد. وكان من المتوقع أن توجه البحوث في مجال الأسلحة البيولوجية نحو الإنتاج ومن ثم، قامت منشأة المثنى بشراء وحدة تجريبية في شكل جهاز تخمير سعته 150 لترا، وذلك بالإضافة إلى معدات على نطاق المختبرات. وطوال عام 1985، قامت منشأة المثنى بتعيين الموظفين وبحلول نهاية العام، كان هناك 10 موظفين يعملون في بحوث الأسلحة البيولوجية؛
          (ج)   وذكر أن العمل في منشأة المثنى كان يركز في البداية على دراسة الأبحاث المنشورة في الموضوع لغاية نيسان/ أبريل 1986، عندما تلقى سلالات بكتيرية من الخارج. وعندئذ ركزت البحوث على تحديد خصائص
Bacillus anthracis الجمرة الخبيثة) و Clostridium botulinum (تكسين البوتولينوم) وذلك لتحديد القدرة الإمراضية، وظروف النمو والتجرثم، وبارامترات تخزينهما. (الجمرة الخبيثة هي مرض بكتيري حاد يصيب الحيوان والإنسان عن طريق ابتلاع أو استنشاق الجراثيم البكتيرية أو عن طرق القروح الجلدية. وهو يسبب إصابة تؤدي إلى الوفاة في غضون أيام إلى أسابيع بعد التعرض. ويسبب تكسين البوتولينوم شللا عضليا حادا يؤدي إلى الوفاة في الحيوان أو الإنسان). وكما يدعى العراق، لم يتم أي إنتاج لهذين العاملين ولم تستخدم أجهزة التخمير المستوردة في المثنى. ومع ذلك، فإن المثنى كان لا يزال يتطلع إلى إنتاج عوامل الحرب البيولوجية وكتب تقريرا إلى وزارة الدفاع يوصي فيه بأن يأخذ المثنى وحدة إنتاج البروتينات الوحيدة الخلية في التاجي لإنتاج تكسين البوتولينوم. ووافقت وزارة الدفاع على ذلك ولكن في أوائل عام 1987، وقبل أن يتسنى تنفيذ الخطة، جمد الاقتراح مؤقتا لفترة وجيزة لأسباب إدارية؛
          (د)   وفي أيار/ مايو 1987، نقل برنامج الأسلحة البيولوجية من المثنى إلى السلمان. وقيل إن السبب وراء هذا أن العمل البيولوجي كان يتدخل مع برنامج الأسلحة الكيميائية (المفترض بأنه أعلى أولوية) في المثنى. وفي السلمان، كان فريق الأسلحة البيولوجية يتبع إداريا قسم بحوث الطب الشرعي التابع لمركز البحوث التقنية التابع لهيئة التصنيع العسكري. وبعد بداية بطيئة، ظهر أن برنامج الأسلحة البيولوجية ازدهر في السلمان. ونقلت من المثنى معدات تشمل أجهزة التخمير، وتم شراء معدات جديدة، وانضم إلى فريق الأسلحة البيولوجية موظفون جدد لتصل قوة العمل إلى نحو 18 شخصا. وتحولت البحوث في السلمان إلى مسائل تتصل بدرجة أكبر باستعمال العوامل كأسلحة بيولوجية. ودرست الآثار على الحيوانات الكبيرة، بما في ذلك الأغنام والحمير والقردة والكلاب، وذلك في المختبر وفي غرفة الاستنشاق، وكذلك في الميدان. وأجريت تجارب ميدانية أولية على الأسلحة في أوائل عام 1988. وبدأت دراسات توسيع نطاق الإنتاج على تكسين البوتولينوم والجمرة الخبيثة؛
          (هـ)   وتم إحياء الاقتراح السابق المتعلق بحيازة موقع لإنتاج الأسلحة البيولوجية وأخذ مركز البحوث التقنية في منتصف عام 1987 الوحدة التي كانت مخصصة في السابق لإنتاج البروتينات الوحيدة الخلية في التاجي. وقيل إن الوحدة كانت في حالة متهالكة ولم تدخل مرحلة التشغيل إلا في أوائل

<12>