إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تقرير عن حالة حقوق الإنسان في العراق أعده المقرر الخاص للجنة حقوق الإنسان
المعني بحالة حقوق الإنسان في العراق (مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 823 - 832"

وقيل إن أحد الضحايا مات متأثرا بتلوث دمه. أما الطريقة المستخدمة في الوسم فكانت كي علامة خط " - " على الجبهة. وذكر الطبيب أنه سمع من أطباء آخرين أن ما مجموعه 150 عملية بتر أجريت في كانون الثاني/ يناير 1995. وأكد الطبيب أيضا أنهم كانوا يرغمون على أداء العمليات وإلا أنزلت بالرافضين منهم عقوبات صارمة: وقد ألقت المخابرات القبض على طبيب رافض لمدة يومين ثم أعيد بعدهما مطيعا؛ بينما اختفى طبيب آخر.

         31 -   تؤكد الإفادات المتعلقة ببتر الأطراف ما أورده المقرر الخاص في تقريره الأخير إلى الجمعية العامة (A/49/651، الفقرات 44 - 71 و 99 (ي)). كما تبين الإفادات الطريقة التعسفية وغير النظامية لتنفيذ المراسيم الهمجية.

         32 -   وأشارت إفادات أخرى إلى أن عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفية ما زالت منتشرة في جنوبي العراق. وأفاد عدة شهود بأنهم ضربوا وعوملوا معاملة سيئة بعد اعتقالهم. وأفاد جميع الشهود بأنهم هربوا بسبب الخوف المستمر الذي كانوا يعيشون فيه وأن التدهور الاقتصادي زاد من عمليات التدخل التعسفي لمسئولي الأمن وحزب البعث في الحياة اليومية للمواطنين. وقيل إن الرشوة والفساد متفشيان أيضا وإن هناك غيابا لحكم القانون.

         33 -   أجمع الشهود على أن الحالة الغذائية والصحية، والحالة الاجتماعية - الاقتصادية عموما، أصبحت خطيرة. و أفاد معظمهم بأنهم منشغلون في حياتهم اليومية بتأمين عيش الكفاف. وأكد الطبيب الذي قوبل أن نقص البروتين والسعرات الحرارية مسألة شائعة بين الأطفال شيوع حالات فقر الدم والأمراض المتصلة به. وشكى الطبيب من عدم توفر كثير من الأدوية وظهور سوق سوداء مزدهرة للأدوية ولكنها مكلفة جدا. ورغم أن الطبيب لم يشاهد حالات وفاة من جراء سوء التغذية، فإنه أكد أن الحالة كانت آخذة في التدهور يوما بعد يوم قبل مغادرته في فصل الربيع.

         34 -   وبشكل عام، وصف شاهد العراق بأنه "سجن كبير" حيث يقبع الجميع في حالة خوف. وتوسل شاهد آخر بأن تتجاهل الأمم المتحدة حكومة العراق وأن "تقدم الطعام والدواء مباشرة إلى الشعب". وكان الجميع يشعرون بأن المجتمع العراقي محطم.

رابعا -   البعثة إلى لبنان

         35 -   جاءت الإفادات المستلمة في لبنان بشكل رئيسي على لسان اللاجئين الذين فروا مؤخرا من وسط العراق. وقدم جميعهم إفادة عن حالة القمع العامة والخوف السائدة في جميع أنحاء العراق كما أشاروا جميعهم إلى أن الحالة الاجتماعية - الاقتصادية العامة سيئة وتترتب عليها عواقب وخيمة بالنسبة للأشخاص الأكثر ضعفا من ناحية حصولهم على الغذاء والرعاية الصحية.

         36 -   وبشكل عام قيل إن الحياة قاسية ومكلفة. وإن البطاقات التموينية الحكومية كانت تكفى فقط لمدة 10 أيام في أوائل عام 1995. وزعم شاهدان إنهما شاهدا المعونات الغذائية المقدمة من الأمم المتحدة تباع في السوق السوداء؛ وأفاد شاهد بأنه رأى شاحنات لليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي في النجف وكربلاء تنزل حمولتها في نقاط توزيع حكومية ومن ثم شاهد بعض المواد الغذائية يظهر في السوق السوداء. وقيل أيضا إنه يجري توزيع السلع التي انتهت صلاحيتها (ومن بينها الحليب والأدوية) عن طريق حكومة العراق بينما تتهم الحكومة الأمم المتحدة بالتخلص من هذه السلع بتقديمها إلى شعب يائس.

         37 -   أفاد شاهدان بأنهما رأيا هاربين من الجيش قطعت أذن كل منهم ووسموا في جباههم. وقد عزوا سبب هروبهم إلى الانخفاض الشديد في مرتبات المجندين، مما أجبر الكثيرين منهم على الهرب من أجل مساعدة أسرهم على البقاء. لقد أصيب الكثيرون منهم بالتشويه، بينما توفي آخرون من جراء الصدمات الأولية أو نتيجة الالتهابات اللاحقة التي لم تعالج. أما من بقوا على قيد الحياة فقد قيل إن الشعور بالعار دفعهم إلى التواري عن الأنظار. وقال شاهد إن بعض الضحايا وأسرهم أرادوا الثأر لما أصابهم من تشويه فحاولوا قتل الأطباء ومسئولي حزب البعث الذين قاموا بأداء العمليات أو أعطوا الأمر ببتر الأطراف؛ وقيل إن عدة حوادث من هذا القبيل جرت في الناصرية.

         38 -   وأفاد شهود كثيرون بالانهيار العام للقانون والنظام: وقيل إن الرشوة والفساد واللصوصية تمثل المشاكل الرئيسية. وتراوحت مسائل الفساد بين مسائل ثانوية ومسائل حياة أو موت. وذكر شاهد بأنه "حتى لو قتلت أحدا، فإنك تستطيع شراء حريتك برشوة القاضي". وأفاد شاهد آخر بأن التعليم العالي أصبح فاسدا فسادا كاملا وأن أساتذة الجامعات الذين هم فقراء جدا يقبلون الرشاوي بسهولة من أجل تغيير الدرجات، وإعطاء أسئلة الامتحانات مسبقا، أو لمجرد منح درجة النجاح لطالب كان قد أجاب أصلا على جميع الأسئلة إجابة صحيحة. وقيل إن حزب البعث يسيطر على القبول وإن أولاد  البعثيين المهمين يحصلون على امتيازات القبول والترقيات في النظام بأسره: كالقبول الأسهل والنجاح الأسهل والدرجات الأفضل. وأفاد شاهد آخر بأن مشكلة الرشوة وصلت إلى مرحلة بحيث بات باستطاعة من حكم عليهم بالإعدام شراء حريتهم من الجلاد، ولكن من ثم لا بد من إعدام شخص آخر بدلهم ليكفل الجلاد تسليم جثة حسب التعليمات. وأدى التدهور العام في النظام وما رافقه من ازدياد الفساد إلى نشوء نظام مضطرب وتعسفي تماما بحيث أصبح من الوقائع العادية، كما قيل، اعتقال الأشخاص الخطأ واحتجازهم وتعذيبهم بل إعدامهم - بدون اعتذار أو عواقب.

         39 -   وقيل إن الاعتقالات التعسفية ما زالت شائعة في البلد بأسره، وما زال الناس يؤخذون مباشرة من بيوتهم. ويقال إن المخابرات ما زالت مشغولة بمحاولة إيجاد كل من شارك في انتفاضات شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل 1991.

         40 -   وما زالت تحدث عند الاعتقال عمليات تعذيب وحشية وسوء معاملة فاضح. وأدلى شاهدان بإفادة أيدتها الندب والعاهات التي أصيبا بها عند تعرضهما لعمليات تعذيب رهيبة على امتداد فترات طويلة من الزمن. وأفاد شاهد بأنه خلال ثلاث

<5>