إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تقرير مؤقت مقدم إلى الأمين العام من بعثة الأمم المتحدة
لتقييم الخسائر المتكبدة في الأرواح، أثناء الاحتلال العراقي للكويت
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 246 - 250"

الصدد، تقوم بإجراء تحقيقاتها الخاصة في المنطقة السكنية لكل منها. وهذه مهمة مستمرة، وأحيطت البعثة علما بأن النتائج لن تتوافر إلا في موعد لاحق.

       27 -   وتنحو المقابلات التي أجريت خلال زيارة البعثة إلى الإيحاء بأن حوادث الموت الناجم عن العنف كانت مرتفعة نسبيا طوال فترة الاحتلال. وفي معظمها، عزيت المسؤولية إلى أنشطة هيئتي الاستخبارات العراقية، المعروفتين باسم "الاستخبارات" و"المخابرات". وقيل أيضا إن عناصر الجيش نفذت عددا من عمليات الإعدام بلا محاكمة. ومع أن البعثة دأبت على طرح السؤال، فلم يبلغها أي قرينة عن أي شكل من أشكال المحاكمة أو أي إجراء آخر، قضائي أو شبه قضائي.

الممارسات العراقية أثناء الاحتلال

       28 -   تحدد اتفاقية جنيف الرابعة المعايير الدولية المقبولة للسلوك في مجال معاملة السكان المدنيين في أوقات الحرب والنزاع. وكان الكثير من المعلومات الواردة إلى البعثة يتعلق على وجه التحديد بالمواد 27 و31 إلى 34 من هذه الاتفاقية.

       29 -   وقامت لجنة حقوق الإنسان الكويتية، التي أنشأها مجلس الوزراء لتسجيل المفقودين مركزيا، بإبلاغ البعثة بأنها سجلت، اعتبارا من 20 آذار/ مارس 1991، طلبات تتصل بما يتجاوز 700 11 شخص أفيد بأنهم مفقودون. وأبلغت جمعية الهلال الأحمرالكويتية أعضاء البعثة بأنه قدم إلى لجنة الصليب الأحمر الدولية في الرياض قائمة تضم 500 10 اسم، بغرض إجراء مفاوضات مع السلطات العراقية في عملية إعادة الأشخاص إلى وطنهم. وأفيد أثناء إقامة البعثة في الكويت بأن عددا كبيرا من أسرى الحرب والمحتجزين المدنيين قد أعيدوا إلى وطنهم من العراق. على أنه يعتقد أن هناك نحو 5000 شخص، لا يزالون مجهولي المصير.

       30 -   وادعي بوقوع عدة حالات اعتقال واحتجاز تعسفيين، كان يتلوها عادة "الإبعاد" أو "النقل" إلى العراق. وكانت تتعلق بأشخاص من مختلف الأعمار والمهن. وأبلغت البعثة بحالة أسرة ذات أطفال صغار، قيل إنها احتجزت انتقاما لما زعم عن مشاركة أحد أفرادها في أنشطة المقاومة. وذكرت الأسرة، عند مقابلة البعثة لها، أنها احتجزت في البصرة، العراق، مع ست أسر أخرى.

       31 -   وبلغ البعثة عدة دلائل تشير إلى اللجوء إلى المعاملة القاسية و اللاإنسانية والتعذيب. وشمل ذلك معلومات عن ممارسة التعذيب في عدد من المواقع المعينة، بما في ذلك مراكز الشرطة. ومركز لاعتقال الأحداث، وناد رياضي ومبان عامة. وقامت البعثة بزيارة أربعة من هذه الأماكن، وجرت الزيارة في مكانين منهما بحضور ضحية مزعومة قدمت إلى البعثة مزيدا من التفاصيل.

       32 -   وعرض على البعثة معدات وأدوات وأجهزة إلكترونية قيل إنها استعملت للتعذيب. وكان بعض الأشخاص الذين قابلتهم البعثة لا يزالون يحملون آثارا واضحة تدل على أنهم تعرضوا لمحنة من هذا القبيل. وقال عدد من الموظفين الطبيين لأعضاء البعثة إنهم عالجوا مرضى تعرضوا للتعذيب، وماتوا في فترة لاحقة.

       33 -   ومن الأماكن التي قيل إن التعذيب كان يمارس فيها؛ سفارة العراق في الكويت. وأبلغ عميد السلك الدبلوماسي البعثة أنه شهد، في 16 آب/ أغسطس 1990، خمسة سجناء يجرون جرا خارج مباني السفارة، معتمدين على الحراس، بينما كان السجناء معصوبي العينين وهم ينزفون.

       34 -   وأبلغت البعثة بوقوع عدة حالات اغتصاب، ادعى بها أشخاص قالوا إنهم الضحايا وآخرون كانوا شهود عيان لها. وأكد الأطباء والمساعدون الطبيون هذه المعلومات. وقيل للبعثة إن ثمة محظورات اجتماعية ودينية كثيرا ما تمنع النساء من الإبلاغ عن حالات الاغتصاب. على أن الاغتصاب تمخض، في عدة حالات، عن حالات حمل ولم يعد ممكنا حجب الحقيقة. وأبلغت البعثة أيضا عن وقوع حالات انتحار نتيجة صدمة الاغتصاب.

       35 -   ووَجِّه انتباه البعثة أيضا إلى معلومات عن حوادث انتقام وعقاب جماعي. وقامت البعثة بزيارة منطقة دمر فيها نحو 18 بيتا، تقع على أطراف منشآت مدرسة، تدميرا جزئيا. وقيل إن ذلك كان عملا انتقاميا من المجتمع المحلي، بعد اكتشاف جثتي جنديين عراقيين في منشآت المدرسة.

الرعايا الوافدون

       36 -   يمكن تقسيم الرعايا الوافدين في الكويت بصفة عامة وقت الاحتلال إلى فئتين هما رعايا الجاليات العربية - الآسيوية ورعايا البلدان الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. وتلقت البعثة معلومات من الفئة الأولى، التي ظل الكثير من أفرادها في الكويت طوال فترة الاحتلال وتعرضوا للسياسات والممارسات العراقية. ولم يتسن إجراء أي اتصال مع أعضاء الفئة الثانية، نظرا لأن الغالبية العظمى منها كانت قد تركت الكويت أثناء الاحتلال. غير أن سفير المملكة المتحدة في الكويت قدم للبعثة نص بيان سجله أعضاء جاليته عن تجاربهم، فضلا عن بيان سلمه هو بنفسه إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والأربعين المعقودة في جنيف في الفترة من 28 كانون الثاني/ يناير إلى 8 آذار/ مارس 1991.

       37 -   وقد تكرر أمام البعثة ذكر المشاق والتجارب التي خاضها عدد كبير من العمال الأجانب الذين اضطروا إلى الهرب من البلد بسبب ظروف القهر التي سادت خلال الاحتلال، فضلا عن الذين مكثوا طوال فترة الاحتلال. فمثلا، بقي 5000 شخص فقط من رعايا الجالية الباكستانية الذين كان يبلغ عددهم 000 92 شخص. وتتجلى الظروف التي غادر فيها العمال الأجانب البلاد في الحالة التي حدثت في سفارة الفلبين، حيث التمس 000 22 شخص في وقت واحد السلامة والمساعدة لدى بعثتهم الدبلوماسية لعدة أسابيع، ريثما يتسنى وضع ترتيبات لمغادرتهم البلاد.

       38 -   وأبلغت البعثة أنه خلال فترة الهروب هذه، حرم الرعايا الأجانب من إمدادات الأغذية، رغم وجود كميات كافية

<4>