إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) التقرير الأول للرئيس التنفيذي للجنة الخاصة للأمم المتحدة
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 360 - 377"

القنابل أو بعدها في اتجاه الريح. وأخذت عينات من أربع من القنابل التي أحكم سدها عندئذ. وتم الإيعاز إلى العراق بنقل القنابل إلى المثنى مع مراعاة تدابير السلامة بدقة وبعد تفريغ الضغط الزائد. ولم يوجد في هذا الموقع أي أصناف كيميائية أخرى.

          13 -   وموقع التاجي هو منشأة عسكرية كبيرة أعلن عنها بصدد القذائف التسيارية لا بصدد الأسلحة الكيميائية. وقد وجد نحو 6000 من أوعية الألمنيوم الفارغة المعدة لتعبئتها بالمركب الكيميائي المؤثر على الأعصاب ثم إدخالها في الرؤوس الحربية الصاروخية من عيار 122 مم. ولم يعثر على أي أصناف كيميائية أخرى في التاجي.

          14 -   وقد أعلن العراق عن وجود 394 6 قذيفة من عيار 155 مم معبأة بغاز الخردل، مخزنة في أرض التجارب بالفلوجة. وقد شاهدها فريق التفتيش وهي تتفق أساسا مع الإعلان. وكانت مخزونة في الخلاء وتبدو في حالة جيدة. وأكد تحليل العينات التي أخذت من أربع قذائف وجود مركب غاز الخردل. ولم يتوافر أي دليل على وجود أي أنشطة أو مواد أخرى متصلة بقرار مجلس الأمن 687 (1991).

          15 -   وفي المناقشات التي دارت مع المسؤولين العراقيين قرب نهاية عملية التفتيش قدمت بيانات متضاربة بشأن العلامات الموضوعة على الذخائر الكيميائية. كما لم تكن استجابة المسؤولين العراقيين مرضية بالنسبة للطلبات المقدمة للحصول على معلومات عن برنامج الأسلحة العراقي السابق، ولا سيما فيما يتعلق بالموردين الأجانب للذخائر والمعدات ومواد السلائف الكيميائية.

          16 -   وكانت المهمتان الرئيسيتان لعملية التفتيش الرابعة عن الأسلحة الكيميائية (الفريق 12 للجنة الخاصة) تتلخص في إدارة ما يقوم به الأفراد العراقيون من تدمير لجميع ذخائر الأسلحة الكيميائية غير المعبأة الموجودة حاليا في المثنى، واستطلاع مواقع المواد الكيميائية السائبة والذخائر الكيميائية والمواد الكيميائية الوسيطة والسلائف والمواد الكيميائية الأخرى المتصلة بالأسلحة الكيميائية في المثنى التي سيجري جمعها والمواقع التي سيضطلع فيها بعمليات التدمير المقبلة وتبيان تلك المواقع للمسؤولين العراقيين. وقد تحقق هذان الهدفان بنجاح وإن لم يخل ذلك من الحوادث.

          17 -   وقد نجحت عمليات التدمير، إذ تم تدمير ما مجموعه 157 8 من ذخائر الأسلحة الكيميائية غير المعبأة، تتألف من ستة أنواع مختلفة من القنابل، وقذائف مدفعية من عيار 155 مم ورؤوس حربية صاروخية من عيار 122 مم، وذلك إما بسحقها ببلدوزر أو بتقطيعها بلهب الأوكساسيتيلين. وبعد ذلك تم تدمير أجزاء من الذخائر الكيميائية و 672 3 رأسا حربيا صاروخيا من عيار 122 مم. وما زال يتعين إتلاف الأصباغ المستخدمة في صنع القنابل.

          18 -   وأثناء أعمال التدمير هذه، انفجر رأس حربي صاروخي من عيار 122 مم كان يُفترض أنه فارغ، وتعرض عامل عراقي كان بالقرب منه لمركب كيميائي مؤثر على الأعصاب. وبسبب الإجراء الفوري الذي اتخذه أحد أعضاء فريق التفتيش (المقدم ت. فان إرب، هولندا) نقل المصاب على وجه السرعة إلى مستشفى الموقع حيث تلقى العلاج الملائم في حينه من جانب الأطباء العراقيين. وقد شفي خلال بضعة أيام. ولم تحدث أي إصابات أخرى، إلا أن الحادثة توضح أن المثنى ما زال أحد المواقع البالغة الخطورة وأن استعادة وتدمير ذخائر (ومركبات) الأسلحة الكيميائية العراقية سيكونان من المهام الطويلة الأمد والخطيرة.

          19 -   ووقعت حادثة منفصلة في حالة الرؤوس الحربية التسيارية الثلاثين المعبأة بالمواد الكيميائية والتي نقلت إلى المثنى من الدجيل في شحنتين مستقلتين. ففي الشحنة الأولى نقلت 14 رأسا حربيا ذكر العراقيون أنها معبأة بمزيج من الكحوليات ورئي أنها غير ضارة نسبيا. وقد فتحت عشرة وتبين أنها تحتوي على الكحوليات حيث تم تفريغها تمهيدا لتدميرها. وعند هذه النقطة، قال المسؤول العراقي الكبير الموجود إن الرؤوس الحربية الأربعة المتبقية مملوءة بمركب السارين الكيميائي المؤثر على الأعصاب، ويبدو أن هذه الرؤوس الحربية كانت قد نقلت أثناء الليل قبل إرسالها إلى المثنى وأنه تم الخلط بين الرؤوس الحربية المعبأة بالسارين وتلك المعبأة بالكحول. ويجري حاليا معالجة كل الرؤوس الحربية المتبقية البالغ عددها 20 على أنها معبأة بالسارين إلى أن يثبت غير ذلك. وكان من المحتمل أن يتسبب ذلك في حادثة شديدة الخطورة، نظرا لأن الرؤوس الحربية كانت في مهب الريح المتجهة نحو عدد من العمال العراقيين ومفتشي فريق اللجنة الخاصة.

          20 -   وأعلن العراق عن وجود 120 6 رأسا حربيا صاروخيا من عيار 122 مم معبأة بالسارين، والمحركات المصاحبة لها. وهي مخزونة حاليا في الخلاء ولكن لم يجر حصرها أو التحقق من محتواها. كما أنها تشكل خطورة جسيمة سواء من ناحية تسرب السارين أو عدم استقرار وقوة الدفع الصاروخي. ومن أجل تحسين السلامة، صدرت توجيهات إلى العراقيين بنقل الرؤوس الحربية إلى منطقة التخزين المخصصة لذلك؛ وتعين فصل المحركات الصاروخية ونقلها إلى منطقة تخزين أخرى مستقلة عن الرؤوس الحربية. وستظل في هذه المواقع إلى أن يتم حصر الرؤوس الحربية والمحركات والتحقق منها كل على حدة.

          21 -   وحدد موقع مناسب في المثنى لتخزين مركبات وذخائر الأسلحة الكيميائية، وتم تزويد المسؤولين العراقيين بالمعلومات الأساسية وقدمت لهم خرائط تفصيلية للمنطقة. كما حددت أربعة مواقع محتملة لعمليات التدمير.

<14>