إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان للمتحدث الرسمي في الجمهورية العربية المتحدة حول حوادث الأردن
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 31 "

بيان للمتحدث الرسمي في الجمهورية العربية المتحدة حول
حوادث الأردن.

القاهرة، 8 / 1 / 1971

 

( المحرر، بيروت، 9 / 1 / 1971 )

         ورد ظهر اليوم تقرير من العميد أحمد عبد الحميد حلمي، كبير المراقبين العسكريين بلجنة الرقابة بين رجال المقاومة الفلسطينية والقوات الأردنية في عمان، جاء فيه أن وحدات من الجيش الأردني قد قامت بعمليات عسكرية مفاجئة ضد رجال المقاومة في منطقة الرصيفة، تلتها عمليات أخرى واسعة النطاق، استهدفت قطع الطريق الوحيد المؤدي إلى مناطق تجمع رجال المقاومة في أحراش عجلون وجرش وهو طريق جرش- عمان.

         وقد توجه العميد حلمي إلى منطقة الرصيفة محاولا الوصول إلى مكان العمليات، غير أن السلطات العسكرية الأردنية اعترضت طريقه ومنعته بطريقة لا تتفق مع اللياقة من أداء مهمته والوصول إلى تلك المنطقة.

         ثم توالت التبليغات على العميد أحمد حلمي بقيام عمليات عسكرية أخرى تقوم بها القوات الأردنية ضد الفدائيين، وصلت إلى درجة استخدام المدفعية الثقيلة والدبابات في قصف معسكر " شنلر" للفدائيين في منطقة " مركة " قرب مطار عمان. وتلا ذلك اقتحام دبابات الجيش الأردني لمواقع الفدائيين عند منطقة الجسر القديم في الوقت الذي تقوم فيه مدفعية الجيش الأردني بقصف مناطق تجمعهم بمنطقة أم الجورة ومنطقة جرش.

         وباتساع نطاق هذه العمليات العسكرية ضد رجال المقاومة في الأردن يتضح الموقف على الصورة الآتية:

         أولا - إن قيام هذه العمليات بصورة مفاجئة وعلى أوسع نطاق شمل أغلب مواقع معسكرات رجال المقاومة، وبدون مبرر على الإطلاق، لا يعني إلا أنها جاءت وفق خطة مبيتة تستهدف العمل الفدائي وتستهدف إشعال نار الفتنة من جديد.

         ثانيا - إن من الغريب أن تجيء هذه العمليات في الوقت الذي ثبت فيه التزام الفدائيين بالقواعد والأسس التي اتفق عليها مع السلطات الأردنية، وأن تجيء هذه العمليات بعد التوكيدات المتتالية التي تلقاها العميد أحمد حلمي من رئيس وزراء الأردن " بعدم وجود أية نوايا عدوانية تجاه رجال المقاومة الفلسطينية في أي مكان، وأن السلطات الأردنية لن تلجأ معهم إلى الأسلوب العسكري على أي حال"!!

         ثالثا - إنه من الغريب أيضا أن يتفق قيام هذه العمليات العسكرية ضد رجال المقاومة في الوقت الذي بدأت عملياتهم داخل الأرض المحتلة تقلق السلطات الإسرائيلية.

         رابعا - جاء في تقرير العميد أحمد حلمي أنه قابل صباح اليوم اللواء قاسم المعايطة، نائب القائد العام للجيش الأردني، وذلك لمحاولة وقف تدهور الموقف، فإذا به يتأكد أثناء وجوده معه من استمرار صدور الأوامر للوحدات الأردنية بالعمل على تطهير منطقة الرصيفة من رجال المقاومة وتدمير بيوتهم، الأمر الذي يعني أن هناك بين السلطات الأردنية من لم يعد يعبأ بوجود لجنة الرقابة العسكرية ولا بتحقيق الأهداف التي كلفها بها الملوك والرؤساء.


<1>