إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول قيام الجيش الأردني بإطلاق النار على القوات الفلسطينية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 54- 55 "

بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول
قيام الجيش الأردني بإطلاق النار على مواقع قوات
الثورة الفلسطينية.

عمان،11 / 1 / 1971

 

( فتح، 12 / 1 / 1971 )

          لليوم الرابع ونيران المدفعية والرشاشات الأردنية تنصب على مواقعنا في عدد من المناطق في السلط والأغوار والأحراش المختلفة والمحددة لها بموجب الاتفاقيات المعقودة دون سبب أو داع، كما تقوم أرتال من الدبابات والآليات بمهاجمة هذه القواعد، واستطاعت وحدات مدرعة منها اقتحام بعض هذه القواعد تحت ستار كثيف من نيران المدفعية والدبابات، وبعد مقاومة باسلة من ثوارنا فاقت كل تصور نظرا للفارق الكبير بين القوات المهاجمة وقواعدنا التي هوجمت والتي حدثت فجأة وغدرا من مواقع الجيش الذي تحيط به بهذه القواعد، حتى أن بعض قواعدنا، التي كنا نشترك فيها مع قوات الجيش بموجب اتفاقيات مسبقة كموقع جبل طلوز، قد غدر فيه بإخواننا وأجبروهم في عملية خديعة على مغادرة الموقع، وكذلك حدث مع رجال الميليشيا في مخيم شنلر والرصيفة والبقعة حيث تنص هذه الاتفاقيات على تواجد عناصر الميليشيا المسلحة في هذه الأماكن وغيرها من مناطق الأردن. وقد اختلقت السلطة الأردنية رواية ملفقة كاذبة حول حادث الرصيفة والتي كانت معامل الفوسفات فيها تحت تصرف رجال الميليشيا منذ حوادث أيلول ( سبتمبر) الأسود، ومع ذلك لم يحدث لها أي حادث ولم يتعطل فيها العمل على الإطلاق، ولكنها حتى الآن لم تستطع أن تبرر تصرفها مع رجال الميليشيا في مخيم البقعة وشنلر، ولا أن تبرر عمليات الاعتقال للمئات من شبابنا في المخيمات والمدن وعلى الطرقات، هذا في الوقت الذي مناطقنا في أحراش دبين وجرش تتعرض للرماية من مدفعية الهاون والرشاشات في أوقات متعددة ليلا ونهارا، وإقفال الطرق الموصلة إلى هذه المناطق، ومنع الإمدادات والتموين عنها، ومحاصرتها عبر المسالك والطرق المؤدية إليها. هذا بجانب الاستفزازات العسكرية في مدينة عمان، واختلاق الروايات الكاذبة، وافتعال الحوادث، وفتح النيران على مناطق المدينة من مراكز تواجدهم المتمركزة في أكثر من موقع داخل عمان، والتركيز في الرماية على مقر اللجنة المركزية، وأخيرا العمليات العسكرية التي بدأتها قوات الجيش على قواعدنا المتواجدة بمنطقة الأغوار ومنطقة الصوالحة بالذات، والتي لا يمكن أن يكون هناك لها من تعليل أو تفسير إلا أنها تنفيذاً للمخطط كاملا وسافرا وحماية الجيش الإسرائيلي من هجمات ثوارنا في هذه المنطقة.

          إن هذه العمليات العسكرية الواسعة تستهدف تصفية الثورة الفلسطينية تصفية كاملة، وإن هذه الجريمة التي ترتكبها السلطة في الأردن مستخدمة الجيش الذي تدفع أمتنا العربية ملايين الجنيهات لتعده لمواجهة العدو الصهيوني، فإذا به يوجه سلاحه وطاقاته نحو ثورتنا وثوارنا وشعبنا لسحقهم وإذلالهم، ويقوم بما عجز عنه الجيش الإسرائيلي في إنهاء وجود الثورة الفلسطينية. إن هذه الجريمة التي ترتكب تحت سمع وبصر أمتنا العربية لا يمكن أن تمر وفي هذه الأمة رجولة ووطنية .

          إن دماء ثوارنا وشعبنا وثورتنا أمانة في أعناق جميع جماهيرنا العربية المدعوة للمطالبة بتوفير الحماية اللازمة لهذه الثورة ودعمها وتقويتها. إن ما يجري الآن في الأردن لهو عمل خطير للغاية لا يستهدف الثورة الفلسطينية فحسب بل يستهدف آمال الأمة العربية ويطعن شرفها وكرامتها ويؤثر تأثيرا مباشرا على مسيرتها النضالية الكبرى في معركة التحرير، وأن أمتنا العربية الخالدة انطلاقا من كل مقوماتها وتراثها، ستظل دائما وأبدا نبراسا للحرية، للثورة والثوار حتى يتم تحرير أرضنا المغتصبة وتطهير أرضنا العربية.
          وإنها لثورة حتى النصر.


<1>