إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان هربرت صموئيل بصدد سياسته فى فلسطين بعد اضطرابات سنة 1921
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 307"

بيان هربرت صموئيل
بصدد سياسته في فلسطين بعد اضطرابات سنة 1921

         "إني لحزين أشد الحزن لأننى لم أستطع تحقيق الانسجام بين مختلف المذاهب والطوائف في فلسطين، وهو ما كنت أسعى إلى تحقيقه بكثير من السعى الجدى ... وعلي أولا أن أشير هنا إلى ما وقع من سوء فهم مزعج للتعبير الذي ظهر في وعد بلفور عن "إقامة وطن قومى للشعب اليهودى في فلسطين" وانى لأسمع من جهات عدة أن الشعب العربي لن يوافق على اغتصاب بلاده وأماكنه المقدسة وأراضيه لإعطائها إلى الغرباء، وأن العرب لن يقروا على الاطلاق قيام حكومة يهودية تحكم غالبية السكان من مسلمين ومسيحيين. ويقول الناس إنهم لا يستطيعون أن يفهموا كيف وافقت الحكومة البريطانية التى عرفت في العالم بعدلها على مثل هذه السياسة. وردى على هذه الأقوال، أن الحكومة البريطانية التى تولى العدل المحل الأول من اعتبارها لم توافق ولن توافق قط على مثل هذه السياسة. وليس هـذا هو المعنى الذى هدف إليه وعد بلفور. ومن المحتمل أن تكون الترجمة العربية للعبارات الانجليزية لم تنقل المعنى الحقيقى للوعد. فهو يعنى أن في وسع اليهود، الشعب المشتت في جميع أرجاء العالم والذى ظلت قلوب ابنائه متعلقة بفلسطين أن يجدوا في فلسطين وطنا لهم، وأن في وسع فريق منهم تحدد مصالح السكان الحاليين عدد أفراده أن يفدوا إلى فلسطين ليساعدوا بما لديهم من موارد وما يقدمونه من جهود في تطوير البلاد لصالح جميع سكانها. ولو رأينا أنفسنا في حاجة إلى اتخاذ أية اجراءات لإقناع السكان المسلمين والمسيحيين بأن الحكومة ستراعى عمليا وفي تطبيقها، هذه المبادئ وتحافظ على حقوقهم محافظة تامة، فاننا لن نتوانى عن اتخاذها وليس من المعقول أن تفرض الحكومة البريطانية التى أصبحت وصية على سعادة أهل فلسطين بموجب انتدابها عليها أية سياسة يجدون ما يبرر لهم الظن في انها تتعارض مع دياناتهم ومع مصالحهم السياسية والاقتصادية."

         وأنتقل بعد ذلك إلى موضوع الهجرة اليهودية، وأعلن طبيعة الأنظمة التى يعتزم وضعها لتنظيمها. وقال إن في وسع الزائرين الذين يعتزمون قضاء ثلاثة أشهر في البلاد أو أقل، أو الذين يملكون موارد مالية كافية ومستقلة أو أصحاب المهن الذين يعتزمون ممارسة مهنهم في البلاد، أو أفراد العائلات التى يقيم معيلوها في فلسطين، أولئك الذين يمكن تشغيلهم ضمن فترة زمنية محددة بأن يأتوا إلى فلسطين، لكن، " أوضاع فلسطين لا تسمح بأية صورة من الصور بما يشبه الهجرة الجماعية".

         وانتقل السيرهربرت من موضوع الهجرة إلى موضوع الخطر الشيوعى المتجسد في حزب "موبسى" فقال إن "عددا صغيرا من الوافدين الجدد قد صبغوا بالصبغة البلشفية المؤذية، وأنهم يحملون معهم الدمار الاقتصادى لجميع الطبقات في أية بلاد يدخلونها".


<1>