إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) مذكرة السيد روحي الخطيب، أمين القدس، إلى السيد وصفي التل، بشأن الحفريات الإسرائيلية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 105- 107 "

إسرائيل لمشروع القدس الكبرى، وقد أكد المجتمعون أن هذا المشروع سيفقد القدس جمالها ويحولها لمدينة بشعة وغير مناسبة أو ملائمة للعيش.

          ولم يشأ المجتمعون أن يتدخلوا من الناحية السياسية التي ستجرد الأردن من مناطق واسعة من الضفة الغربية وذلك باقتطاع مدينتي رام الله وبيت لحم وما بينهما وضمهما للقسم المحتل من القدس بحيث يوسع مساحة المدينة إلى ثمانية أضعاف مما هي عليه الآن.

          وقد نشرت جريدة " معاريف" اليهودية، الصادرة بتاريخ 21/12/1970، مقالا خطيرا حول هذا المشروع، بقلم الكاتب يوفيل أليتسور، تحت عنوان انتحار مشترك نتيجة الفشل للمشروع الهيكلي لبناء القدس.

          جاء فيه ما يلي: زعزعت يوم أمس عاصفة من الضجيج اجتماع اللجنة الثنائية لتخطيط المدن التابعة للجنة القدس. فقد انتقد أعضاء اللجنة ومن بينهم مهندسون ومخططون معروفون في أنحاء العالم - انتقدوا بشدة المشروع الهيكلي للقدس وتخطيط الحي اليهودي- معظم أبنيته عربية - في البلدة القديمة وتخطيط المركز التجاري البلدي. ووصف البروفسور برونسفى- من كبار المهندسين الإيطاليين - الأعمال التي تمت في بناء القدس بأنها انتحار جماعي نتيجة الفشل الذريع.

          وكان ما قاله هذا المهندس للسيد كوليك - لماذا دعوتنا؟ فإذا كنت تعتزم الحصول على مصادقة للمشروع الهيكلي للقدس، الذي كما يبدو لنا سيئ جدا، فإنك دعوت أشخاصا غير لائقين لهذه المصادقة، لأن بينهم رجالا من كبار الخبراء في العالم وهم غير مستعدين للتوقيع لكم بشكل أعمى على مشروع كهذا يهدد مدينة القدس، واستطرد المهندس قائلا- إن الموضوع مؤلم لي بصفتي يهوديا مخلصا لإسرائيل، وإني غير مستعد أن أقف إزاء ما يجري بالقدس، ولا يحق لكم أن تعملوا ما عملتموه، ثم أضاف يقول إن هذا المشروع مستند تاريخي وهو سلاح يمكن أن يستخدمه العرب.

          دولة الرئيس،
          وإني باسم القدس، أرجو وألح في الطلب أن تجعلوا من هذا المشروع سلاحا لكم بمطالبة مجلس الأمن الدولي لإيقاف عمليات البناء والتغيير الإسرائيلية في القدس.

          5 - استمرار الحفريات داخل الأسوار وتهديدها لانهيار الحائطين الجنوبي والغربي للحرم الشريف:
          نشرت جريدة "معاريف " اليهودية، بتاريخ 7 / 12 / 1970، خبرا خطيرا جاء فيه ما يلي: ألصقت يوم أمس في شوارع القدس منشورات تحذر من انهيار حائط المبكى إذا استمرت الحفريات الأثرية بالقرب منه. ودعا الموقعون على تلك المنشورات اليهود المخلصين لمعارضة مبادرة الحفريات وإحباطها، وأكدوا أن برنامج وضع الحائط الجنوبي وقسم من الحائط الغربي حتى باب المغاربة تحت تصرف وسلطة المنقبين عن الآثار يمس بقدسية المكان ويمنع ويحول دون وصول المصلين ويعرض حائط المبكى إلى المخاطر. انتهى الخبر.

          والحائط الجنوبي المشار إليه آنفا يشكل جزءا من الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، كما يشكل الحائط الغربي قسما من حائط الحرم الشريف الذي يضم المتحف الإسلامي والمئذنة الفخرية، وبتعريض هذين الحائطين لخطر انهيار يتعرض المسجد الأقصى، والمئذنة الفخرية، وعمارة المتحف ، الإسلامي كلها للانهيار، وسيؤدي انهيارها لتنفيذ مرحلة جديدة من مراحل التوسع اليهودي في سبيل إنشاء هيكلهم الذي يحلمون به.

          وبتاريخ 5 / 1 / 1971 نشرت جريدة " يديعوت" اليهودية - خبرا أكثر خطورة مما سبق، أوردت فيه أن الحفريات عند الزاوية الغربية الجنوبية للحرم- جبل البيت كما يسمونه - قد وصلت إلى عمق 35 مترا عن سطح الأرض.

          دولة الرئيس،
          القدس أمانة في عنق الأردن، أنقل لكم صرختها واستغاثتها ومطالبتها بتقديم شكوى مستعجلة لمجلس الأمن الدولي، لإيقاف سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي، والحد من تماديها، ومطالبة مجلس الأمن في الوقت نفسه بإنزال عقوبات رادعة ضد إسرائيل، على تمردها المستمر وفق نصوص ميثاق الأمم المتحدة.
          وتفضلوا بقبول فائق احتراماتي.


<1>