إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



نداء السيد ياسر عرفات إلى الرأي العام العالمي لوقف تصفية الشعب الفلسطيني في غزة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 107- 108 "

نداء السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة المركزية لمنظمة
التحرير الفلسطينية، إلى الرأي العام العالمي لوقف
" تصفية الشعب الفلسطيني في غزة ".

( الدستور، عمان، 31 / 1 / 1971 )

          إن حجم الحملة الإرهابية الإسرائيلية يفوق ما فعلته سلطات العدو الصهيوني في عام 1956 وعام 1967. ويتخذ الإرهاب المظاهر التالية:
          1 - تم اعتقال وترحيل 12 ألف مواطن إلى سيناء، وضعوا في معسكرات اعتقال صحراوية وتحت أقسى ظروف التعذيب عن طريق ما يسمى بالتوقيف الإداري، أي دون تحقيق أو تمييز، ورحل معظم هؤلاء المواطنين إلى سيناء دون إخبار عائلاتهم بما تم في أمرهم.

          2 - وضع مخيم الشاطئ في منطقة الرمال بغزة تحت الحصار الكامل منذ 32 يوما، فلا يسمح لأحد بمغادرته أو دخوله، ولا يصل الأكل لسكان المخيم إلا عن طريق التهريب وبأقل الكميات، وتقوم قوات الاحتلال بإطلاق النار على كل من يقترب من المخيم أو يخرج منه بحجة أنه من المخربين، ويعيد هذا العمل للأذهان ما فعلته قوات الاحتلال بقرية بيت ساحور سنة 1969.

          3 - شارع عمر المختار وهو الشارع الرئيسي في غزة، يخضع لنظام حظر التجول منذ 32 يوما، وتقوم قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص دون تمييز على من يقترب من الشارع أو يطل عليه من البنايات المجاورة.

          4 - نظام منع التجول والحصار مفروض أيضا على بيارات البرتقال في موسم قطافه لإتلاف المحصول الذي يمثل المصدر الرئيسي لدخل وقوت مواطني غزة.

          5 - تقوم قوات الاحتلال بحملات التفتيش يوميا فتدمر محتويات المنازل وتعتدي على سكانها، وتحاصر الأحياء والشوارع وتخرج كافة سكانها إلى العراء لتقوم بضربهم وإهانتهم وتعذيبهم، وتظل الأحياء والشوارع حتى اليوم مفصولة عن بعضها البعض بأسلاك شائكة وكمائن لقوات الاحتلال.

          وقد حاولت قوات الاحتلال ضرب حصار إعلامي كامل حول القطاع المناضل ولكن تسرب بعض الأخبار عن الحملة الإرهابية اضطر حاييم بارليف، رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، إلى طلب إجراء تحقيق في الإرهاب الذي يتعرض له سكان غزة، كما اضطرت إذاعة قوات الاحتلال إلى التصريح بأن القتلى من الذين أطلقت عليهم النار قرب معسكر الشاطئ تبين أنهم مطلوبون قضائيا بعد تفتيش جثثهم وأنهم كانوا يتعاونون مع الإرهابيين!

          إن الشعب المكافح الصامد في غزة يتعرض لهذه الجريمة البشعة الوحشية دون أن يفتر أو يستسلم، بل هو يستمر في نضاله المسلح ضد قوات الغصب والاحتلال وبالرغم من كل ما يتعرض له من اضطهاد ومن مؤامرات تحاك لكبته وتصفية ثورته.

          إن الشعب العربي، والرأي العام العالمي، والمنظمات الدولية السياسية والإنسانية، وحركات التحرر العالمية، مطالبة بالتحرك وبالتدخل لوقف تصفية الشعب الفلسطيني في غزة ولحماية حقوق الإنسان التي يمتهنها جيش الاحتلال دون رادع أو رقيب، كما أن الصحافة العالمية مطالبة بالتوجه فورا إلى غزة لتتحقق بنفسها مما يحدث، ولتعطي الرأي العام العالمي الصورة المأساوية والإجرامية التي يعيشها شعبنا في غزة وتمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلية.


<1>