إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول التنازلات العربية والحل السلمي
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 151- 152 "

بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول " التنازلات
العربية والحل السلمي ".

بيروت، 20 / 2 / 1971

 

( فلسطين، العدد 120 ،
بيروت، آذار - مارس -
1971، ص 3 )

          تلقت الهيئة العربية العليا لفلسطين، بدهشة بالغة وأسف عظيم، ما بدا في الأسابيع الأخيرة من أن بعض الحكومات العربية تسرع في السير نحو الاعتراف " بإسرائيل "، وأنها توالي تقديم تنازلات سخية للصهيونيين لينزلوا عن جزء يسير من طغيانهم وغلوائهم ويتقدموا خطوة نحو الحل السلمي وقرار مجلس الأمن، للوصول إلى ذلك الحل الذي هو في نظر بعض العرب الغاية القصوى والنعمة الكبرى.

          وقد بدا واضحا مما نشرته الصحف والبرقيات، ومما تلقته الهيئة العربية من جهات عربية وإسلامية عديدة، أن الرأي العام العربي والإسلامي قد صدمته تلك التنازلات والتصريحات التي تبدو بين حين وحين من الجانب العربي، والقائمة على أساس قرار مجلس الأمن ومشروع روجرز، في حين أن الاحتلال اليهودي الغاشم ما زال جاثما على الأجزاء المحتلة من ثلاثة أقطار عربية، وأن المطامع اليهودية الدينية والسياسية آخذة في التفاقم دون أن يبدو من المعتدين أي دليل على الرغبة في الجنوح إلى الاعتدال والنزول عن مخططهم التوسعي الاستعماري في البلاد العربية.

          إن الاعتراف بقيام دولة للمعتدين الصهيونيين على أية أرض عربية إسلامية، لا يجوز أن يصدر عن أي جانب عربي أو مسلم، لأن الاعتراف يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية، ويقضي على الجهود المبذولة لإنقاذ فلسطين وسائر الأراضي المحتلة من الوطن العربي.

          ولا يخفى أن الأقطار العربية التي كانت عرضة للاحتلال الأجنبي، كمصر وسورية ولبنان والعراق والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، قد رفضت الاحتلال الأجنبي وقاومته أشد مقاومة إلى أن تمكنت من طرد الأجنبي المحتل وتحقيق حريتها واستقلالها. فلماذا تريد الآن بعض الدول العربية للفلسطينيين أن يقبلوا لأنفسهم ما لم يقبلوه هم لأنفسهم من الرضا بالاحتلال الأجنبي والخضوع له مع العلم بأن الاحتلال اليهودي أخطر كثيرا من أي احتلال آخر لأنه قائم على اغتصاب أرض الوطن وطرد أهله أو إفنائهم بأية وسيلة.

          إننا نناشد دول المواجهة العربية أن لا تقدم على هذه العملية، لأن فيها القضاء المبرم على القضية الفلسطينية، كما أنها تعود بخطر سياسي واقتصادي عظيم على دول المواجهة نفسها وعلى العرب جميعا، لأنها تمزق وحدتهم وتدخل عنصرا أجنبيا شديد الخطر والطمع فيما بينهم، كما أنها تمس المسلمين في راحتهم ومعتقداتهم وتعرض أماكنهم المقدسة لخطر عظيم أصبح واضحا للعيان. ولا شك في أن كل محاولة لتبرير هذا العمل، أو تأويله أو تفسيره، مغايرة للحقيقة والواقع ولن تلقى قبولا واقتناعا من الرأي العام العربي والإسلامي.

          إن الأمة العربية غير عاجزة عن الاستمرار في الكفاح والتصدي للعدو والمعتدي، فلديها كل وسائل التصدي من سلاح وعتاد ومال وموارد بشرية واقتصادية لا تنضب، وإن الدراسات الاستراتيجية للقوى العربية والقوى الإسرائيلية تظهر بوضوح تفوق العرب على أعدائهم. فلا مبرر إذًا لهذا التخاذل الذي يبدو من الجانب العربي، والتهافت على الحل السلمي والتنازل لعدوهم تنازلا يهدر حقوقهم وكرامتهم ويجعلهم عرضة

<1>