إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



تقرير للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة- حول حوادث أربد
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 251- 252 "

تقرير للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة-
حول حوادث أربد.

( إلى الأمام، العـدد 343،
بيروت، 2 / 4 / 1971، ص 5 )

          في سلسلة الأعمال الوحشية التي قامت وتقوم بها السلطة الملكية الفاشية، نفذت مؤخرا مخططها بضرب أربد المناضلة التي صمدت أيام أيلول ( سبتمبر ) الدامية، لتقتص من الجماهير التي أغلقت المدينة في وجه القوات الملكية وتصفي قوات الثورة.

          لقد مهدت السلطة المحيلة قبل الشروع بالمجموع مدة أيام بتحشيد آلياته في منطقة ( فوعرة )، وقام الجيش غربي أربد ( غربي المخيم )، في منطقة كروم التلول بالتحديد، بشق شوارع ترابية للتمركز ولتسهيل الحركة والمناورات كل ليلة، وقد كان هذا دليلا صارخا على نية السلطة ليس فقط التحرش بالجماهير وقوات الثورة بل التمهيد بالتحرك نحو أربد وخلق مجزرة هناك.

          وفعلا تم هذا التوقع، فتحركت القوات الملكية في الوقت الذي بدأت الاشتباكات، وذلك في العاشرة صباحا من يوم الجمعة 26 آذار ( مارس ) إثر شروع قوة من الجيش بالتصدي لسيارة من سيارات الكفاح المسلح في شارع الجميل، بشكل استفزازي وبغير سابق إنذار، وفتح نيرانه مما اضطر عناصر الكفاح المسلح للدفاع عن النفس والرد على طلقات القوات الملكية والاشتباك معهم، وكأنما كانت هذه الرصاصات بمثابة ساعة الصفر إذ إن الرماية من رشاشات 500 ومدافع الهاون بدأت بغزارة تنصب على المخيم، ثم توزعت الرماية وشملت كافة المناطق وخاصة حيث يتواجد الفدائيون، بينما أخذت قوات السلطة تتحرك بسرعة أشد وبكثافة أكبر ومن محاور متعددة حول أربد. وإزاء كثافة الرماية، وخاصة على المخيم والمناطق الآهلة بالسكان، عبرت الجماهير عن غضبتها واستنكارها للتحدي والاستفزاز المكشوف من قبل السلطة، فضلا عن أن الأعمال الوحشية التي ترتكبها السلطة بإبادة جماعية، خرجت مسيرة نسائية باتجاه ( موتور الكهرباء ) ثم نحو شارع فلسطين وتجمعت قرب ( الإدارة ) وهي تهتف بسقوط السلطة وتندد بالمجازر اليومية وبالقصف الوحشي، ثم اتجهت المسيرة بعد ذلك في اتجاه الغور عندما سدت القوات العميلة طريقها وفتحت عليها النار مما أدى إلى إصابة امرأتين على الأقل، وبتأثير الإرهاب الوحشي واستمرار إطلاق النار انعطفت المسيرة في اتجاه منطقة البارحة حيث تصدت لها القوات العميلة مرة ثانية وفتحت نيران رشاشاتها بوحشية أكبر، مما أدى إلى وقوع 6 إصابات جديدة على الأقل أمام مخفر المنطقة بالضبط.

          وقد اضطرت المقاومة بعد هذه المجازر إلى الرد، فشرع الهجوم على المخفر بالقنابل اليدوية وتم السيطرة عليه بعد أن دمر جزء منه وقد استعمل عناصر المقاومة بذلك قذائف من ( آربجي ) وذهب من جراء هذا أحد عناصر الثورة شهيدا ويدعى الشيخ، عندها عادت المسيرة إلى المخيم في حوالي الساعة الثالثة، غير أنها ما إن وصلت إلى غرب المخيم حتى أطلقت عليها قوات السلطة نيران رشاشات 500.

          وأثر اشتداد المقاومة في الداخل واستمرار إطلاق النار أوعزت السلطة الفاشية لقواتها المتمركزة في منطقة الغور، وخاصة منطقة كفر أسد، التحرك بآليات ضخمة نحو أربد، وكذلك بدأت الآليات تتحرك من الشمال. وخاصة من منطقة بيت رأس وحنينه - بينما استمر إطلاق النار طوال الليل مصحوبا بطلقات وقذائف الإنارة. فضلا عن استمرار القوات العميلة في بعض المناطق بإرهاب السكان. وفي يوم السبت تمركزت الدبابات في جهة المزرعة وشرعت في إطلاق النار بشكل كثيف على المخيم وبغير انقطاع، استمر حتى عصر اليوم نفسه، وبعد القصف المشدد تقدم عدد كبير من المشاة ومن سيارات تحمل رشاشات 500 فتصدت لها المقاومة وتمكنت أن تضرب المشاة بقوة وعنف وتدمر سيارتين من نوع جيب،

<1>