إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان القيادة العامة لقوات الثورة الفلسطينية حول عدم تقيد السلطات الأردنية بالاتفاقيات المعقودة بين الطرفين
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 270- 271 "

بيان القيادة العامة لقوات الثورة الفلسطينية حول عدم
تقيد السلطات الأردنية بالاتفاقيات المعقودة بين الطرفين.

( فتح، دمشق، 6 / 4 / 1971 )

          يا جماهير شعبنا، يا ثوارنا الأبطال، أمام التصعيد المتعمد للقتال الدموي الذي تمارسه سلطات الانفصال العميلة على طول الضفة الشرقية ضد مخيمات أبناء شعبنا الصابر، وضد قواعد ثوارنا التي حددتها اتفاقيات القاهرة وعمان، أمام هذا التصعيد المتعمد، والذي يجري ضمن خطة استعمارية بشعة، حيث يسقط يوميا مئات الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا، لابد من بيان ما يلي:
          1 - إن قيادة الثورة الفلسطينية قد التزمت التزاما تاما ودقيقا بروح الاتفاقيات ونصها، ونفذت بنودها بندا بندا من أجل تجنيب الشعب والوطن كارثة خطط لها الحريصون على قتل الثورة الفلسطينية وتصفية الشعب الفلسطيني.

          2 - تراجعت الثورة الفلسطينية خطوات كثيرة للخلف ونفذت ما هو أكثر من الاتفاقيات، الأمر الذي ظننا أنه سيكبح جماح السلطة فتوقف مخططاتها التصفوية وتتراجع عن نواياها الإجرامية، إلا أن الأمر كان على العكس تماما، فالمذابح التي تمت بجرش والرصيفة والمفرق والبقعة ومذبحة أربد المدينة والمخيم، كلها جاءت في ظل الاتفاقيات التي قيدتنا نحن لأننا التزمنا بها، وأعطت للسلطات العميلة حرية العمل ضد شعبنا وثورتنا لأنها لم تلتزم بها.

          3 - وللآن، وفي هذه اللحظات التي سينعقد فيها مؤتمر عربي على مستوى ممثلي الرؤساء والملوك، تمضي السلطة في مخططاتها المعدة في دوائر المخابرات الأميركية، تمضي السلطة لتنفيذ بقية مخططها ويتضح ذلك فيما يلي:
          أ - منذ خمسة أيام، وفي هذه اللحظات التاريخية، ومدفعية السلطة الثقيلة ورشاشاتها تقصف مخيم غزة وقواعدنا في منطقة جرش والأغوار، من مناطق تمركزها في منطقة الرادار ومنطقة دير الليان. وفي كل لحظة يسقط عشرات القتلى والجرحى من مخيم غزة الباسل، في نفس الوقت الذي يقوم به العدو الصهيوني بممارسة أقسى أنواع الإرهاب ضد أهلنا في غزة الصمود والبطولة.

          ب - إن قوات السلطة تتعرض لكل دورياتنا وقوافل تمويننا على كافة خطوط المواصلات التي كفلتها لنا الاتفاقيات كما حدث ولمدة ثلاثة ليال متوالية على مدخل الرمثا، حيث حاولت قوات السلطة الاستيلاء على قوافل تمويننا، وكما تتعرض وبصورة مستمرة لقواعدنا في المناطق الشمالية، كما منعت قوات السلطة ثوارنا في الأغوار من الوصول إلى مصادر المياه في محاولات لتعطيشهم.

          4 - لقد وسعت السلطة من عمليات الاعتقال والسجن حتى ارتفع عدد المسجونين إلى الآلاف، في الوقت الذي نصت فيه الاتفاقيات على الإفراج عن المعتقلين، والكف عن مطاردة وإرهاب المواطنين.

          5 - لقد قامت السلطة بتسريح المئات بل الآلاف من المواطنين الفلسطينيين والأردنيين، مدنيين وعسكرين، في محاولة منها لوضع أبناء شعبنا في حالة مادية تدفعهم إلى الركوع والاستسلام للمخططات الاستعمارية التي تستهدف تصفية الشعب والقضية.

          يا جماهير شعبنا الصامد، يا ثوارنا الأبطال، وعلى ضوء ما تقدم فقد أصبح واضحا لكل أبناء شعبنا ولجماهير أمتنا العربية ما يلي:
          1 - إن السلطة العميلة في عمان تنفذ مخططا تصفويا يلتقي تماما والمخططات الصهيونية، وإنها مصممة على تنفيذ هذا المخطط حتى لو التزمت الثورة بأكثر من الاتفاقيات الماضية، وحتى ولو تراجعنا خطوات أكثر إلى الوراء.

          2 - ليس هناك أي ضمانة لحماية شعبنا وثورتنا، بعد أن داس العملاء الاتفاقية التي وقع عليها الملوك والرؤساء وكل الاتفاقيات التي تفرعت عنها، وأمام هذه المأساة الدموية المؤسفة التي خلفتها سلطات العمالة في عمان، فقد أصبح لزاما على قوات الثورة أن تتصدى وبحزم للدفاع عن أبناء شعبنا المستهدف، وعن قواعدها الصامدة، والضرب بعنف على كل الأيدي التي تحاول أن تعوق مسيرتنا الثورية الصاعدة.
          وثورة حتى النصر.


<1>