إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مذكرة وزارة الخارجية الأردنية إلى سفارة الجمهورية العربية المتحدة في عمان بشأن الاعتذار عن الحضور
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 274 - 275 "

مذكرة وزارة الخارجية الأردنية إلى سفارة الجمهورية
العربية المتحدة في عمان بشأن اعتذار الحكومة الأردنية
عن حضور اجتماع ممثلي الملوك والرؤساء العرب.(1)

عمان 7 / 4 / 1971

 

( الدستور، عمان، 8 / 4 / 1971 )

          كان جلالة الملك المعظم قد وجه بتاريخ 25 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1970 الدعوة لالتئام مؤتمر قمة عربي في رسالة وجهها لاصحاب الجلالة والفخامة الملوك والرؤساء ، وعاد وكرر الدعوة في 1 نيسان ( ابريل ) 1971 وذلك للبحث الصريح الشامل لكل ما يعتور القضية الفلسطينية ويحيط بها في كافة المجالات والميادين، ويقينا ان هذا ما يفرضه الواقع والظروف الخطيرة التي تجتازها القضية.

          ثم ان الدولة الاردنية متمسكة من جانبها بتنفيذ اتفاقيات القاهرة وعمان والاتفاقيات المتفرعة عنها، وهي عند موقفها الثابت في الحرص على صون المقاومة الشريفة لشعبنا، تلك المقاومة المتصدية للاحتلال الجاثم على فلسطين والارض العربية لعدة دول عربية اخرى، وذلك موقف لم ولن تحيد عنه طالما بقي الاحتلال والعدوان والظلم واقعا نواجهه ونجابهه، ولن تحيد من بعد زواله عن عزمها على أن يمارس الشعب الفلسطيني حق تقرير مصيره بعيدا عن كل أنواع المؤثرات والضغوط والارهاب ومحاولات فرض واقع لا يرضاه على نفسه، من أية جهة كانت، حرا في ذلك مطلق الحرية. على أن الدولة الاردنية ترفض رفضا قاطعا المساومة على أنظمتها وقوانينها كرفضها المطلق للمساومة على أمن أي مواطن من مواطنيها في المدن والقرى وعلى كل الارض الاردنية أو على كرامة الدولة والمواطن وسلامتها سواء بسواء، وترفض الدولة رفضا قاطعا أي ادعاء من اية جهة كانت بانها يمكن أن تحرص على قطرة دم عربية أكثر من حرصها عليها وعلى الا تراق الا على ميدان الكفاح من أجل الدفاع عن مصير امتنا العربية وحق شعبنا العربي الفلسطيني في استرداد كل حقوقه في الارض المحتلة ، وترفض الدولة الاردنية أي ادعاء بأن أية جهة، كانت ما كانت، أحرص من الاردن على الفداء والعمل الفدائي الشريف، كما ترفض الدولة الاردنية أي مظهر من مظاهر الوصاية عليها من أية جهة كانت، وكما ترفض أن توضع في موضع الاتهام في صدق عروبتها وجهادها الذي كرسته قوافل الشهداء لشعب واحد عربي أبي يقف على أطول خطوط المواجهة والمجابهة مع الخطر المهدد لامتنا العربية وشرفها سواء بسواء، وكذلك ترفض الدولة الاردنية ان تتحمل تبعات تعثر حركة المقاومة بسبب انتقال كل تناقضات العرب والعالم الى صفوفها، وتحمل قياداتها كل المسؤولية في السماح بذلك بالاضافة الى جهات أخرى من خارج هذا البلد الصامد. وترفض الدولة ان تضع كرامة جنودها وسلامة مؤخرة قواتها المسلحة ورجال أمنها في الميزان.

          وترغب الدولة الاردنية أن تنبه الى أن المواقف العربية من الاردن المستندة الى ادعاءات كاذبة أو رغبة عند بعضها للتنصل من مسؤولياتها تجاه دعم الاردن أو محاولة نسف وحدته الوطنية تمهيدا للسير في مخططات مشبوهة معادية تهدف خلق كيان هزيل ارضاء للصهيونية المحتلة وتمكينا لها من التهرب من تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 242 بالانسحاب من الارض المحتلة وفي طليعتها القدس. وتضيف الدولة الاردنية تجاه الاستمرار في هذا الاسلوب، انها لا تملك الا أن تنبه لمخاطره على الامة ومصيرها وتعتبره تشجيعا لبعض الفئات العابثة بالامن والنظام في هذا البلد، بالاستمرار في خط استفزاز الوطن والمواطن، بما يفرض عليها معالجته بشكل حاسم


(1) ذكرت صحيفة، " الدستور " ان وزارة الخارجية الاردنية تلقت مذكرة بهذا الخصوص من سفارة الجمهورية العربية المتحدة في عمان صبيحة اليوم ذاته.

<1>