إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



برقية الملك حسين إلى ممثلي الملوك والرؤساء العرب رداً على برقيتهم إليه
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 283 "

برقية الملك حسين إلى ممثلي الملوك والرؤساء العرب ردا
على برقيتهم إليه.

عمان، 10 / 4 / 1971

 

( الدستور، عمان، 11 / 4 / 1971 )

          إلى الاخوة السادة ممثلي الملوك والرؤساء العرب المجتمعين في القاهرة.

          اننا في المملكة الاردنية الهاشمية، ملكا وحكومة وشعبا، وقوات مسلحة تجسد فيما تجسد مكانة وحدتنا الوطنية وصفاءها ونقاءها، وتجمع على النضال خيرة شبابنا ورجالنا وأمل شعبنا وامتنا على اطول الخطوط مع العدو واخطرها.

          اننا بما نمثله جميعا نحرص على حق شعبنا في مقاومة الاحتلال والظلم والعدوان حيث يجثم باعتبار ذلك قدرنا ، وباعتباره ايضا أشرف وانبل ما تكون عليه المقاومة الباسلة المستهدفة مواقع العدو المحتل الغاصب. وإن حرصنا على المقاومة في نضالها هذا لا حدود له، ولا يستطيع احد، كائن من كان، أن يجارينا فيه، فالمقاومة أولا وآخرا تنبثق منا وهي منا في الصميم، وانني في هذا المجال لارفض، ومعي كل ابناء شعبنا، رفضا قاطعا قبول أي تعليل تحمل طياته ما يوحي بوجود أشكال قائم بين طرفين على أرضنا، اذ انني لا أتصور، وبكل الصدق والصراحة، أن يقوم بيننا وبين انفسنا اشكال. كما كنا ولن نكون الا درع المقاومة وحماتها ووقودها من اجل المعركة المصيرية، والدماء العربية اغلى واثمن عندنا اقدس من ان تراق الا في ساحات الشرف والكفاح من أجل أسمى أهدافنا وأهداف أمتنا الخالدة وذودا عن حقوقنا جميعا.

          واننا نعتقد بأن تكريس احتلال العدو لفلسطيننا بكاملها، وللارض العربية المغتصبة من دول عربية شقيقة أخرى، يتم ويتعزز في استمرار محاولات المساس بوحدة شعبنا المقدسة هنا في الاردن وقبل بلوغنا هدف التحرير لقدسنا ولكل أرضنا العربية التي أحتلت منذ حزيران ( يونيو ) سنة 1967، وانقاذنا لحق شعبنا العربي الفلسطيني كاملا في تقرير مصيره من بعد التحرير بعيدا عن كافة أشكال الارهاب والضغوط.

          وانه لمن دواعي ألمنا البالغ أن نرى ونسمع من يستمر في الاساءة الى اردننا الصامد المجاهد، وحرمانه من كل ما يستحق من دعم ومساندة في معركة يخوضها وتنعكس اثارها على مصير أمة بأسرها، ومن يستمر أيضا بالعمل على تفسيخ العمل العربي الموحد وتجزئته عسكريا وسياسيا ونضاليا ومحاولة تمزيق شعبنا الواحد ونقل كل التناقضات القائمة في العالم الى صفوفه.

          اننا بروح عربية وصفاء عربي أصيل تجاوبنا ونتجاوب مع كل من يحرص على ما نحرص عليه. ومن هنا كانت اتفاقيتا القاهرة وعمان وما انبثق عنهما. ومن هنا كان أيضا السعي الموصول من جانبنا لتنظيم ساحتنا وفق قدسية المعركة التي نخوض. وكان ذلك كله محكوما بروح عربية قومية حرة تدرك ابعاد الخطر المحدق بنا وبأمتنا، ونرفض في الوقت ذاته أي مظهر من مظاهر الوصاية والتجني، كما نرفض المساومة على أمن الوطن وسلامة الوحدة الوطنية لشعبنا وعلى قوانين البلاد وأنظمتها وعلى الكرامة الوطنية وسلامة المواطن، وعلى ما يجب أن يتوفر دوما وابدا لقواتنا المسلحة العربية، القوات التي صنعت الكرامة، ما تستحقه من تقدير واعزاز واطمئنان الى سلامة ظهرها. وان يكون كل الشعب وكل الطاقات ظهيرها فيما تخوض من معارك وما تقدم من حماية وعون للمناضلين شأن قوافلها التي استشهدت من أجل عزة هذه الامة ومجدها.

          اما المبادرة السورية القومية فقد وجدت منا جميعا كل تقدير وكل تجاوب لانها مبادرة الشقيق نحو شقيقه والرفيق في المعركة نحو رفيقه للتنسيق والتنظيم والحشد السليم لكل الطاقات الخيرة في ساحتها. فهذا قدرنا واياهم بعون الله.

          أما ما يعتور القضية المصيرية وما يحيطها من اخطار فاسمحوا لي، ومع احترامنا العميق والصادق لكم، أن أؤكد بانه لا يمكن ان يقوم ويقرر اسلوب علاج مستقبل هذه القضية الا من خلال لقاء القادة العرب جميعا لقاء صراحة مطلقة يحملون من بعده مسؤولياتهم الكاملة، ولا زلنا ننادي منذ حين لان هذا اللقاء ضرورة قومية ملحة لمواجهة كل الأخطار والتحديات.

          وختاما فالامور تسير الى ما نتمنى ويتمنى كل عربي أصيل ليسدل الستار على عبث كل عابث باقدارنا وباقدار امتنا. واننا طيلة مسيرتنا لم نعترض ولن نتحد الا من تحدانا ومسنا بالسوء والاذى. لمن الرجم بالغيب ان نطالب ببحث صدامات وشيكة كما ذكرتم على أرضنا، الا اذا كانت هناك أيد خفية تهيئ للصدام معنا خدمة للعدو واغراضه، وأرجو أن اعرب لكم عن ثقتنا المطلقة بأن

<1>