إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



تصريح الناطق الرسمي الأردني تعقيبا على بيان مؤتمر الملوك والرؤساء العرب
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 305 - 307 "

تصريح الناطق الرسمي الأردني تعقيبا على بيان مؤتمر
ممثلي الملوك والرؤساء العرب.

عمان، 16 / 4 / 1971

 

( الدستور، عمان،17 / 4 / 1971 )

          لا شك في أن البيان تضمن نواحي إيجابية لا نملك إلا أن نقدرها لايجابيتها لانها تنسجم مع موقفنا الذي لم نحد عنه دائما، والمتمثل بمطالبتنا المستمرة بضرورة توحيد الجهد العربي والقوى العربية لمواجهة العدو الواحد.

          ولكن البيان تضمن أيضا، وبكل أسف، احكاما مبنية لا على الحقيقة أو الواقع بل على جملة أوهام وأضاليل روج لها السيد ياسر عرفات بمجموعة برقيات يبدو أنه صدقها لكثرة ما كررها وكررتها معه بعض اجهزة الاعلام العربية. وبديهي ان حكما مرتكزا على وهم، أو نتيجة مبنية على تضليل، لا يمكن إلا أن يبعث في نفس المواطنين هنا، والعرب في كل مكان، الاسى والالم على ما وصل اليه العمل السياسي العربي وخاصة في هذه المرحلة التي يجب ان تقدر فيها الامور، كل الامور سواء كانت سياسية أو عسكرية، بكل دقة وامانة وصدق. وإلا فان ما نخشاه ان تعود هذه السياسة المرتجلة وتدفعنا في هاوية نكسة او نكبة جديدة.

          المعروف ان الحكومة الاردنية واللجنة المركزية قد تفاهمتا على انسحاب كافة المسلحين ومعهم كافة أسلحتهم باستثناء أسلحة الميليشيا من عمان. وكان ذلك قبل انعقاد المؤتمر بأربعة أيام. وبالرغم من معرفة الجميع بذلك، وتوقع الجميع انه لم تعد هناك حاجة لانعقاد المؤتمر، فقد أصرت بعض الجهات وعلى رأسها السيد ياسر عرفات على انعقاده مثقلين الاسماع باوهام عن مذابح واستباحات وتصفيات لم يعهد تاريخ العرب الحديث مثيلا لها.

          والغريب كل الغرابة انه في اليوم الذي بدأ فيه الفدائيون الانسحاب الاختياري بالمئات من عمان على شكل قوافل شاهدها كافة المواطنين والسفارات العربية في عمان، أنعقد المؤتمر لبحث ما أسموه بنزيف الدم في عمان. كما لو كانت قوافل السيارات الخارجة من عمان وهي محملة بالمسلحين والمتفجرات سيلا من الدم يجب وقفه. واستهجن الجميع ذلك، ولكن المؤتمرين اصروا على عقد مؤتمرهم رغم ذلك.

          اما كميات الاسلحة الثقيلة والصواريخ والمتفجرات التي أخرجت من عمان والتي تكفي لتسليح فرقة عسكرية كاملة، بالاضافة الى الكميات الهائلة التي ضبطت وتمت مصادرتها، فقد اطلعت عليها البعثات الدبلوماسية العربية. فهل وضع السادة المؤتمرون في اعتبارهم أن الفدائيين كانوا يملكون كل هذه الكميات الهائلة من الاسلحة في عمان.

          وعندما انعقد مؤتمرهم وكتب بيانهم هل كان أحد منهم يسمح بوجود ربع هذه الكمية من الاسلحة فقط في عاصمة بلده أو في مدينة من مدنه.

          ترى الم يتلق المؤتمرون تقارير من بعثاتهم الدبلوماسية في الاردن عما شاهدوه وسمعوه من اذاعة وتلفزيون عمان مما كان يقوله رجال الميليشيا في عمان، هل كلفوا انفسهم عناء قراءة هذه التقارير أم ان القصد من المؤتمر لم يكن الاعتماد على الحقيقة والواقع اصلا.

          إن الاردن هو العمل الفدائي لان الفدائيين اردنيون من الضفتين ومن أبناء قطاع غزة الباسل، فهم أبناؤنا لانهم مواطنونا. ولا يمكن ان يحرص أحد على مواطنينا قدر حرصنا عليهم. وكذلك بالنسبة لدعم العمل الفدائي. فنحن نمارسه فعلا ولا نتشدق به قولا، لان هذه الارض أرضهم وهي قاعدتهم ومنطلقهم. وهم لقوا ويلقون منا كل الدعم المادي والمعنوي ولن نسمح اطلاقا لأية جهة بان تعتبرنا فريقين بل نحن هم وهم نحن فريقا واحدا موحد الوجود والمصير.

          ان الذين يقومون بتصفية العمل الفدائي هم أولئك الذين صرفوه، وأصروا على صرفه، عن مهمته الاساسية باغراءات سياسية وبتضليل عقائدي لا مثيل له، وعلى اعتبارات لم تعد خافية حتى على ابنائنا الفدائيين الذين يتساءلون عما يريده هؤلاء منهم. لماذا يريدون جر العمل الفدائي الى متاهات المتاجرة السياسية.

          ان ضرب القرى والنقاط والمخافر الاردنية في الشمال من قواعد الفدائيين المتواجدة في سورية الشقيقة لا يمكن تصويره على انه حرص على الدماء الزكية. فالذين يدعون الحرص على الدماء الزكية هم الذين شجعوا أحد الاطراف لاراقة هذه الدماء. فهل دماء جندنا وأهلنا ومواطنينا ليست زكية في نظرهم؟

<1>