إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول التطورات الأخيرة في الأردن
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 319- 321 "

أو مماطلة.

          إننا ونحن نصر على الالتزام الدقيق بنصوص الاتفاقيات وتنفيذها، باعتبارها الأساس الذي ينظم العلاقة فيما بين الثورة والسلطة بما يكفل لنا الحرية في التحرك لقتال عدونا وتعبئة وتنظيم وتسليح جماهيرنا، نرى أن قيام السلطة بتنفيذ هذه الاتفاقيات سينعكس بالضرورة على الوضع المالي والسياسي والعسكري للأردن في مواجهة واجباته الأساسية نحو الاحتلال القائم الآن على الضفة الغربية.

          وحتى يتحمل الكل واجبه ومسؤوليته فإننا نتوجه ببياننا هذا إلى الجماهير في الأردن، وإلى كل الجماهير العربية من أجل تحقيق تنفيذ دقيق لهذه الاتفاقيات حتى نتجنب القتال والمجازر، وحتى لا يضيع مزيد من الدم العربي في غير موضعه، وحتى تتوجه كل الجهود وكل البنادق إلى العدو المحتل.

          وكما نتوجه بهذا البيان إلى الدول العربية وإلى الذين وقعوا على اتفاقية القاهرة لنسمع رأيهم في الطريقة التي يريدون بها أن يلزموا السلطة الأردنية على تنفيذ التزامها بعد أن نفذت الثورة من جانبها كل التزاماتها، وننتظر من هذه الحكومات موقفا واضحا وعلنيا، وسنعتبر كل موقف صامت أو سلبي موقفا " من الثورة الفلسطينية وموقفا " من شرف التوقيع على هذه الاتفاقية.

          كما أننا نطلب من السلطة الأردنية موقفا واضحا ومريحا من هذه الاتفاقيات تعكسه المقاومة الفعلية والتطبيق الوافي والدقيق لنصوصها.

          بعد كل هذا إننا لا يمكن أن نقبل الغطرسة والغرور حكما بيننا، ولتظل اتفاقيتا القاهرة وعمان الأساس الذي ينظم العلاقة فيما بيننا، وسنقاتل دفاعا عن حقوقنا قتالا لا يتوقف ضد كل من يحاول أن يسلب الثورة حقا لها.

          إننا هنا لا نهدد ولكننا لا نقبل أن نساوم على الثورة وخنقها وتصفيتها بالقطعة وعلى مراحل، ويومها ليتحمل كل إنسان عربي وكل مسؤول أردني مسؤولية ما يحدث.

          نحن باختصار لن نتراجع، لن نساوم، ولن نقبل بوصاية الحكم الأردني على الثورة، أو على شعبنا بأي وصاية عربية على هذه الثورة، إننا نعتبر هذه الأرض أرضنا، وهذه الساحة ساحتنا فلسنا موالي في هذا البلد، ولسنا مواطنين من الدرجة الثالثة، لسنا ضيوفا، نحن أصحاب حق وأصحاب قضية، ولن نسمح أن يمر مخطط تصفية الثورة لتنفيذ الاتفاقيات الثنائية المشبوهة مع إسرائيل وحمايتها من الامبرياليين الأميركيين وغيرهم وسنظل نقاتل من أجل شعبنا، من أجل قضيتنا، من أجل حماية هذه الثورة، ومن أجل حقوقنا وحقوق شعبنا، ولن تسمح جماهير شعبنا، لأي متآمر أن يفرض على أمتنا العربية مشاريع الاستعمار وأحلافه القديمة في منطقتنا.

          وأمتنا أقوى من كل متآمر، وشعبنا أقوى من كل متسلط، وستظل الثورة الفلسطينية ومسيرتها في قلب كل فلسطيني، وكل أردني، من شعبنا وجيشنا، وستظل في قلب كل عربي. وإنها لثورة حتى النصر.


<3>