إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول الاصطدامات ما بين الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 418- 419 "

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول الاصطدامات المسلحة ما بين الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين.

2 / 6 / 1971

 

( الهدف، العـدد 103،
بيروت، 5 / 6 / 1971 ، ص 4 )

          تطبيقا لمخططاتها التقليدية، حاولت القوات الأردنية منذ يوم السبت الماضي السيطرة على مواقع استراتيجية جديدة تتمركز فيها قوات المقاومة، والعمل تدريجيا على تضييق الرقعة التي يتواجد فيها الفدائيون، وقطع خطوط اتصالاتهم، وإرهاب القرى التي يتعايشون معها في مناطق الجبل.

          1 - وقد تحركت القوات الأردنية في القطاع الأوسط، فشنت هجوما مدعوما بالمدرعات على منطقة ارميمين، حيث حاولت احتلال قاعدتين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانتا هناك. وقد اخلت المجموعتان الصغيرتان من مقاتلي الجبهة، اللتان كانتا هناك، هاتين القاعدتين، مستدرجين القوات الاردنية الى الموقعين الخاليين ليوجهوا لها ضربة قوية تكبدت خلالها هذه القوات خسائر فادحة.

          وقد استمرت المعركة طوال يوم الأحد 3 / 5 واضطرت بعدها القوات الرجعية الى الانسحاب بعد إن تكبدت عددا من الإصابات في الأرواح والمعدات، وسقط في هذه المعركة شهيد من رجال الجبهة.

          وقد أثارت هذه المعركة البطولية إعجاب الجماهير والمقاتلين في جميع التنظيمات إذ ثبتت فيها قدرة مجموعات صغيرة من الفدائيين، يجيدون القتال وفق علوم حرب العصابات ويؤمنون إيمانا عميقا بشرعية ثورتهم، على عرقلة القوات المعتدية وتكبيدها خسائر فادحة ومنعها من تحقيق تقدم فعلي.

          2 - وفي غضون ذلك ردت قوات المقاومة على عسف السلطة الرجعية، التي شرعت بعمليات تفتيش استفزازية في مخيمات الوحدات والحسين وجبل النزهة وجبل الهاشمي، بأن قامت بشن هجمات تفجير انذارية في عمان وفي الزرقاء وفي الرصيفة، ألحقت بالمؤسسات الحاكمة أضرارا رادعة.

          3 - وقد تكبدت القوات الرجعية في الشمال خسائر أخرى حين أخذت تقصف منطقة ساكب وجبل الأقرع لمدة أربعة أيام متوالية، منذ يوم السبت الماضي، إلا أنها لم تستطع التقدم باتجاه مواقع الفدائيين بالرغم من عدة محاولات بذلتها.

          ونتيجة لذلك قامت القوات الرجعية بمحاصرة منطقة الإحراج في محاولة لتجويع وتعطيش المقاتلين المتواجدين هناك، دون أن تكف عن القصف الشديد بالرشاشات الثقيلة والمدفعية، إلا أن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح.

          وقد سقط في هذه المنطقة جريحان من رجال الجبهة أحدها كانت جراحه خطرة.

          4 - ولتغطية فشلها في هذه الهجمة الأخيرة قامت السلطات الرجعية بحملة واسعة من التضليل التي لم يعرف تاريخ الكذب الرسمي الأردني ما يماثلها، وكان هدف هذه الحملة نسف المعنويات المرتفعة للجماهير وتشويشها، وقد تحدثت وسائل الإعلام الأردنية مطولا عن صراع مزعوم داخل جناحات وهمية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وانشقاقات متوهمة في تنظيمات أخرى، بالإضافة لسلسلة من الأكاذيب عن علاقات التنظيمات المقاومة ببعضها.

          وقد بلغ التخبط الرسمي في عمان ذروته حين أوعزت السلطات لقواتها بنسف أنصبة الشهداء المجهولين في مخيم الوحدات وغيره، إلا أن الجماهير ردت على هذا الاستفزاز بتظاهرات عنيفة وإضرابات قمعتها السلطات الرجعية بقوة السلاح.

          5 - ان السلطة الرجعية العميلة في الاردن تحاول عبر هجمتها الاخيرة هذه تحقيق عدة أهداف، دفعة واحدة:
          أ - توجيه ضربة قوية الى معنويات الجماهير الفلسطينية - الاردنية التي سجلت ارتفاعا ملحوظا في الفترة الاخيرة، نتيجة عوامل عديدة، أبرزها تصاعد نشاط المقاومة داخل الأراضي المحتلة وفلسطين المغتصبة، وهو التصاعد الذي تعمل السلطات الإسرائيلية والأردنية على إحاطته بالكتمان.

          ب - الحصول على مواقع استراتيجية جديدة في القطاع الأوسط والشمالي تستطيع السلطة الرجعية من خلال السيطرة عليها التحكم بقوات المقاومة وبخطوط مواصلاتها وشرايين تموينها.

          جـ - توجيه ضربة مادية ومعنوية للجماهير الفلسطينية والأردنية ولطلائعها المقاتلة للحيلولة دون تحرك شعبي

<1>