إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



البيان رقم 2 للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول تعرض إحدى وحداتها الضاربة لناقلة نفط إسرائيلية
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط1، ص 464 - 465"

البيان رقم 2 للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول تعرض
إحدى وحداتها الضاربة لناقلة نفط إسرائيلية.

 

14 / 6 /1971

 

(الهدف، العدد 105، بيروت،
19/ 6/ 1971، ص 5)

          تنفيذا لمخططات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي رسمتها لضرب العدو الإسرائيلي في كل مكان، وضرب مصالحه المرتبطة بمصالح الامبريالية والرجعية العميلة، داخل الوطن العربي وخارجه، قامت وحدة بحرية خاصة تابعة للجبهة، بقصف ناقلة نفط إسرائيلية في البحر الأحمر بخمسة صواريخ سببت لها أضرارا بالغة، وأضرمت النار في مستودعين كبيرين من المستودعات التي تحمل فيها نفطها، وأحدثت فيها تدميرات كبيرة يحتاج إصلاحها إلى وقت طويل.

          وقد تلقت الوحدة البحرية الخاصة التابعة للجبهة الشعبية أمرا قتاليا من قيادتها، بمغادرة قاعدتها في العقبة، والاتجاه إلى منطقة الهدف، وقد تزودت الوحدة بالوقود والعتاد والمؤن في نقاط الاتصال التي تعاملت معها في أكثر من مكان على الشاطئ السعودي، في وقت كانت فيه الناقلة " كورال سي"، وهي ناقلة بدأت العمل على خط إيلات مؤخرا، تغادر ميناء التحميل الإيراني في جزيرة خرج متجهة إلى البحر الأحمر.

          وقد التقت الوحدة بهدفها في المكان المفترض، حيث تضطر الناقلة لأسباب معينة التزام طريق محدد والتخفيف من سرعتها، وقد سجلت الصواريخ إصابات مباشرة، وغادرت الوحدة مكان العملية دون أن يلحق بها أي ضرر. وقد وقعت المواجهة على بعد حوالي 50 كلم إلى الشمال من جزيرة البريم مقابل الشاطئ اليمني الشمالي.

          إن هذه العملية تجيء في هذا الوقت بالذات:
          أولا - لتؤكد استراتيجية الجبهة الشعبية التي تملي عليها ضرب العدو ومصالحه في أي مكان كان، وخصوصا. ضرب النقاط التي تتلاقى فيها بمصالح العدو الإسرائيلي الاستراتيجية بمصالح الامبريالية و الرجعية.

          إن ناقلة النفط " كورال سي "، التي كانت تحمل 65 ألف طن من الزيت، إنما هي النقطة التي تلتقي فيها مصالح العدو الإسرائيلي بمصالح الامبريالية، ممثلة بشركات النفط الاحتكارية، بمصالح الرجعية الإيرانية اللتين تتواطآن مع العدو الإسرائيلي، وتزودان خط أنابيب " إيلات - عسقلان" بما يحتاجه من نفط.

          إن خيانة الرجعية العربية التي تكشف عنها الجبهة الشعبية بالأرقام في بيانها رقم (3)، والتي تحتال بالتعاون مع الرجعية الإيرانية، لتزويد العدو الإسرائيلي بالنفط السعودي، لا يمكن أن تظل - كما هي منذ شباط (فبراير) 1970، حين بدئ بضخ النفط السعودي عبر الأنبوب الإسرائيلي - دون كشف ودون عقاب.

          ثانيا - لقد جاءت هذه العملية، من ناحية ثانية لتوجيه صفعة إلى أولئك المتخاذلين والأعداء الذين باتوا يبشرون بما يزعمون. أنه عجز المقاومة وتراجعها.

          إن الانتعاش الذي أصاب العدو الرجعي، والأوهام التي يحيكها حول مؤامراته التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتركيع الجماهير العربية، وإصراره - بكل أطراف معسكره الاستسلامي - على تجاهل إرادة الجماهير الفلسطينية والعربية، إن ذلك كله يشكل جزءا من الحملة التي تشنها الامبريالية والعدو الإسرائيلي والرجعية العميلة لقهر جماهير أمتنا وإرغامها على الاستسلام.

          إن هذه العملية تشكل صفعة مدوية على وجوه أولئك الذين يبشرون بالانهزامية، ويتقاعسون عن استنهاض إرادة القتال عند جماهيرنا، وعلى وجوه الأعداء الرجعيين والصهاينة والامبرياليين الذين يظنون أن بمقدورهم تقرير مصائر الشعوب رغما عن إرادتها.

          يا جماهير أمتنا العظيمة،

          إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي عرفتها الجماهير في مقدمة معركتها المصيرية، تعاهد هذه الجماهير على المضي قدما في النضال المسلح بالعنف الثوري ضد جميع أعداء هذه الجماهير، أينما امتدت أصابعهم ومصالحهم وقلاعهم.

          إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تقود النضال الشعبي الضاري ضد المحتل في غزة، والتي صعدت بدأب عملياتها في فلسطين المغتصبة خلال الأشهر القليلة الماضية، تعاهدكم على المضي بضرب العدو أينما وجد، وضرب ارتباطاته الرجعية المتمثلة بالتواطؤ

<1>