إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



تصريح الناطق الرسمي الأردني حول حوادث جرت في جرش
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 604 - 605 "

تصريح للناطق الرسمي الأردني حول حوادث جرت في
جرش.

عمان، 13 / 7 / 1971

 

( الدستور، عمان، 14 / 7 / 1971 )

         إن الحكومة الأردنية، انطلاقا من إيمانها بضرورة حشد كافة الجهود العربية، وادراكا منها لمسؤولياتها القومية من أجل معركة المصير، ووعيا منها لحرص الجمهورية العربية السورية المخلص، حكومة وجيشا وشعبا، على تحرير الارض وفك أسر الاهل، ذلك الحرص النابع من صفاء عروبتها وأصالة نضالها القومي على امتداد التاريخ العربي، لترحب بما جاء على لسان الناطق الرسمي السوري من أن الدم العربي يجب أن يطهر الارض العربية الطيبة التي دنسها الاحتلال الصهيوني، كما تقرر ايجابية موقف الشقيقة سورية الذي تمثل بالاتصال الهاتفي بين عطوفة النائب الاول للقائد العام للجيش السوري، وبين عطوفة رئيس أركان القوات العربية الاردنية المسلحة، مستفسرا عما جاء في رسالة السيد ياسر عرفات الموجهة الى فخامة رئيس الجمهورية العربية السورية، وما عادت فرددته الاذاعات العاملة تحت اشراف بعض المنظمات الفدائية من أن مذابح جديدة تهدف الى تصفية العمل الفدائي وقعت صباح امس الثلاثاء في منطقة جرش.

         ان الاردن يدرك، ومعه كافة الدول العربية، ان المعركة اية معركة، وخاصة تلك التي نخوضها ضد العدو الاسرائيلي المتمتع بدعم واسناد الحركة الصهيونية العالمية بما توفره له من مستلزمات مادية ومعنوية، تتطلب حشد كافة الجهود المحلية والعربية عسكريا واقتصاديا وتنظيميا ومعنويا وانتاجيا حتى تضمن نتائج النصر وتكسر حلقة واحدة في سلسلة النكبات والنكسات التي أوقعت امتنا بها عناصر غير مسؤولة أو جاهلة أو متواطئة عبر ربع القرن الماضي.

         ان الفدائيين المتمركزين في منطقة جرش المزدحمة بالسكان دأبوا، طيلة الشهر الماضي، وعند بدء موسم الاصطياف وعودة ابنائنا المغتربين الى بلدهم لقضاء اجازاتهم بين اهلهم وذويهم، على اطلاق النار على المزارعين والحصادين وعلى القرى في تلك المنطقة كجزء من مخطط لئيم لتدمير الاقتصاد الوطني واضعاف هذه القلعة التي نعتز دوما بانها شامخة صامدة أمام اطماع العدو في محاولاته هضم ما احتل من أرضنا للقفز على المتبقي ليوفر لنفسه سيناء شرقية تفصله عن الجزيرة العربية والعراق الشقيق.

         وقد جاءت هذه الاعمال بعد ان قامت فئات فدائية معينة بحملة دعائية لئيمة ومنظمة في أوساط أبنائنا المغتربين استهدفت منعهم من قضاء إجازاتهم في وطنهم وحثهم على عدم دخول الاردن والذهاب الى أماكن اخرى بحجة أن اشتباكات دامية تقع هناك ستعرض حياتهم للخطر.

         ان الحكومة الاردنية، ادراكا منها لمسؤولياتها تجاه المعركة والمواطن، وضرورة توفير الامن والحماية له، لم تستطع أن تقف مكتوفة الايدي حيال منع المزارعين من جني محاصيلهم والاعتداء عليهم في بيوتهم وقصف قراهم مما أدى الى تدمر 11 تراكتورا، و 7 آليات، فاتصلت، وباستمرار من خلال ممثلها في مكتب الارتباط، بممثلي المنظمات الفدائية طالبة منهم وضع حد لهذه الاعمال وترك المزارعين وقراهم، وحددت لهم مكانا آخر ليقيموا فيه فوافقوا عليه كما سبق لفئات منهم وانتقلت الى اماكن اخرى بعيدة عن اماكن ازدحام السكان بالتنسيق مع مكتب الارتباط، ولكننا فوجئنا هذه المرة، وعشية انعقاد المؤتمر الوطني الفلسطيني التاسع بالقاهرة، انهم بدل التحرك الى الاماكن المتفق عليها لتجنب الاحتكاك بينهم وبين المزارعين شرعوا في اطلاق النار على القرى والمزارعين ونصب الكمائن لقوافل سيارات الجيش ودورياته.

         واثر ذلك، وبعد فشل كافة الجهود لاخراجهم من منطقة انطلاق الاعتداءات على السكان ، قامت الوحدات المجاورة باخراجهم منها صباح أمس الثلاثاء. إن التهويل والتهويش والتهريج الذي أصبح السلاح المعتمد لدى الفاشلين من طلاب كراسي السلطة لا يمكن الا ان تزيد البلبلة وسوء تقدير الامور مما يساعد المتهربين من التزاماتهم القومية على المزيد من الانحراف.

         ولذلك فاننا، وبعد توضيح الامور، لنأمل من جميع البعيدين عن الصورة ان يستعيدو للذاكرة سلسلة التهويلات التي بثتها الاذاعات وحملتها الرسائل خلال الخمسة عشر شهرا الماضية لعل في ذلك ما يساعد الامة على توحيد طاقاتها وحشد جهودها مؤكدين ان المنطقة هادئة، وان ما يقال خلاف ذلك بعيد كل البعد عن الصورة الحقيقية. وفقنا الله جميعا - لما فيه خير أرضنا وأمتنا.


<1>